العتيبي: العمل الخيري بالكويت يسير بخطى ثابتة ويتمتع بالرقابة والشفافية

اسمح لنا في البداية بإلقاء الضوء على دور «نماء» وخطتها التي وضعتها لمواجهة جائحة «كورونا» وتداعياتها على المجتمع.2020-05-11_11h43_13.jpg

– بالنسبة للتعامل مع أزمة «كورونا»، فقد وضعت «نماء» خطة إستراتيجية شاملة وواضحة ترسم احتياجات المستفيدين، وحسن استخدام الموارد المتاحة؛ للمساهمة في تحقيق الأنفع للمستفيد، في ظل حديث الدولة عن امتداد الأزمة لعدة شهور؛ فكان من الضروري أن نبدأ بوضع خطة الاستجابة الإنسانية لهذه الأزمة، من خلال توريد أول مخزون إستراتيجي للغذاء للأسر المتعففة لتقديم السلال الغذائية بشكل منتظم وفق آلية صرف معتمدة، هذا من جانب.

ومن جانب آخر، كثفت “نماء” جهودها بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين على أرض الكويت، والمتأثرين من الإجراءات الوقائية، وتعطلت مصالحهم ومصادر أرزاقهم، فكانت عوناً بذلك للجهات الحكومية في تخفيف المعاناة عن فئة محتاجة للدعم في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها الكويت والعالم أجمع، فأيادي الخير الكويتية ممتدة لكل محتاج على هذه الأرض الطيبة.

وأعلنت “نماء” حزمة من المشروعات المتنوعة، منها تقديم السلات الغذائية، والكوبونات الشرائية، والمياه، والوجبات الجاهزة، والسلات الوقائية لأكثر من 30 جهة، وذلك خلال المرحلة الأولى التي بدأت مع بداية الأزمة وحتى نهاية مارس الماضي.

حدثنا عن الشراكات مع المؤسسات الخيرية والرسمية في هذه المشروعات؟

– وضعت «نماء» ضمن إستراتيجيتها الخيرية ضرورة التعاون والشراكة مع الجهات الخيرية؛ وذلك بهدف تطوير العمل الخيري، وتفعيل آلية تعامله، سواء كان مع المؤسسات والجهات الرسمية، أو مع جميع أفراد المجتمع، أو مع المبرات الخيرية، وها نحن اليوم نؤكد هذه الشراكة من خلال جهود «نماء»؛ حيث تعاونت خلال هذه الأزمة مع وزارة الصحة الكويتية، والهلال الأحمر، وجامعة الكويت، والجمعية الطبية، والأمانة العامة للأوقاف، وبيت الزكاة.. وغيرها من الشراكات التي ساهمت بشكل فاعل في جهود مواجهة «كورونا».

كم عدد المستفيدين من هذه المشروعات، والمبالغ التي تم صرفها؟

– أنفقت «نماء» 521400 د.ك على مشروعاتها المختلفة، حيث قامت بمساعدة أكثر من 6500 أسرة؛ بها 34250 فرداً من أكثر من 31 جنسية مقيمة على أرض الكويت، مقسمة على 13 شريحة، كما قامت نماء بتوزيع الوجبات وعبوات المياه في 30 جهة، وتوزيع 1000 سلة غذائية بقيمة 22500 د.ك، و14 ألف وجبة غذائية بقيمة 21600 د.ك، و195700 عبوة مياه بقيمة 8520 د.ك، بالإضافة إلى المساهمة في الحملة الإعلامية التوعوية لدرء الإشاعات والبقاء في المنزل والصبر، والاستغفار والدعاء، وذلك خلال المرحلة الأولى التي ذكرنا سابقاً أنها انتهت في نهاية مارس الماضي.

ذكرتم أن هذه هي المرحلة الأولى، هل معنى هذا أن هناك مرحلة ثانية؟

– نعم، تم البدء في المرحلة الثانية من خطة الاستجابة التي وضعتها «نماء» لدعم جهود الدولة في مواجهة أزمة «كورونا»، وكانت باكورة مشروعات تلك المرحلة تقديم مساعدات مالية لأكثر من 1550 حالة تقدمت بطلب المساعدة من خلال الرابط الإلكتروني الذي أطلقته «نماء» والبالغ عددهم 9508 طلبات، وتسعى «نماء» من خلال هذه المشروعات إلى تحقيق الأمن الاجتماعي والصحي والمعيشي؛ مما يساهم إيجاباً في تعزيز روح التكافل والتعاون على الخير في المجتمع، والاستجابة لحاجات الشرائح الفقيرة وذوي الدخول الضعيفة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حالياً، ونحن مستمرون في تقديم المعونات لها، وهي من الأسر المتعففة والأرامل والأيتام والمرضى.

نريد ونحن نتحدث عن دور «نماء» في مواجهة «كورونا»، أن نعرض لدور صندوق دعم الأسر المتعففة بالكويت.

– هدف الصندوق –كما يتضح من اسمه- رعاية الأسر المتعففة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم التي توزع على الأسر المتعففة من الكويتيين وغير الكويتيين ذوي الدخل الضعيف الذين لا يستطيعون شراء هذه المواد، وسوف تساهم المؤسسة في الصندوق بمبلغ نصف مليون دينار، وهذا الصندوق يعد نوعاً من أنواع التكافل والتراحم الاجتماعي بين المسلمين، ونستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، والمجال متاح للجمعيات الخيرية داخل الكويت للمشاركة في الصندوق.

ما أهمية الصندوق خلال المرحلة الحالية؟

– هناك عائلات وأفراد تضرروا من الإجراءات الحكومية الاحترازية المستحقة للحكومة لمواجهة «كورونا»، وكانت هناك ضرورة إلى الالتفات للأسر المتعففة في هذا الوقت بالذات، من خلال توفير المؤن والحاجات الأساسية لهم، ونحن مستمرون في متابعة حالات الأسر التابعة لها، خاصة كبار السن والمرضى وأصحاب الإعاقة، وبالرغم من قرار الإجازة الرسمية في البلاد، فإنه تم الحصول على موافقة الجهات الرسمية للاستمرار بمتابعة الحالات، وسنقوم بتوفير المؤن الغذائية لهم من خلال خدمة البطاقة الممغنطة التي تعبأ بطريقة إلكترونية لتذهب الأسرة لشراء ما تحتاجه من السوق بشكل شخصي مع حرية اختيار ما يشاؤون، مع ضمان وصول المساعدات الشهرية إلى أسر الأيتام وضعاف الدخل في موعدها وعدم انقطاعها عنهم.

حدثنا عن مبادرة «راحتك من راحتنا».

– هي مبادرة نوعية، تهدف إلى توفير أشرطة فحص مرض السكري بالتعاون مع عدد من شركات الأدوية من خلال توصيلها للمستفيدين مجاناً وبسعر التكلفة، وفي الأسبوع الأول من المبادرة؛ تلقت «نماء» ما يزيد على 1000 اتصال من مرضى السكري، واستفاد من المبادرة أكثر من 850 شخصاً، وهذه المبادرة تهتم بمرضى السكري في ظل تطبيق دولة الكويت قرار حظر التجول الجزئي، وذلك في إطار مكافحتها لفيروس «كورونا»، والمبادرة تأتي استشعاراً من «نماء» بالمسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه هذه الفئة من خلال توفير هذه الأشرطة لهم.

أثيرت في الفترة الأخيرة بعض الأحاديث عن النسبة الإدارية للجمعيات الخيرية من حملة «فزعة للكويت»، فما تعليقكم على هذه الأقاويل؟

– بداية، نريد أن نوضح أن العمل الخيري والإنساني في الكويت ما زال يسير بخطى ثابتة، وبدرجة عالية من الرقابة والشفافية التي شهد لها القاصي والداني؛ ليثبت أمام الجميع قدرته على تخطي المثبطين، أما الذين يملكون تساؤلات منطقية ويحتاجون إجابة لها فهذا من حقهم، وبإذن الله لدينا القدرة لتوضيحها لهم.

وبهذه المناسبة، أحب أن أوضح -عبر منبر “المجتمع” الإعلامي- أننا في نماء للزكاة والتنمية المجتمعية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي سنقوم بصرف كامل المبلغ الذي تم جمعه في حملة “فزعة للكويت” على الأسر المتعففة والمتضررين من ضعفاء الدخل داخل الكويت وفق شرط المتبرعين، ولن تصرف على أي أمر آخر.

انتهجت نماء نهجاً خاصاً في توثيق المساعدات الإنسانية، نريد أن نتعرف على طريقتكم في توثيق مشروعاتكم؟

– هناك أفكار عديدة للتوثيق وإبراز الدور الخيري للمتبرعين، ليس بالضرورة أن تكون منها ظهور الفقير بشكل واضح لتعرف شخصيته؛ فقيمة الكرامة أعلى من هدف التوثيق في العمل الخيري، والثقة التي يسعى العاملون في الخير الوصول إليها تبنى بالشفافية المالية أكثر من الصورة الوثائقية.

واسمح لي بالإشارة إلى قصة واقعية حدثت؛ حيث تلقيت اتصالاً يخبروني عن قصة أُمٍّ من جنسية عربية تركت ابنين لدى جارتها لتعود لبلدها لإنهاء بعض المعاملات لمدة أيام على أن تعود سريعاً، إلا أن الطيران توقف بسبب “كورونا” حال دون عودتها لطفليها، وهما بعمر 12 و14 عاماً في شقة وحدهما ليس لهما أحد إلا الله وجارتهما ترعاهما، فالأم عالقة في بلدها لتوقف الطيران بسبب “كورونا”، والجارة تقوم بعمل الطعام لهما كل يوم وتتناوب النوم عندهما مع ابنتها؛ فقمنا بزيارتهما، وقدمنا لهما احتياجاتهما في ظل غياب والدتهما التي تعد الكافل لهما بعد الله تعالى، وكانت رسالتنا لهما: إن كانت أمكما غير موجودة فالكويت موجودة.

Exit mobile version