أهمية معرفة العدو

أبدأ حقيقة في هذه السطور بمقدمة بسيطة قبل أن أدخل في صميم الموضوع، ولعل البعض يقول: نحن نعلم عن اليهود الشيء الكثير!

أقول: حينما أقول معرفة العدو لا أعني أن تعلمه النخبة والمثقفون فقط، ويبقى النشء والأجيال تجهل الكثير، لتكون سهلة الصيد والتسخير مستقبلاً خدمة للماسون! ما نقصده أن يعلم الأجيال والنشء، كما يعلم أطفال ونشء صهيون أنهم شعب الله المختار، وتفاصيل المختارية هذه! وأنهم أسياد العالم، والبشرية الأخرى ما هي إلا حيوانات وجدت لخدمتهم.

مَن مِن ناشئتنا يعلم هذا عن اليهود تفصيلاً، كما تعلمه ناشئة يهود عن ذاتها؟ وكيف تجير صهيون ذلك في المقابل ليخضع لفكرتها لجهل منه أو خسة فيه، ويقبل أن يكون تحت أقدام صهيون بقناعة ساذجة أو بخيانة وخسة صارخة؟!

هنا أيها القارئ الكريم، لا أعني المعرفة فقط للمعرفة، ولكن أعني المعرفة تربية وسلوكاً، وثقافة وعقيدة، ومن خلال مناهج التعليم، ومن خلال الأعمال الإعلامية الفنية، وأنه الواجب علينا مواجهة العقيدة المعادية الفاسدة بعقيدة الحق منهجاً وتربية للشارع، حتى لا “يتفذلك” علينا السذج أو أدعياء الثقافة بخيانتهم، فحينها سيجدون تربية عفوية بديهية للشارع عارمة، تقلب الأمر عليهم رأساً على عقب، لأنهم خرقوا البديهيات التربوية والثقافية للشارع المسلم حينها.

نعم، هناك أجيال وأجيال لا تعلم عن فلسطين وطمع اليهود فيها إلا بعضٍ من أحداث عام 1948 وبعض تحركات هرتزل فقط، ولا تعلم كيف يربط اليهود عقيدتهم في فلسطين منذ القدم، ومن ثم من فلسطين، السيطرة على العالم بنظامها العالمي بقيادة مسيحها الدجال الذي تمهد له، ونظامها العالمي الذي تسعى لتطبيقه على البشرية من أجل خدمتها كخدم حيوانية ولا غير ذلك!

يجب أن نعلم وتعلم الأجيال جيلاً بعد جيل أنه من أهم خطوات الدفاع والهجوم بالنسبة لنا في مواجهة هذا العدو القديم إلى قيام الساعة، العلم الدقيق والمعرفة الدقيقة في عقيدته، ومواجهتها عقائدياً لا قومياً وما شابه من خزعبلات منتنة.

نعم أيها القارئ الكريم، فهذا العدو “الصهاينة” و”الخوارج” هم أسباب الدجال وعباده! فهو إلههم المنتظر كما يظنون ويعملون له بكل ثقل، معرفة طبيعة العدو أمر مهم جداً، ويجب أن نعلمه ونواجهه عقائدياً لا قومياً وعربياً فقط أو بالأحرى “سايكس بيكوياً!” وهذه المعرفة ومع الأسف عمل فيها العدو الصهيوني حيث سعيه المطرد لمعرفة مصادر قوتنا، وعمل باطراد على كيفية إضعافها، وكيف يجعلنا خدماً له وعمالاً نعمل لهدم أنفسنا بأنفسنا.

عمل بها العدو بكل دقة، ولم نعمل نحن بها بالمقابل، بل حرص العدو على أن يمجد داخلنا القومية العربية مقابل عقيدته، وبالفعل كثير من أجيالنا لا تعلم شيئاً عن اليهود إلا تاريخ القوميات سنة 1948 وما قبلها بقليل، لأن العدو علم أن هذه القومية لا تهزمه، فهو يتحرك بعقيدة، والقومية تتحرك بعنصرية منوعة وبغيضة رغم أنها عروبية كما تزعم وتدعي، إلا أن لا أرضية لها متفق عليها وهذا متقصد، نعم.. فالقومية العرقية لا يمكن، ومستحيل، أن تكون قومية إذا كان الدين له شأن فيها! فلذلك هي قومية حسب عقيدة السيد الآمر، فهي “قومية شيوعية!” مرة، و”قومية اشتراكية” أخرى، و”قومية علمانية”، و”قومية عائلية!” و”قومية ليبرالية”، و”قومية قبلية”، و”وبعثية اشتراكية”.. إلخ من خزعبلات كلها أسستها الماسونية الصهيونية العالمية، وهي فيما بينها تتقاتل وتخون بعضها بعضاً.

واليوم العدو يعمل مع خدمه وبكل ثقل في نقل العداوات من رؤوس الأهرام العربية إلى القاعدة والأرضية بين الشعوب، وذلك منذ “كامب ديفيد”، ومن ثم الحرب العراقية الإيرانية، وغزو العراق للكويت ثم تحرير الكويت، واليوم يركز وبشدة على صناعة العداوات للشعب المصري وشعب المملكة العربية السعودية، وإظهارهم بمظهر السطحية والغباء من خلال إعلام غبي وموجه، والذباب الإلكتروني، ومع الأسف لعزلهما ما استطاع -العدو- عن الأمة بشكل أو بآخر؛ لذلك ما يترك العدو آلية أو أسلوباً أو ابتكاراً يخدّم عليه في معرفة عدوه إلا وعمل بها، وما ترك آلية تخفي الحقيقة أمام وعلى عدوه إلا وعمل بها بكل دقة ومهارة، لتبقى خصومه جاهلة فيه ولا تواجهه إلا بخزعبلات لا تقف أمامه دقائق كالقوميات التافهة سالفة الذكر وما شابهها!

القرآن الكريم تطرق إلى اليهود وأفعالهم وفسقهم وجبلتهم الفاسدة في أكثر من 50 سورة قرآنية، أما في سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدث ولا حرج في بيان أسلوبهم وأخلاقهم وحياتهم حتى آخر الزمان، أشار إلى أنهم ينتظرون إلههم ومنقذهم “المسيح الدجال”، سيلتفون حوله حين خروجه من يهود أصفهان، ويتبعه سبعون ألفاً منهم، عليهم الطيالسة، وفي رواية: “وجوههم كالمجان المطرقة”، ومع ذلك لا نعمل من أجل الاستعداد للعدو كما يعمل العدو بكل ما يستطيع من أجل مسح ومسخ أمتنا وفنائها، وأنى لهم ذلك بإذن الله تعالى.

نعم أيها القارئ الكريم، فلذلك دائماً أقول: نحن نعيش مع صهيون الماسونية حالة مفصلية في هذه الحقبة الزمنية، وهذه الحالة في ظني لا تزيد عن 10 سنوات، فاليهود وصلوا اليوم كما يظنون إلى النضوج أو الاقتراب من “يوم الكشف” أو كما يطلقون عليه “يوم الكشف المنتظر”.

ولم ولن نستوعب طرحاً فيه لين لليهود اليوم أنه طرح عفوي ولم يكن متقصداً! وإن كان كذلك فهو للسذاجة وقلة العقل أقرب.

نكمل حديثنا بالمقال القادم إن شاء الله.

 [اجمع هذه السلسلة ففيها تكامل الفكرة].

 

__________________________

(*) إعلامي كويتي.

Exit mobile version