القدس على أرضها تدور حرب إثبات الهوية ومقارعة الاحتلال

مشاهد الاعتقالات اليومية بالعشرات للقيادات والكوادر الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة تُظهر عنجهية وغطرسة الاحتلال الذي اعتقل خلال الساعات الـ24 الماضية نحو 15 فلسطينياً من القيادات المقدسية، لا لجرم ارتكبوه سوى أنهم كانوا يقومون بإرشاد الأهالي عن خطورة تفشي فيروس كورونا، وتقديم مساعدات غذائية للأسر التي فقدت عملها بسبب حالة الإغلاق نتيجة فيروس كورنا، التي سجلت القدس وحدها 40% من مجمل عدد الإصابات في فلسطين المصابة بالفيروس وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

حرب مسعورة

وتشير تقارير فلسطينية إلى أن الاحتلال يشن حرباً شعواء على الوجود الفلسطيني في ظل حالة التكاثف الوطني الفلسطيني، الذي ظهرت خلال فترة جائحة كورونا ومساعدة المؤسسات الفلسطينية لأهالي المدينة وهو ما يرفضه الاحتلال، الذي يعتبر مدينة القدس عاصمة موحدة له، حسب زعمه، خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس قبل عام من الآن.

وقال تقرير لمركز وادي حلوة في القدس المحتلة: إن قوات الاحتلال واصلت حملات الاعتقالات والمداهمات للمنازل السكنية في بلدة وأحياء المدينة، ورصد المركز 92 حالة اعتقال في القدس خلال الشهر الماضي، بينها 17 قاصراً. 

وأكد التقرير أن الاحتلال يركز في حملة اعتقالات على القيادات والرموز الدينية والسياسية في مدينة القدس بهدف شل العمل الاجتماعي والصحي والخيري في المدينة المقدسة في هذه الأوقات العصيبة.

بدوره، قال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لـ”المجتمع”: إن الاحتلال لا يريد وجوداً للمؤسسات الفلسطينية في القدس التي تتعرض لحرب تهويد واستيطان مسعورة، وكل ذلك يأتي في سياق الدعم الأمريكي للاحتلال وممارساته العدوانية التي تستهدف القدس.

وأشار خاطر إلى أن الاحتلال ليس عليه شيء غريب، ففي الوقت الذي كان يفترض أن تتضافر الجهود لمكافحة جائحة كورونا، برهن الاحتلال مرة أخرى وبشكل واضح على أن عداوته للشعب الفلسطيني تفوق حرصه على مقاومة هذه الجائحة، خصوصاً وأن الذين اعتقلهم هذه الأيام كلهم كانوا ناشطين في مواجهة الفيروس وآثاره الاجتماعية في القدس ومحيطها، وقاموا بالمساهمة بشكل مباشر في تنفيذ السياسات الفلسطينية والدولية المعمول بها في مكافحة الفيروس على مستوى دولي بما فيها دولة الاحتلال، إلا أن الاحتلال يفرض عداوته للشعب الفلسطيني.

اعتقالات وتهويد واستيطان 

في السياق، قال نادي الأسير الفلسطيني، في تقرير له: إن الاحتلال اعتقل منذ بداية هذا العام 600 فلسطيني في مدينة القدس المحتلة، من خلال اقتحام منازل الفلسطينيين واعتقال النشطاء الذين يقومون بدورهم في خدمة المقدسيين خلال جائحة كورونا.

من جانبه، قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان صلاح الخواجا، لـ”المجتمع”: إن ما يحدث في مدينة القدس هي حرب وجود، الاحتلال يريد تصفية الوجود الفلسطيني في القدس حتى المؤسسات الدولية وفي مقدمتها “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا) التي تقدم خدماتها لثلاث مخيمات في القدس، والاحتلال لا يريد أن تستمر “الأونروا” في عملها، وهو يريد إنهاء عملها تطبيقاً لـ”صفقة القرن” المشؤومة التي تعتبر القدس عاصمة موحدة للاحتلال.

ولفت الخواجا إلى أن معركة شرسة تدور مع الاحتلال على أرض القدس، وفي النهاية سينتصر الشعب الفلسطيني لأنه صاحب الأرض والهوية، ومخططات الاحتلال لن تنجح في اقتلاع 300 ألف فلسطيني أمام الصمود والثبات الفلسطيني.

Exit mobile version