هل عملية “بئر العبد” بسيناء رداً على مسلسل “الاختيار”؟

بينما كانت الأسر المصرية تتحلق حول التلفزيون لمشاهدة الحلقة السابعة من مسلسل “الاختيار”، الذي يدور حول الإرهاب في سيناء، فوجئ الجميع بشريط أحمر على التلفزيون ينعى خبر وقوع ضحايا من ضباط وجنود الجيش في كمين بئر العبد بسيناء، ما أثار غضباً شديداً وجعل ما يدور في المسلسل أمر واقع أمام أعينهم حول خطر الإرهاب في سيناء.

حيث فجر الإرهابيون عبوة ناسفة في أحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد نتج عنها استشهاد وإصابة 10 من الجيش، بينهم ضابط وضابط صف و8 جنود، بحسب بيان للمتحدث العسكري.

واستهدف الهجوم نقطة تفتيش “التمساح” في بئر العبد بشمال سيناء قبل ساعة من الإفطار، بحسب نشطاء من سيناء على مواقع التواصل، ما أثار تساؤلات أخري حول: لماذا يتعمد الإرهابيون تنفيذ عملياتهم في رمضان؟، ولماذا في ساعات الإفطار تحديداً، في الوقت الذي يكون الضباط والجنود يستعدون لتناول افطارهم؟

ويتعمد الداعشيون القيام بهجمات في رمضان وقت الإفطار أو في الأعياد والمناسبات، على غرار ما حدث العام الماضي بالهجوم على كمين (البطل 14) بالعريش صبيحة يوم العيد، ما أدي لوفاة 8 ضباط وجنود من الشرطة لتتجدد الأحزان بسبب تعمد مسلحي سيناء تنفيذ هجماتهم في الأعياد، واستمرار هذه الهجمات القاتلة برغم الضربات الأمنية المستمرة لتحجيم نشاطهم.

ويرى خبراء أمنيون أن تعمد الإرهابيين تنفيذ هجمات في أوقات الأعياد والمناسبات ربما يعتمد على تصورهم أن هذه الأيام تشهد استرخاءً أمنياً وإجازات، ما يعطيهم عنصر المفاجأة، وهو ما تنفيه بيانات الشرطة والجيش عن الاستنفار الأمني في العيد.

وتظهر الأرقام المنشورة في البيانات العسكرية الـ 31 للمتحدث العسكري، حول “العملية الشاملة” التي شنها الجيش والشرطة على مدار عام كامل في سيناء (9 فبراير 2018 حتى 22 يناير2019م)، قتل الجيش 520 “إرهابي”، مقابل استشهاد 14 ضابطا و47 جندي، حتى أخر هجوم وقع في 16 فبراير 2019 بالعريش.

بئر العبد و”الاختيار”

هجوم بئر العبد الأخير أثار جدالاً بين المصريين على مواقع التواصل حول: هل تعمد الارهابيون الرد على مسلسل “الاختيار” الذي يدور أغلبه حول الإرهاب في سيناء، أم أن “الارهاب عقيدة” لدي دواعش سيناء، والعملية الاخيرة لا يجب ربطها بمسلسل الاختيار، وإن كانت تصب في خانة الرد على المسلسل بالنظر لتوقيت العملية.

ويسرد مسلسل الاختيار عدة عمليات ارهابية اسفرت عن استشهاد ضباط وجنود ومقتل ارهابيين خلالها أبرزها: مذبحه رفح الأولى، ومذبحه رفح الثانية، وكرم القواديس، ومسجد بئر العبد، والكتيبة 101، وكمين البرث، وحادث الواحات، كمين بطل 14 صبيحة يوم العيد.

ويبدو أن هدف هذه العملية الإرهابية في رمضان، والمقصود، هو الروح المعنوية التي أبرزها مسلسل الاختيار ومحاولة لإثبات أن الإرهاب موجود ولم ينته.

بعبارة أخري هي محاولة لإثبات الوجود، واستعادة زمام المبادرة، ولكن التوقعات تشير لعدم نجاح هذه الخطط الإرهابية بسبب تغير الأوضاع على الأرض لصالح الجيش.

وتصدر مسلسل “الاختيار” حوارات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وأشاد به فنانون ومشاهير وشيوخ، ووصفته دار الإفتاء المصرية “بالفن الهادف”، لكن نقادا اعتبروا أن فيه “تسيسا” للدراما المصرية ويحمل بين طياته “ترويجا” للأجندة الحكومية.

ويدور المسلسل حول قصة حياة الضابط أحمد منسي، الذي قتل في شمال سيناء عام 2017م، كما يظهر المسلسل أيضا الضابط السابق في الجيش المصري هشام عشماوي الذي تحول الي إرهابي وانضم لداعش، وأدين في قضايا “إرهاب” وأعدم في مارس 2020م.

وشاركت دار الإفتاء المصرية في الاشادة بالمسلسل وحث المصريين على مشاهدته عبر هاشتاج (مسلسل الاختيار) قائلة: “لم يحرم الفن الهادف الذي يسمو بالروح ويرقى بالمشاعر بعكس الفنون التي تخاطب الغرائز والشهوات التي أجمع علماء المسلمين على حرمتها”.

كما نشر “مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة” الرسمي التابع لدار الإفتاء المصرية تدوينه مطولة ضمت مجموعة من “إنجازات” المسلسل، مشيراً لأن المسلسل “قضى على آمال جماعات الإرهاب في تشويه الجيش المصري” و”أحبط أكثر من 800 إصدار مرئي ومسموع ومقروء (دعائي) للجماعات الإرهابية”.

Exit mobile version