نحو أسبوع رمضاني مميز.. 9 أنشطة مشتركة بين الآباء والأولاد

تستقبل الأسر الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، الذي يقضيه معظم المسلمين في ظروف الحجر بسبب جائحة كورونا وما رافقها من سياسات ملزمة بالجلوس في المنازل، الأمر الذي تسبب بمشاعر الملل والضجر لدى الكثيرين وخاصة الأطفال.

ويجد غالبية الآباء أنفسهم أمام أزمة بسبب ضجر الأطفال من الجو السائد، حيث إن التسلية أصبحت لدى الكثيرين مقتصرة على مشاهدة التلفاز واللعب بالأجهزة اللوحية؛ الأمر الذي يعود بالضرر على الأطفال. 

ومما يحتاجه الأولاد في الظروف التي نعيشها الكثير من الحديث والحوار وتفريغ الأفكار والخواطر ومناقشتها مع الآباء، وهذا يتطلب سعة الصدر وبعض التفرغ من الآباء، والجلوس في البيت خلال هذه الفترة هيأ الأجواء للمزيد من التقارب الأسري وهو ما يجب أن نحرص عليه. 

مشاركة الآباء

تقول المستشارة التربوية أمل القاضي، في حديثها لـ”المجتمع”: إن من المهم جداً مشاركة الآباء لأولادهم في الأنشطة المنزلية كونه يترك أثراً إيجابياً بالغاً في نفسية الطفل وعلى جوانب النمو المختلفة؛ حيث تعمل المشاركة على بناء علاقة تعلق آمنة وإيجابية بين الطفل ووالديه، وتزيد من المحصول اللغوي للطفل، وتعمل على زيادة مهارات الذكاء الانفعالي والاجتماعي له، ويتعلم قواعد السلوك الجيد، وما هو مقبول وغير مقبول؛ بالتالي تهيئته للاندماج بالمجتمع، حيث تشير الدراسات إلى أن هناك علاقة قوية بين الوقت النوعي الذي يقضيه الآباء مع أولادهم وانخفاض الانحرافات السلوكية، تعمل مشاركة الوالدين أولادهما في الأنشطة والألعاب على زيادة ثقة الطفل بنفسه.

وتضيف القاضي: كثيراً ما يشكو الآباء من عدم تواجد أولادهم من المراهقين والبالغين في المنزل وتفضيلهم الدائم على الخروج والبقاء مع أصدقائهم، وقد يرجع السبب في ذلك إلى عدم تعود الأولاد على مشاركة والديهم أنشطتهم واهتماماتهم؛ لذلك حرص الآباء المبكر على تقضية أوقات نوعية مع أولادهم سيعمل على زيادة الروابط العائلية وزيادة الانتماء للأسرة؛ وبالتالي يقلل من الصراعات بين الآباء والأولاد، وسيكون الآباء قدوة لأولادهم في المستقبل عند تكوين عائلاتهم.

وتقترح القاضي 5 أنشطة يمكن أن يتشارك بها الآباء والأولاد في الأسبوع الثاني من رمضان، أبرزها تحضير ركن رمضاني خاص بالصلاة والعبادة يتسع لكافة أفراد العائلة، وتشجيع الأبناء على المشاركة في إعداد الأطباق الرمضانية.

وعن النشاط الثالث؛ اقترحت القاضي اشتراك الآباء والأولاد في حل أنشطة التذكر وألعاب الذاكرة، وكذلك تشكيل فرق واللعب سوياً ألعاباً حركية.

كما اقترحت أن يتم تصميم بريد للعائلة لتبادل الرسائل والتعبير عن المشاعر.

تبادل الأدوار 

وتقول نور عودة، وهي مختصة تربوية، في حديثها لـ”المجتمع”: إن الأجواء الرمضانية تضخ في الأسرة كميات مهولة من السعادة والألفة، وتكتمل هذه المشاعر إذا حققنا مفهوم المشاركة بين الآباء والأولاد، وتدربنا على تطبيقه والاستمتاع بنتائجه الإيجابية داخل الأسرة. 

وعن الأساليب العملية المقترحة للمشاركة بين الآباء والأولاد في الأسبوع الثاني من رمضان، تقترح عودة أن تتم هيكلة الجدول العبادي خلال الأسبوع الثاني بتنويع جديد، فالكثيرون وضعوا الجدول مبنياً على الاستغفار والصلاة والذكر، وكم هو جميل لو تشاركنا مع الأولاد بأداء عبادات جديدة كـ”سرور تدخله على قلب مسلم”، أو تفريج كربة مسلم، أو الصدقة، أو التأمل في نعم الله عز وجل الكثيرة.

ومن الأنشطة التي ترسخ مفهوم المشاركة بين الآباء والأولاد اقترحت عودة لعبة “تبادل الأدوار”، وتحميل الأولاد بعضاً من مسؤوليات الأبوين، كأن يوكل للأخ الأكبر مهمة إيقاظ الأسرة لصلاة القيام، وأن تكون الأخت الكبرى هي المسؤولة عن إعداد السحور، والإخوة الصغار يذكّرون البقية بمواعيد الأنشطة وما يتفق عليه خلال الندوات الأسرية.

بعد رمضان

وتؤكد عودة أهمية التفكير في مرحلة ما بعد رمضان، والاتفاق مع الأولاد على خطة تطور كل فرد في العائلة ومناقشة ما يقترحه الأولاد وأخذ مقترحاتهم بإيجابية، والاستمرار في تعديل أي عثرات أو سلوكيات غير محببة داخل الأسرة في رمضان وما بعد رمضان.

وختمت عودة مقترحاتها بأن يكون هناك وقت لمناقشة بعض القضايا المستجدة وأحوال المسلمين قائلة: إن هذا مما يرفع الذائقة الخلقية والإيمانية عند الفرد المسلم، ومبدأ حرص الفرد على الأمة من أثمن المبادئ التي قد يضخها المربي، وهي الخروج من الدائرة الفردية إلى الجماعية وما تعود به على الفرد والمجتمع بشكل عام.

Exit mobile version