التكية ملجأ فقراء غزة والضفة في زمن كورونا

– أبو عرام: التكية الإبراهيمية في الخليل تقدم 10 آلاف وجبة للفقراء في رمضان

– الخطيب: نسبة الاستفادة من التكايا زادت 50% في ظل وباء كورونا

– خبراء التنمية: التكايا عادت لتشكل جزءاً من الحياة اليومية للفلسطينيين مع انتشار الفقر والحصار

 

تعزز دور التكية في قطاع غزة والضفة الغربية لتقديم الطعام للأسر الفقيرة مع انتشار جائحة كورونا واستمرار إجراءات الحصار والعدوان الصهيوني، وفقدان آلاف الأسر مصدر قوتها بسبب توقف عمل المؤسسات والمنشآت الاقتصادية التي يعملون فيها ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا.

مشاهد المئات من الأشخاص الذين يتوافدون على التكايا بات مألوفاً في ظل الفقر والحاجة والحجر الصحي في زمن كورونا، التي كان دورها يبرز ويتعزز في السابق في رمضان المبارك.

شهر رمضان المبارك هذا العام اختلف عن الأعوام السابقة، خاصة فيما يتعلق بتأمين الأسر الفقيرة للطعام والشراب الذي بات صعباً في ظل الضغط الشديد على المؤسسات الخيرية؛ لذا برز دور التكايا أكثر في التخفيف من معاناة الناس.

تكية الحرم الإبراهيمي

يقول مدير الأوقاف في الخليل الشيخ جمال أبو عرام لـ”المجتمع”: إن التكايا على مستوى محافظة الخليل استأنفت العمل منذ اليوم الأول من الشهر الفضيل، ونزولاً عند رغبة الناس تم العودة لنظام الطهي اليومي للطعام، علماً أن هناك 4 تكايا على مستوى المحافظة تقدم الخدمة اليومية بشكل عام والتكيه الإبراهيمية في مدينة الخليل بشكل خاص.

وأِشار أبو عرام إلى أن التكية الإبراهيمية تقوم بإعداد ما يقارب 10 آلاف وجبه يومياً، متنوعة تارة من الفاصوليا وتارة من الألبان وتارة من لحوم الأبقار والأغنام والدواجن، لافتاً إلى أنه يتم اتخاذ جميع وسائل السلامة العامة خشية التجمع والحفاظ على السلامة لمنع انتشار فيروس كورونا.

وأكد أبو عرام أن الأعداد المستفيدة من التكايا في الخليل فاقت السنوات السابقة، خاصة أن هناك كثيراً من العائلات انكشفت في ظل جائحة كورونا، فمن المتوقع أن تتجاوز هذ العام 300 ألف وجبة موزعة على محافظة الخليل، والتكايا وهي يطا والعروبة ودورا، بالإضافة إلى التكية الإبراهيمية، وكل تكية لها برنامج خاص تقوم به.

ويؤكد لؤي الخطيب، مدير التكية الإبراهيمية في مدينة الخليل، لـ”المجتمع”، أن نسبة الإقبال على التكية الإبراهيمية زادت بنسبة 50% في مضان المبارك، وفي ظل جائحة كورونا، حيث كانت تقدم في السباق نحو 6 آلاف وجبة يومياً، والآن أكثر من 10 آلاف وجبة، وأن التكية تعتمد حالياً على تبرعات أهالي الخليل، وأنه تم تأمين الاحتياجات المالية لاستمرار عمل التكية خلال رمضان المبارك.

التكايا ورمضان

وغير بعيد عن مدينة الخليل، هناك تكايا منشرة في بيت لحم ونابلس والقدس، ومنها تكية مخيم عايدة قضاء بيت لحم التي تقدم يومياً وفق ما يقول القائمون عليها 250 وجبة لفقراء المخيم الذين زادت عليهم ضغوط الحياة والفقر، مع فقدان الكثير منهم لمصدر قوتهم في ظل انتشار جائحة كورونا، ولكن تلك التكايا تواجه مشكلة في عملية التمويل وتوفير الدعم اللازم لها للاستمرار في عملها، وسط إصرار من القائمين عليها على الاستمرار في هذا العمل الإنساني من أجل مواجهة حاجة الناس الملحة من أجل مجابهة فيروس كورونا.

من جانبه، يقول المختص الاجتماعي محمد أبو اللوح، لـ”المجتمع”: إن التكايا باتت تشكل عاملاً مساعداً ومهماً إلى جانب المؤسسات الرسمية والأهلية، فهي تقدم العون والمساعدة لآلاف الأسر الفقيرة في ظل وباء كورونا، بل إن التكايا عادت لتشكل جزءاً من منظومة الحياة اليومية، وسيتعزز دورها أكثر في المستقبل مع انتشار الفقر والحاجة لها من قبل المواطنين في ظل انتشار جائحة كورونا.

ولفت أبو اللوح إلى أن التكاتف الكبير بين أبناء الشعب الفلسطيني وأهالي الخير من الدول العربية والإسلامية ساهم في التخفيف من معاناتهم، مبيناً أن التكايا في قطاع غزة تؤدي دوراً مميزاً خاصة خلال رمضان في تقديم العون والمساعدة للمئات من الأسر.

وتشير إحصائيات فلسطينية إلى أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين فقدوا أعمالهم أولاً بسبب إجراءات الاحتلال، وثانياً بسبب إغلاق العديد من المؤسسات أبوابها في ظل انتشار وباء كورونا، حيث بلغت خسائر الاقتصاد الفلسطيني منذ انتشار الجائحة مليار دولار.

Exit mobile version