دراسة: زمن “كورونا” يؤثر مالياً ووظيفياً ونفسياً على الصحفيين

أكدت دراسة أعدها الاتحاد الدولي للصحفيين عن الصحافة في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، أن الصحفيين يعانون مالياً ووظيفياً ونفسياً، وهناك تدهور في ظروف عملهم حول العالم بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.

وأشارت الدراسة إلى غلق صحف وتعطيل إصدارات ورقية والاستغناء عن مئات الصحفيين في كل دول العالم، وإيقاف رواتبهم، فضلاً عن ظروف العمل السيئة في ظل احتياطات الوقاية من كورونا.

بخلاف معاناتهم من عوائق وترهيب من جهات مختلفة، مشيرة إلى اعتقال عشرات الصحفيين أو مواجهتهم دعاوى قضائية أو تعرضهم للاعتداء خلال تغطية القصص المتعلقة بكورونا.

ويعتبر الاتحاد الدولي للصحفيين أكبر منظمة في العالم للصحفيين المحترفين، الذي يُمثّل 600 ألف صحفي في 146 بلداً.

تخفيض الرواتب والفصل

وبحسب الدراسة، التي استطلعت آراء 1308 صحفيين على خطوط المواجهة في 77 دولة حول العالم، قال ثلثا الصحفيين المعينين بمؤسسات والمستقلين: إنهم عانوا من ظروف عمل سيئة، بما في ذلك تخفيض الرواتب، وخسارة عائدات مادية، بل ووظائفهم.

وأن كل صحفي مستقل تقريباً خسر عائدات مادية أو فرص عمل، كما أثَّر الوباء على الصحة الذهنية للصحفيين، حيث يعاني أكثر من نصفهم من الإجهاد والقلق.

كما كشف المشاركون في الدراسة عن الخسائر التي لحقت بالصحفيين، حيث ذكر كثيرون منهم أن هناك خسائر في الوظائف، وساعات عمل أطول، وموارد أقل، كعقبات أمام التغطية المناسبة للوباء.

حرية الإعلام في خطر

وفقاً للدراسة التي أجراها الاتحاد الدولي للصحفيين في الفترة من 26 – 28 أبريل الماضي، واجه 3 من بين كل 4 صحفيين قيوداً رسمية أو عوائق أو ترهيباً في التغطية الصحفية لفيروس كورونا.

وقالت: إنه حين سئل الصحفيون من اليونان إلى إندونيسيا ومن تشاد إلى بيرو، استخدم الصحفيون عن أحوالهم وحرية الصحافة في بلدانهم، قالوا كلمات مثل: “غير مستقرة، ومثيرة للمشكلات، ورهيبة، وسيئة، ومتدهورة ومقيدة” لتقييم بيئة حرية الإعلام في بلدانهم.

وأبلغ كثيرون الاتحاد الدولي عن تعرضهم للهجوم اللفظي من قِبَل السياسيين، واشتكى آخرون من القيود المفروضة على طرح الأسئلة في المؤتمرات الصحفية والقيود المفروضة على حركة الصحفيين خلال الأزمة.

وشكا العديد من الصحفيين من تزايد الهجمات على حرية الإعلام، وقال واحد من كل 4 صحفيين تقريباً: إنهم واجهوا صعوبات متزايدة في الوصول إلى المعلومات من مصادر حكومية أو رسمية.

لكن المشاركين في الدراسة أشادوا أيضاً بالصحفيين بسبب المخاطرة في التغطية الصحفية للوباء، ومحاولة البحث عن مصادر مستقلة ومواجهة التضليل.

صحفيون يفتقدون المعدات

الدراسة أوضحت أن هناك عوائق واجهت الصحفيين المطلوب منهم العمل في المنزل مثل غيرهم خلال جائحة كورونا، أبرزها افتقاد أغلبهم لأدوات العمل من المنزل، حيث يفتقر أكثر من ربع الصحفيين إلى المعدات الأساسية اللازمة لتمكينهم من العمل بأمان من المنزل، ويفتقر أيضاً واحد من كل 4 صحفيين إلى أي معدات وقاية للعمل في الميدان.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانغر: إن هذه النتائج تظهر اتجاهاً مقلقاً لانحدار حرية الإعلام في الوقت الذي يكون فيه الوصول إلى المعلومات والصحافة الجيدة أمراً بالغ الأهمية، الصحافة منفعة عامة وتستحق الدعم العام، وإنهاء العوائق أمامها والتدخل السياسي.

Exit mobile version