في يومهم العالمي.. جائحة كورونا تغتال العمال في فلسطين

معبر ترقوميا بالخليل حيث يتوجه فلسطينيون إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر

لم يكد عمال فلسطين التعافي من ضربات تعرضوا لها من قبل الاحتلال وممارساته العنصرية على المعابر وملاحقة العمال المهربين في أماكن عملهم واعتقالهم والاعتداء عليهم، حتى جاءت جائحة كورونا التي اغتالت حياتهم في يومهم العالمي الذي يوافق الأول من مايو من كل عام.

يقول العامل نضال عناية (45 عاماً) من مدينة قلقيلية: أنا أعمل في الداخل بمجال تصنيع المطبوعات، ومع جائحة كورونا جلست في المنزل، ولم يكن هناك مجال لمواصلة العمل في الداخل، فقد قمت بموازنة الأمر حيث مواصلة العمل والبقاء في مكانه بظروف لا أستطيع تقديرها، أو البقاء في المنزل مع عائلتي ومواصلة الحياة بالتقشف والاقتصاد، فقررت البقاء مع عائلتي بالرغم من قسوة القرار على العائلة، فأنا أعمل بيومية 250 شيقل، ومن خلال توفير بعض المال ما زلت أواجه جائحة كورونا، ومع قرار الاحتلال فتح المعابر بالتدريج إلا أنني في حيرة من أمري ولا أستطيع حتى الآن اتخاذ القرار، فالمقارنة بين صحتك وصحة عائلتك أو العمل في ظروف مخاطرة.

ويقول الموظف في وزارة العمل الفلسطينية عبدالكريم مرداوي: جاءت جائحة كورونا لتلقي بظلالها على كل الشعب الفلسطيني، والعمال هم الفئة الأكثر تضرراً؛ كونهم يعتاشون على يوميات عملهم في الداخل والمستوطنات، وهم الذين يضخون الأموال للسوق، وفي يوم العمال العالمي يقف العامل الفلسطيني بين مطرقة جائحة كورونا والعمل في ظروف غير صحية بالداخل، وقد تم اتخاذ عدة قرارات من قبل الحكومة الفلسطينية ووزارة العمل لمساعدة العمال وهم في وضع لا يحسدون عليه.

يقول العامل عزات عمر (40 عاماً) من قرية عزون عتمه: أنا أعمل في مجال البناء، ومدخولي الشهري ممتاز، ومع جائحة كورونا أصبحنا بلا عمل، والأمر ليس له سقف زمني حتى أننا لا نعلم متى ينتهي، وقد أخذت قراري بالذهاب للعمل، فظروف المبيت التي سيوفرها المشغل مناسبة، والبقاء في المنازل سيزيد من خطورة جائحة كورونا اجتماعياً علينا، وسوف أتخذ وسائل الوقاية.

ويقول العامل زكريا لبدة (50 عاماً): أعمل في مجال القصارة، واليومية تزيد على 500 شيقل، ومنذ جائحة كورونا رفضت التوجه للعمل أو المبيت، وبعد قرار حكومة الاحتلال فتح المجال أمام عمال البناء والزراعة، فأنا وغيري من العمال الذي يزيد عمرهم على الخمسين عاماً لا نستطيع الدخول، فعمري 50 عاماً ومعي تصريح تجارة لا أستطيع الدخول به، ففي يوم العمال اجتمعت علينا النكبات وأصبحنا في عداد المعوزين.

من جهته، يوضح الأمين العام لاتحاد نقابات فلسطين شاهر سعد أن العمال العاملين في الداخل يدخلون شهرياً قرابة 800 مليون شيقل للسوق الفلسطينية، ومع جائحة كورونا غابت هذه المدخولات، وعددهم يزيد على 200 ألف عامل؛ لذا تلقى العمال ضربة قوية في يوم العمال العالمي، وهم يكابدون قبل جائحة كورونا إجراءات مهينة على المعابر، إضافة إلى استغلال من قبل المشغلين الصهاينة.

ويقول الفني الكهربائي عدنان أبو سمرة (45 عاماً) من مدينة قلقيلية: آثرت البقاء في المنزل وعدم المبيت منذ جائحة كورونا، ومع أن القرار كان صعباً، فإن حياة أولادي أهم من كل الأموال، ورغم إلحاح المشغل الإسرائيلي على المبيت وتوفير كافة المستلزمات الحياتية للمبيت، فإن البقاء مع العائلة كان الأكثر صواباً في مواجهة جائحة كورونا.

Exit mobile version