دعوات لاستقلال سيناء تثير تساؤلات حول مخطط لتفكيك مصر بعد فشل صفقة القرن

دعوات تمثلت في مقال نشره كاتب مجهول يسمى (نيوتن) يطالب فيه بحكم ذاتي لسيناء وجعلها خارج القوانين المصرية

المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قرر فتح تحقيق فيما نشره الكاتب في جريدة «المصري اليوم»

حملة انتقادات عنيفة على مقالات نيوتن واعتبروها خيانة تستوجب سؤاله ومحاكمته ومحاسبة الجريدة التي نشرت ذلك

 

 

أثارت دعوات لاستقلال وفصل سيناء عن مصر وتعيين “حاكم” مستقل لها تساؤلات في مصر عن أسباب إطلاق هذه الدعوات الان بعد فشل “صفقة القرن”، وهل بدأ مخطط تفكيك مصر، بداية بسيناء وشمال الدلتا؟ أم أن الامر بالون اختبار.

هذه الدعوات تمثلت في مقال نشره كاتب مجهول يسمى (نيوتن) ويُعتقد أنه هو رجل الاعمال صلاح دياب، ملك صحيفة “المصري اليوم” الخاصة، الذي يقوم بصفقات تجارية مع “إسرائيل” وأمريكا، يطالب فيه بحكم ذاتي لسيناء وجعلها خارج القوانين المصرية.

وهي فكرة سبق أن طرحها أيضا السفير المصري السابق والمفكر الليبرالي “عز الدين فشير” في نفس الصحيفة، المصري اليوم، في 13 نوفمبر 2017، بحجة أنه “لا يوجد حق أو دليل تاريخي يثبت ملكية مصر لسيناء، ما طرح تساؤلات حول طرح مخطط لتفكيك مصر بدأ من سيناء بعد فشل “صفقة القرن.

ما هي الفكرة؟

الفكرة التي طرحها الكاتب المجهول «نيوتن» في مقاله تقوم على تعيين حاكم لسيناء لمدة 6 سنوات بعيدا عن محافظي سيناء، ليديرها بقوانين دول أخرى وليس القانون المصري، اقترح منها نظم وقوانين سنغافورة أو ماليزيا أو هونج كونج.

وأن يتولى هذه الوظيفة شخص “تكون له الحرية لإقامة النظام الأفضل للحكم المحلى الذي يحقق الاستقرار لهذا الإقليم”

واستباقا لاتهامه بالخيانة كتب يقول: “سيئ النية سيصورونه كمؤامرة لتفتيت الدولة، لا مجال للتفريط فى أي قطعة من هذا الإقليم الأكثر تشربًا لدماء المصريين. سيكون قاطرة التقدم والازدهار لمصر”.

وانتقد من يعتبرون سيناء خطًا أحمر “لتظل مهجورة جرداء، أو ملعبًا مفتوحًا للجماعات المتطرفة والصفقات المشبوهة” بحسب قوله.

وقال ان الاحتمالات إما تكون عدم نجاح التجربة، او نجاح الفكرة نجاحًا باهرًا، لتنطلق سيناء بعده لتصبح أحد النمور الإفريقية الآسيوية”.

ردود الأفعال

وعلى إثر نشر المقال الذي اغضب مصريون وتقديم البعض شكاوى رسمية، قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فتح تحقيق فيما نشره الكاتب في جريدة «المصري اليوم» المملوكة لرجل الاعمال صلاح دياب، واستدعاء الممثل القانوني للجريدة وكاتب المقالات.

التحقيقات التي ستجرى ستكون هامة ليس فقط لجهة محكمة من كتب المقال وتحديد العقاب المناسب على الصحيفة وإنما لجهة الكشف عن صاحب هذه الشخصية المجهولة التي اعتادت اثارة الجدل في مقالتها وهل هو ملك الصحيفة صلاح دياب أم شخص اخر.

حيث يتردد في الأوساط الصحفية أن صاحب شخصية نيوتن هو مالك الصحيفة “صلاح دياب”، ولكن نشطاء كتبوا تعليقات وشطحات اخرى تحول الاسقاط على جماعة الاخوان بالزعم أن “نيوتن” هو خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسجون حاليا، والزعم أن صلاح دياب نسيب خيرت الشاطر ومتزوج من اخته (!)، وقال اخرون أنه “كاتب إسرائيلي أسمه “جاى معين” ويكتب تحت اسم نيوتن.

وقد وجه نواب وصحفيون وإعلاميون حملة انتقادات عنيفة على مقالات نيوتن المتعلقة بفصل سيناء، واعتبروها خيانة تستوجب سؤاله ومحاكمته ومحاسبة الجريدة التي نشرت ذلك، وتحدث بعضهم عن “جرائم نيوتن” ضد الامن القومي المصري”.

ووصف مصطفى بكري عضو مجلس النواب، الكاتب الذي يكتب باسم نيوتن في صحيفة المصري اليوم بأنه “ارتكب جريمة كبرى في حق الأمن القومي المصري عندما راح يطالب بعزل سيناء عن مصر، واختيار حاكم خاص بها، وتدويلها وتحويلها إلى منطقه عالميه حره”، واصفا ذلك بأنه “خيانة للوطن، تصب لصالح أعدائه”.

وعبر خالد ميري، رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” ووكيل نقابة الصحفيين، في مقال نشره، عن انتقاده لسلسلة مقالات نيوتن، وصفها بأنها صفقات مشبوهة”، وطالب المجلس الأعلى للإعلام، بالتحقيق فيما تحويه تلك المقالات والكشف عن هوية كاتبها، لما تحملها من معلومات مغلوطة.

ويعتقد أن الحملة ضد الصحيفة ورجل الاعمال دياب سوف تتصاعد بسبب ارائه الرافضة لمشاريع الجيش باعتباره منافس لرجال الاعمال ومشاريعهم وسبق انتقد مشروع العاصمة الإدارية وهوما دفع السلطة لتلفيق تهمة حيازة سلاح بلا ترخيص عام 2015 والقبض عليه، وقال دياب حينئذ أن القضية سياسية بسبب ارائه المعارضة للسلطة.

وعقب التضييق عليه وإطلاق سراجه بدأ دياب يسخر صحيفته من أجل خدمة اهداف السلطة والسير وفق لسياسية التحريرية التي تسعي الحكومة لإجبار الصحف علي اتباعها.

Exit mobile version