في ظل كورونا.. “العمل عن بعد” يفرض نفسه بديلاً

في الوقت الذي يجري فيه تحليل تأثير وكفاءة العمل عن بعد، بعد أن أصبح أحد الإجراءات الناجعة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، يتزايد الحديث عن إمكانية استمرار نموذج العمل هذا ليصبح دائما في بعض المهن، بعد التغلب على الوباء.

واتجه العديد من الشركات حول العالم، إلى نظام العمل عن بعد بهدف استئناف ولو جزئي في أنشطتها، خاصة في القطاعات التي يصلح فيها تطبيق هذا النظام.

وتسببت جائحة كورونا في تعطيل متباين للاقتصادات العالمية، بسبب إجراءات حكومية تمثلت في تعطيل قطاعات اقتصادية، وغلق الحدود، ما دفع الشركات للبحث عن بدائل استمرار النشاط، دون احتمال انتقال العدوى.

فاتح أويسال، المدير العام لموقع (Kariyer.net) التركي المتخصص بنشر إعلانات التوظيف، قال إن رقمنة الأعمال التجارية وانتشار أسلوب العمل عن بعد، سيمكن الموظفين من أداء وظائفهم بشكل مستقل وأكثر مرونة.

في مقابلة مع “الأناضول”، رأى أويسال، أن دراسة أجراها الموقع من خلال تقييم وجهات نظر الشركات والموظفين حول العمل عن بعد، أظهرت أن الطريقة قد تتحول إلى أسلوب دائم في بعض المهن، بعد التغلب على كورونا المستجد.

وأضاف أويسال: “المرحلة التي نعيشها الآن، في ظل التدابير المتخذة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، ساهمت في توسيع نطاق الشعور بأهمية التحول الرقمي، وهو أمر حيوي من أجل استمرار العمل في المؤسسات”.

وقال: “ما يقرب من نصف الموظفين الذين شاركوا في بحثنا، حول هذا الموضوع، أظهروا رغبة في تحول العمل عن بعد إلى طريقة دائمة في العمل”.

 مهارات رقمية

ولضمان استمرار أعمالها خلال الفترة المقبلة، ينبغي على الشركات تطبيق نظام العمل عن بعد، ودعم برامج التحول الرقمي.

وقال أويسال: “ومع ذلك، من الضروري التفكير في أبعاد العمل عن بُعد، من الجوانب التكنولوجية والثقافية.. من المهم أن تتكيف المؤسسات التي ستدرج نظام العمل عن بعد ضمن أنظمتها، مع برنامج التحول الرقمي”.

وتابع: “مع الهياكل التنظيمية الرشيقة والمبتكرة، ستصبح المؤسسات التي نجحت في تحقيق هذا التحول بشكل أسرع، أكثر قدرة على المنافسة، من المؤسسات التي تصر على العمل وفق الأساليب التقليدية”.

وأكد أويسال أن الشركات التي استثمرت في بنيتها التحتية التكنولوجية، قبل ظهور وباء كورونا المستجد، امتلكت القدرة في الواقع على مواكبة نموذج العمل عن بعد بشكل أسرع، وبالتالي اكتسبت ميزات كبيرة خلال هذه الفترة.

واستطرد قائلا: “أعتقد أن على الموظفين خلال هذه المرحلة، تطوير مهاراتهم الرقمية ليتمكنوا من التكيف مع متطلبات المرحلة، لاسيما وأن روح العصر تتطلب تحولًا رقميًا أسرع من أي وقت مضى”.

 إقبال

توفر الدراسة الاستقصائية التي أجراها موقع (Kariyer.net)، حول تأثير فيروس كورونا المستجد على بيئة الأعمال، بيانات مهمة حول مستقبل الحياة العملية.

ووفق الدراسة، فإن البنية التحتية لـ 70 بالمئة من الشركات المشاركة في البحث، مناسبة لنظام العمل عن بعد، حتى قبل ظهور وباء كورونا المستجد.

وقال أويسال: “على الرغم من ذلك، كشفت الدراسة أن 76 بالمئة من أصحاب العمل و80 بالمئة من الموظفين ليس لديهم المرونة الكافية للعمل عن بعد في شركاتهم”.

وأضاف: “استنادًا إلى هذه البيانات، يمكننا القول إن وباء كورونا المستجد مكّن الشركات من بدء تجربة نموذج العمل عن بُعد بشكل أسرع بكثير مما خططت له”.

وأكد أن أولئك الذين استثمروا في بنيتهم التحتية التكنولوجية قبل الوباء، استطاعوا التكييف مع متطلبات المرحلة بشكل أسرع وتحقيق ميزات كبيرة لشركاتهم، فضلًا عن تحول العديد من الشركات إلى نظام العمل عن بعد.

وأضاف: “هناك 30 بالمئة من الموظفين يقولون إن بنية شركاتهم غير مناسبة لنظام العمل عن بعد، غير أن عملية التحول الرقمي بالنسبة لهم، المقرر استكمالها على المدى الطويل، تسارعت في أعقاب انتشار فيروس كورونا المستجد”.

ولفت أويسال إلى أن الدراسة التي أعدها الموقع أظهرت أن 37 من أصل 100 رب عمل فقط تأثروا بشكل سلبي نتيجة تبني نظام العمل عن بعد.

وأشار أويسال إلى أن آثار التحول التي فرضتها تدابير منع انتشار الفيروس، ستظهر في عالم الأعمال خلال الفترة المقبلة.

Exit mobile version