الحكومة الشرعية بليبيا تواصل تحرير مدن غرب طرابلس بدعم تركي

– المصراتي: الدعم التركي لـ”الوفاق” منحها قوة عسكرية في مواجهة مليشيات حفتر في الوقت الذي يخسر حلفاءه المحليين

– سعيد: استمرار معركة طرابلس بلا حسم لفترة أطول سيؤدي إلى تفكك جيش حفتر وبالتالي هزيمته من الداخل

 

أنهت قوات حكومة الوفاق الليبية التي يعترف بها المجتمع الدولي، أمس الأحد، المرحلة الأولى من عملية “عاصفة السلام”، التي أطلقتها لتحرير مدن غرب العاصمة طرابلس، من قبضة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بالسيطرة على مناطق بمدينة ترهونة، هي الشريدات والرواجح والحواتم وسوق الجمعة.

جاء ذلك بعد أن أحكمت قواتها السيطرة على أجواء المنطقة الغربية، عبر سلاح الجو الذي كان له الدور الفاعل في المعارك، بعد أن كان طيران حفتر يسيطر على الأجواء، ويرى مراقبون أن انتصارات حكومة الوفاق تأتي ترجمة للاتفاق الأمني والعسكري الذي وقعته مع تركيا، الذي مكنها من نصب منظومات دفاع جوي متطورة في كل من طرابلس ومصراتة.

المعادلة الجديدة مكنت سلاح جو “الوفاق” من السيطرة على سماء المعركة منذ إطلاق عمليتها العسكرية، يوم 25 مارس الماضي، لاستعادة مناطق غرب طرابلس التي سيطرت عليها مليشيات حفتر خلال هجومه المباغت عليها، في 4 أبريل 2019.

المعركة مستمرة

المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، أكد أن المعركة التي تستهدف إسقاط آخر معاقل حفتر في الغرب الليبي ستستمر، مشيراً إلى إسقاط طائرة مسيرة لقوات حفتر.

وقال قنونو، في إيجاز صحافي نشرته الصفحة الرسمية لعملية “بركان الغضب”: إن الطائرة التي أُسقطت من نوع وينق لونق صينية الصنع، وكانت مجهزة بصواريخ موجهة، وأسقطت قبل أن تلوذ بالفرار.

وأكد قنونو أن سلاح الجو نفذ 17 ضربة، خلال يوم أمس (السبت)، استهدفت أفراداً وآليات وتمركزات لمليشيات حفتر داخل ترهونة للتمهيد ولمساندة القوات البرية.

وفي ذات السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب”، مصطفى المجعي، أن غرفة العمليات أصدرت أوامرها للقوات لاستكمال عملياتها العسكرية في ترهونة.

وأضاف أن الأوامر شملت كذلك استئناف القوات في محاور الرملة والطويشة جنوبي طرابلس عملياتها لتحرير ما تبقى منها، بعدما نجحت السبت في إحراز تقدمات مهمة.

وأوضح أن قوات الحكومة لا تزال تحافظ على التمركزات التي سيطرت عليها السبت داخل الحدود الإدارية في ترهونة.

وأشار المجعي إلى أن قوات الوفاق تحاصر مدينة ترهونة في أغلب مداخلها، ونجحت في تضييق الخناق على تحركات مليشيات حفتر.

كما أعلنت قوات الوفاق أن سلاح الجو أسقط مناشير باللغتين العربية والروسية فوق مدينة ترهونة.

وأضافت على صفحة عملية “بركان الغضب”، على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن المناشير باللغة العربية حملت رسائل إلى أهالي ترهونة ناشدتهم فيها بالابتعاد عن أماكن وجود المسلحين والتزام بيوتهم، فيما حملت المناشير باللغة الروسية رسالة إلى الجنود الروس تقول: إن كنتم تريدون الاستمتاع بالأموال التي أعطيت لكم يجب أن تتراجعوا الآن وتتركوا القتال، فقد قررنا أنه لا سلام معكم، وسنقتل كل من يرفض ترك السلاح، وهذه فرصة أخيرة لكم، نار البركان تذيب ثلوج موسكو.

يشار إلى أن شركة “فاغنر” الأمنية الروسية، التي يملكها رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقدم لمليشيات حفتر المرتزقة، إلى جانب الدعم للوجستي والاستشاري العسكري والإعلامي.

وتتولى شركة فاغنر تنفيذ المهام الخارجية التي لا ترغب موسكو بتبنيها رسمياً، حيث تعرف بدورها في ضم القرم، والانخراط في الاشتباكات شرقي أوكرانيا، إلى جانب الانفصاليين، وإرسال المرتزقة إلى سورية ودول أفريقية.

وارتفعت أعداد المرتزقة الروس في ليبيا، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية من 200 عنصر في سبتمبر 2019، إلى ما بين 800 و1400 عنصر في نهاية ذات العام، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في فبراير الماضي: إن أعدادهم وصلت إلى 2500 بليبيا.

حفتر يخسر حلفاءه

يرى الصحفي الليبي خميس المصراتي أن الدعم التركي لحكومة الوفاق منحها قوة عسكرية في مواجهة مليشيات حفتر، في الوقت الذي يخسر فيه حفتر حلفاءه المحليين.

وقال المصراتي، في حديثه لـ”المجتمع”: إن خلافات كبيرة داخل ترهونة وقعت بين بعض مكونات المليشيات التي تتشكل منها قوات حفتر، وهو ما تسبب في انهيار صفوفها بشكل سريع في ترهونة ومحاور جنوب طرابلس.

وأكد أن شهود عيان في المنطقة أكدوا أن أفراد المليشيات فروا من أرض المعركة بملابس مدنية بعد تخليهم عن زيهم العسكري، وقد أسرت قوات الوفاق العشرات منهم.

وتحدث المصراتي عن خسارة حفتر لقبائل مدينة بني وليد، التي تعتبر أراضيها خط الإمداد الأول لمحاور قواته في جنوب طرابلس، حيث وصل وفد من القبيلة مساء السبت إلى مدينة مصراتة، والتقى عدداً من قياداتها المدنية والعسكرية، وتباحث معهم بخصوص المستجدات الميدانية الأخيرة.

اللواء المتقاعد خليفة حفتر اعتمد في تشكيل الجيش الذي يقوده على عدة عوامل، أهمها العامل القبلي والتعاون مع فلول نظام القذافي، إلى جانب المرتزقة الأجانب، بحسب الباحث والمحلل خالد سعيد.

وأضاف سعيد، في حديثه لـ”المجتمع”، أن الكتائب التي تشكلت على أسس قبلية تحكمها أعراف ومصالح جهوية، سرعان ما تتضارب ولأنها غير مندمجة وفق عقيدة قتالية موحدة كما هي الحال مع الجيوش النظامية، تصدم ببعضها في مواجهات بين الفينة والأخرى.

وأضاف أن امتداد أمد الحرب وعدم وجود ما يدل على الحسم الذي بشر به حفتر اتباعه أدى إلى حالة من التململ في صفوف جيشه، وهو ما أدى إلى حالة شيوع حالة من اليأس.

وأكد السعيد أن استمرار معركة طرابلس بلا حسم لفترة أطول سيؤدي إلى تفكك جيش حفتر؛ وبالتالي هزيمته من الداخل، لذلك تسارعت وتيرة الإمدادات من الداعمين الإقليميين على أمل تحقيق حسم في الأيام الماضية.

Exit mobile version