“كورونا” يضرب المواسم الزراعية في فلسطين بعد انتظارها بفارغ الصبر

– أبو وردة: لا أسواق تستقبل المنتجات الزراعية

– البغدادي: نحن أمام كساد لم يسبق له مثيل

– عيد: نكبة للمزارعين

 

فيروس كورونا المعدي أصاب المواسم الزراعية في مقتل، فلا أسواق تستقبل، ولا زبائن يطلبون المنتجات الزراعية التي كانت تلقى رواجاً ملحوظاً في الأسواق المركزية، في الأغوار لم يعد للمواسم الزراعية بهجتها بعد إغلاق المناطق وتقييد الحركة، وعدم وجود أسواق لهذه البضائع.

يقول الإعلامي أمين أبو وردة، مدير موقع “أصداء” الإعلامي: خلال جولاتنا في الأغوار وفي سهل سميط بين الفارعة وطمون، المحاصيل الزراعية التي نضجت من بطاطا وفول وفقوس وخيار بلدي وكوسا لم تجد طريقها إلى الأسواق بسهولة، وكانت في مثل هذا الموسم تكون في كل أسواق الضفة الغربية، وشاهدنا كفريق إعلامي مدى تأثر المزارعين الذين يضربون كفاً على كف لتردي الأوضاع ميدانياً، واستمرار حالة الطوارئ نتيجة استمرار الإصابات بفيروس كورنا المعدي.

ويضيف: الصورة من الميدان قاتمة، والخسائر كبيرة، وأصحاب المزارع لا يستطيعون تحمل هذه الخسائر.

أسعار متضاربة

أما المهندس الزراعي رائد بغدادي الذي يجوب كافة المزارع في الضفة الغربية من مرج بين عامر في جنين على الأغوار حتى أريحا، فيقول: الأسواق المركزية لا تعمل بشكل اعتيادي، فعلى سبيل المثال؛ سوق أريحا المركزية لا تفتح يومياً، وهذه تستقبل منتجات الأغوار، ويأتي إليها التجار من الخليل وبيت لحم، لذا تكون الأسعار متضاربة، فاليوم الذي تغلق فيه السوق أبوابها تنخفض الأسعار بشكل كبير، واليوم الذي يكون فيه فتح لأبواب السوق تتعافى الأسعار تدريجياً، كما أن شراء التجار للبضائع انخفض بشكل كبير لانعدام القوة الشرائية لدى المواطنين، فالأسعار التي كانت العام الماضي في هذا الوقت لم تتكرر هذا العام في زمن جائحة كورونا، ومع ذلك لم يكن هناك استهلاك بشكل عادي، فنحن أمام كساد لم يسبق له مثيل، وخسارة المزارعين مباشرة وغير مباشرة، كما أن إغلاق الطرق الترابية لمنع انتشار فيروس كورونا يحول دون وصول المزارعين مع معداتهم الزراعية على مزارعهم.

ويتابع البغدادي قوله: كما أن المزارعين في هذا العام رفضوا التعامل بالشيكات والتعامل النقدي مع التجار؛ الأمر الذي قلل من عملية الشراء بكميات، فالتجار ليست لديهم سيولة نقدية، كما أن المزارعين لا يستطيعون المخاطرة طيلة حالة الطوارئ التي ليس لها سقف زمني في ظل استمرار جائحة كورونا.

المزارع صالح شنار، في منطقة سلفيت، يقول: تأثر المزارعون بشكل كبير في جائحة كورونا، فسعر الفقوس في أول إنتاج له يكون عالياً، ويصل الصندوق في بعض الأحيان إلى 600 شيقل، وهذا لم يحدث العام الحالي، بل إن سعر الدلو بوزن 5 كجم بـ20 شيقل، وكل المنتجات الزراعية التي نضجت في جائحة كورونا حالها واحد من حيث الكساد.

ويشير المهندس أحمد عيد، مدير عام دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية، إلى أن المزارعون في هذه الجائحة أصيبوا بنكبة حقيقية، فخلال جائحة كورونا هبت رياح دمرت أكثر من ألف دفيئة زراعية، والأسواق لم تعد تستوعب البضائع المنتجة، وقطاع الدواجن والحليب تعرض إلى نكسة حقيقية، وتعافت بعض المنتجات وعادت أسعارها مقبولة بعد تخفيف إجراءات التنقل ووصول المزارعين إلى أراضيهم والقيام بأعمال زراعية لإنقاذ المحصول الزراعي المتوفر لديهم.

Exit mobile version