“يوم الأسير الفلسطيني”.. وتضحيات أسرى أمضوا عقوداً داخل الأسْر

نائل البرغوثي، ماهر يونس، كريم يونس من عمداء الحركة الأسيرة والقائمة تطول في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يحل في 17 أبريل من كل عام، يستذكر الفلسطينيون تضحيات قامات أسيرة في سبيل حرية شعبهم.

في جائحة كورونا التي تزامنت مع ذكرى يوم الأسير، انتبه الكثيرون الذين غيبتهم مشاغل الحياة اليومية عن تضحيات الأسرى في مدافن الأحياء وشعروا كيف أن “كورونا” لها عشرات السنوات في حياة العديد من الأسرى.

يقول الناشط الشباب زياد لافي: خلال فترة الطوارئ والجلوس بالبيت فترة طويلة، مع توافر كل أسباب الراحة وعدم وجود سجان يقودك على أي جهة يريدها، شعرت بألم كبير لأسرى أمضوا 40 عاماً و38 عاماً و35 عاماً و30 عاماً وغيرها، فهذا عذاب كبير لم نشعر به، فكانت السنوات الاعتقالية تمر علينا مر السحاب وكأنها أرقام اعتيادية، عدا أن فيها تفاصيل موجعة.

ويتساءل: كيف أمضى هؤلاء هذه المدة وهم في عتمة الأسر؟ ويتابع: لا شك أن التقصير منا جميعاً كشعب، ولا بد بعد جائحة كورونا أن يكون التعامل مع ملف الأسرى؛ شعبياً ورسمياً، مختلفاً جداً، فقد عاش الشعب الفلسطيني فترة الأسر الجماعية، وعليه يبنى خطوات فعلية أخرى ينبغي أن تكون مختلفة، فأي اعتصام لنصرة الأسرى إن لم يكن حاشداً فالعتب على كل الشعب الفلسطيني أولاً، وإذا كانت الخطوات الرسمية خجولة ومبنية على المناشدات فهذه خطيئة.

ويرى عزام الرمحي (55 عاماً)، من مدينة البيرة في الحجر المنزلي، صورة مصغرة عن الأسر في سجون الاحتلال، فترك الأسرى كل هذه المدة في مدافن الأحياء يعتبر جريمة بحقهم وحق عائلاتهم، فقد فقدنا حريتنا بشكل جزئي في جائحة كورونا، وتعالت الأصوات بالضيق والملل، فماذا نقول لوالدة كريم يونس الذي أمضى 38 عاماً حتى الآن؟! وماذا نقول لزوجة نائل البرغوثي الذي دخل عامه الاعتقالي الأربعين؟! وماذا نقول لأهالي الأسرى القدامى؟! لقد عجزنا عن الإجابة، ونشعر بالذنب.

رئيس بلدية قلقيلية هاشم المصري الذي خاض تجربة الأسر لمدة عامين يقول: الأسرى يجب أن يكون لهم الحضور الكامل بعد جائحة كورونا، فهم يدفعون فاتورة باهظة، والاحتلال فقد إنسانيته الكاملة التي كان يدعيها، ونحن واجبنا أن نكون عند حسن ظن الأسرى بنا، فجائحة كورونا لها ما بعدها، والخطر أصبح أكثر على الأسرى من أي وقت كان.

وتقول زوجة الأسير رائد حوتري من قلقيلية: لقد ضج الناس من حالة الطوارئ والجلوس في البيوت، فكيف لمن تاريخ الإفراج عنه عدة أصفار؛ أي لا يوجد موعد محدد للحرية؟! فكيف يستقبل الحياة من هو في الأسر بتاريخ إفراج صفري؟! فهي حياة بطعم الموت، والانتظار نحو الأسوأ، فجائحة كورنا دقت جدران خزان ملف الأسرى بقوة شعبياً ورسمياً ومشاعرياً، ولا بد من الاستفادة منها في تحرير الأسرى.

Exit mobile version