4 سيناريوهات للاقتصاد العالمي بعد انتهاء جائحة كورونا

أعد التقرير:

– كارستن برزيسكي (كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو والرئيس العالمي لماكرو).

– جيمس سميث (متخصص في اقتصاديات الأسواق المتقدمة المحتوى).

 

نرسم هنا خريطة للضربات التي تلقاها الاقتصاد العالمي، وخارطة للمسار المحتمل للتعافي في أربعة سيناريوهات مختلفة لفيروس كورونا:

– الأول: الحالة الأساسية.

– الثاني: عودة الإغلاق في الشتاء.

– الثالث: الحالة الأفضل.

– الرابع: الحالة الأسوأ.

في هذه البيئة سريعة الحركة، نحتاج إلى التفكير في السيناريوهات المتوقعة، بدلاً من التظاهر بمعرفة كيف سيتطور الاقتصاد خلال العام ونصف العام القادم.

لقد وضعنا أربعة سيناريوهات لكيفية تطور الفيروس، وتدابير الإغلاق؛ وبالتالي تطور الاقتصادات المختلفة، وغني عن القول؛ أن هذه السيناريوهات لا يمكنها التنبؤ بما سيقع بشكل كامل، لكننا نأمل أن تمكننا من توفير معيار للحدود القصوى والحدود الوسطى، وفي كل حالة، وضعنا بعض العوامل الصحية المحتملة التي قد تحرك السيناريوهات، على الرغم من أننا نؤكد أننا لا نريد أن تفسر على أنها توقعات.

السيناريو الأول: الحالة الأساسية

ناقشنا فيه حالتنا الأساسية، وماذا تعني بالنسبة للاقتصادات الكبرى، في أجزاء أخرى من آخر تحديث شهري لنا.

ويفترض أن عمليات الإغلاق تمكنت في نهاية المطاف من تسوية المنحنى، على الرغم من أنه لم تتمكن من تسويته بالكامل، ونظرًا للتوترات الاجتماعية والاقتصادية والتداعيات الاقتصادية الكبرى، قررت بعض الحكومات الأوروبية البدء في تخفيف إجراءات الإغلاق في نهاية أبريل، وستتبعها أخرى في مايو، ستحدث عودة تدريجية إلى الحياة الطبيعية، ولكن سيستمر الابتعاد الاجتماعي طوال الصيف كله على الأقل.

وستواصل نسبة من يستطيعون العمل من المنزل عملها في المستقبل المنظور، وفي هذه الأثناء، ستبدأ الأماكن التي يمكنك فيها الاختلاط بالآخرين (الحانات ودور السينما وما إلى ذلك) بالافتتاح بقواعد تباعد صارمة، سيظل السفر العالمي مقيدًا، ولكن المزيج من تطوير اللقاحات، والقدرة على عمل الاختبارات ستصبح أكثر انتشارًا، وستتميز خدمات الرعاية الصحية في الحالات الحرجة بقدرة وكفاءة أعلى، وهذا يعني أنه يمكن تجنب الإغلاق الكامل إلى حد كبير إذا عاد فيروس كورونا للانتشار مرة أخرى مع اقتراب فصل الشتاء في الشمال مرة أخرى.

ونتيجة لذلك، سيعود الانتعاش الاقتصادي للانتكاس مرة أخرى، وستشهد معظم البلدان انكماشًا حادًا في النشاط الاقتصادي مقارنةً بالأزمة المالية.

السيناريو الثاني: عودة الإغلاق في الشتاء

يختلف السيناريو الثاني اختلافاً بسيطاً عن سيناريو الحالة الأساسية.

فالأمر سيبدأ بنفس الطريقة تقريبًا، مع تخفيف تدريجي لإجراءات الإغلاق في مايو ويونيو، ومع ذلك، ففي هذا السيناريو يعود فيروس كورونا مرة أخرى في الخريف، وعلى الرغم من جهود اختبار الفيروس التي ستكون أكثر انتشارًا وتتبع الاتصال الذي سيكون أكثر فعالية، فإن الانتشار الجديد سيدفع معظم الاقتصادات إلى الإغلاق.

ستدار الأزمة بخبرة أكبر مما كانت عليه في ربيع 2020، ويمكن أن تكون تدابير الاحتواء أكثر فعالية وتفصيلاً، مما سيجعل بعض المناطق والقطاعات لا تتوقف عن العمل لأغراض إرشادية.

نفترض أن الأمر سيستغرق حتى أبريل 2021 قبل أن تتم السيطرة على الفيروس وتبدأ الاقتصادات، وكذلك المجتمعات، في العودة إلى طبيعتها، وهذا سيكون “انتعاشاً على شكل “W”؛ أي انتعاش متذبذب بحدة.

سيكون نمو الناتج المحلي الإجمالي أقل في عام 2020، ولكنه أعلى في عام 2021 مما كان عليه في سيناريو الحالة الأساسية، ومع ذلك؛ قد يستغرق الأمر حتى أواخر عام 2022 قبل أن تعود معظم الاقتصادات إلى مستويات ما قبل الأزمة.

السيناريو الثالث: السيناريو الأفضل

في أفضل السيناريوهات المتوقعة، سيسير العالم الغربي على خطى الصين، وسيقوم بإنهاء عمليات الإغلاق بمجرد تسوية منحنى الإصابات الجديدة.

في هذا السيناريو من المفترض أن تتحقق عودة سريعة إلى الوضع الطبيعي في نهاية أبريل، ويفترض هذا السيناريو أيضًا أن الفيروس لن يعود مرة أخرى في فصل الشتاء القادم، إما لأن نسبة أكبر من المتوقع من الناس قد أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا واكتسبوا المناعة، أو لأن تدابير المكافحة أصبحت أكثر فعالية.

ومع ذلك، لن يتم تعويض بعض الخسائر الاقتصادية على الفور، لكن الإجراءات الحكومية مثل الضمانات، ودعم السيولة، وخطط العمل قصيرة الأجل التي يمكن أن تعزز انتعاشًا سريعًا وقويًا، على الرغم من بعض الاختلافات عبر البلدان اعتمادًا على وقت انتهاء إجراءات الإغلاق، هذا سيشكل سيناريو “انتعاش فعال” على شكل حرف “V”، حدة في الصعود كما حدثت حدة في الهبوط.

في هذا السيناريو، ستشهد معظم الاقتصادات ركودًا معتدلًا بنحو 2-3% على أساس سنوي، ولكن النمو في عام 2021 سوف يتسارع، مما سيعيد معظم الاقتصادات إلى مستويات ما قبل الأزمة.

السيناريو الرابع: السيناريو الأسوأ

لنفهم كيف يمكن أن يبدو أسوأ سيناريو يمكن أن يتعرض له الاقتصاد العالمي، سنفترض هنا أن إجراءات الإغلاق ستستمر حتى نهاية العام.

نفترض أن الأمور ستعود إلى طبيعتها في الربع الثاني من عام 2021، ربما إذا تم تطوير لقاح قادر على الانتشار خلال أشهر الشتاء، قد يكون التعافي هنا أسرع وأقوى قليلاً من السيناريوهات الأخرى، حيث يُفترض أن الفيروس سيكون قد أصبح تحت السيطرة تمامًا، هذا هو انتعاش “على شكل حرف “L”، وغني عن القول؛ أن هذا سيناريو متطرف بسبب الكثير من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهو سيناريو يبدو غير مرجح في هذه المرحلة.

في هذا السيناريو، ستشهد معظم الاقتصادات انكماشًا غير مسبوق وغير قابل للتصور تقريبًا في الربع الثاني من عام 2020 بمعدل حوالي 50% على أساس ربع سنوي، وسيشهد عام 2020 انخفاضاً سيسجل في كتب التاريخ باعتباره العام الذي شهد أسوأ ركود على الإطلاق، حيث شهد تقلص معظم الاقتصادات بمعدلات من رقمين للعام ككل.

في هذا السيناريو سيكون الانتعاش في عام 2021 صامتًا نسبيًا وسيستغرق حتى عام 2023 قبل أن تعود معظم الاقتصادات إلى مستويات ما قبل الأزمة.

 

 

 

 

Exit mobile version