زمن كورونا.. الأسرى الفلسطينيون في خطر

أبرق المحرر الفلسطيني وليد الهودلي نداء عاجلاً حول وضع الأسرى في السجون، في زمن فيروس كورونا المستجد، باعتبار السجون أصبحت مكاناً يتسلل إليه الفيروس.

قال الهودلي: بعيداً عن أي توصيفات أدبية وبموضوعية مجردة، لقد بات أسرانا غاية في الخطر، وذلك لمكامن الخطر المتعددة.

احتكاك مباشر

وأضاف: الأسرى على احتكاك مباشر مع مجتمع موبوء بهذا الفيروس من خلال احتكاكهم بالسجانين والمحققين وعناصر إدارة السجون، وهؤلاء قادمون من الخارج، والعلاقة بينهم وبين من يسجنونهم علاقة عداء؛ وبالتالي فإن فرصة دخول الفيروس للسجون فرصة ذهبية وذات إمكانية عالية، كما أن بيئة السجون بيئة حاضنة للأوبئة والأمراض، حيث إنها مكتظة وتهويتها سيئة.

وبين بأن مساحة غرفها تتجاوز المساحة المتعارف عليها دولياً بكثير، فيحشر فيها عادة ضعفا طاقة الغرفة، بالإضافة إلى وجود الحمام فيها، واستخدامها لعدة وظائف معاً؛ فهي غرفة للنوم وللأكل وللصلاة وللرياضة أحياناً، وكذلك ساحة السجن ضيقة جداً بالنسبة للعدد الذي يطوف فيها في ساعة الخروج من الغرف، فساحة عسقلان مثلاً كانت بمساحة ملعب كرة سلة ليخرج إليها قرابة 200 أسير، فجاؤوا وقسّموها إلى أربعة أقسام فأصبحت ضيقة جداً، إضافة إلى العلو الشاهق لأسوارها، وبالإضافة أيضاً إلى سقفها بالحديد الذي يزيد من الخناق عليها، كذلك فالبيئة في منطقة صناعية بينما مثلاً مجمع سجون الرملة: نيتسان، الذي يسمى المشفى، ونفيتيرتسا المخصص للنساء والمعبار، كلها في منطقة تجمع مجارٍ لتلك المنطقة، وأضف إلى ذلك هناك من السجون من العهد البريطاني القديم حيث تنخر جدرانها الرطوبة القاتلة.

تغذية معدومة

وتابع قائلاً: من المعروف أن مقاومة الأمراض والأوبئة بحاجة إلى تغذية صحية، بينما السجون أبعد ما تكون عن هذه التغذية، عادة يأتي متعهد السجون للخضار والفواكه أسوأ ما في السوق، تأتي غالباً بالذي تعفن أو قريب من التعفن، ويأتي باللحوم المجمّدة في أسوأ ما في السوق ومن النقانق الرخيصة التي لا يعرف لها أصل هل مصدرها دجاج أم سمك أم خليط، المهم يأتي ما تمنع خروج رائحته كثرة المواد الحافظة القاتلة، وعن الدجاج الوجبة الأسبوعية ما أن يدخل القسم إلا وتفوح رائحته الكريهة ويأتون بالجزء الذي لا تستوعبه أسواقهم؛ مؤخرة الدجاجة، أما ما يسمح بشرائه من “الكانتين” فأغلبه معلبات بعيدة كل البعد عن الغذاء الصحي، أغذية ذات وصفة مناسبة جداً للانتشار الأوبئة.

الضغوط النفسية وفنون التنكيل

وأشار الهودلي إلى أن الأوضاع النفسية والضغط المتواصل وفنون التنكيل والإجراءات القمعية السادية التي تبقى سيفاً مصلتاً على رقاب أسرانا تشكل حاضنة مناسبة جداً لإضعاف المناعة وتسلل الأمراض والأوبئة، على سبيل المثال؛ عندما يصل الأسير على حافة الإفراج عدة مرّات ثم يعاد لسنوات طوال، كما حدث مع الأسرى المؤبدات، عندما كان الحديث السياسي يصل بهم إلى قرب الإفراج ثم يقع الخذلان لينتظر فرصة قادمة بعد عدة سنوات، مثلاً أسرى الدفعة الرابعة هؤلاء مرّوا بما يزيد على 10 فرص، ثم كانت الأخيرة ولم يحظوا بالإفراج، أي ضغط نفسي يتصور بعد هذا، كذلك أسرى صفقة “وفاء الأحرار” الذين أعيد اعتقالهم، والأسرى الاعتقال الإداري حيث الحرب النفسية المعروفة على الأسير وأهله في عملية تجديد الحكم المتكرر.

إهمال طبي مبرمج

تحدث الهودلي عن العلاج قائلاً: العلاج والتعامل مع المرض والمرضى فيه من الإهمال المبرمج ما فيه، فالأسير المريض يعاني من السجن نفسه ومن حرمانه من العلاج الصحيح، والمماطلة المريرة سواء كان ذلك في تشخيص المرض أو علاجه، وما ثبت من تجربة الأدوية لصالح شركات أدوية إسرائيلية فهذه متوفرة في الوضع الطبيعي، فما بالنا إذا انتشر وباء وصارت الحالات التي تحتاج إلى الرعاية كثيرة، السجون غير مؤهلة بتاتاً من حيث الأمكنة المجهزة أو الطواقم الطبية المتلائمة مع عدد الأسرى الكبير.

السجون غير مؤهلة

وختم قائلاً: هذا فيض من قيض، السجون غير مؤهلة صحياً في الوضع الطبيعي، فما بالنا في ظل انتشار وباء مثل فيروس كورونا، حيث يتوقع أن تكون الأوضاع مأساوية والضحايا دون أي تهويل في غاية الرعب، لذلك يتوجب أن يجري حالياً الضغط على سلطة الاحتلال من أجل إطلاق سراح الأسرى أو على الأقل التخفيف من حالة الاكتظاظ المهولة التي تشهدها هذه السجون.

Exit mobile version