في “يوم الصحة العالمي”.. “منظمة الصحة” تسلط الضوء على حالة التمريض في العالم

يصادف اليوم الـ7 أبريل “يوم الصحة العالمي”، ومنذ عام 1950، جرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل من كل عام، حيث يتم اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي للتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولية في سلّم منظمة الصحة العالمية.

وتحتفل منظمة الصحة العالمية بهذا اليوم باعتماد إطلاق شعار يركز على القضايا الصحية العمومية التي تؤثر في المجتمع الدولي، حيث أطلقت شعار هذا العام لدعم كادر التمريض والقبالة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في تقرير تحت عنوان “حالة التمريض في العالم- 2020”: هو يوم الاحتفال بعمل كادر التمريض والقبالة، وهو يُذكّر القيادات العالمية بالدور الحاسم الأهمية الذي يضطلع به هذا الكادر في الحفاظ على الصحة في العالم.

وتضيف المنظمة: تسلط جائحة “كوفيد-19” الضوء على الحاجة الملحّة إلى توطيد مكانة القوى العاملة في مجال الصحة على الصعيد العالمي، ويلقي التقرير الجديد نظرة معمقة على وضع أكبر مكوّن في القوى العاملة الصحية حول العالم.

ويخلص التقرير، بحسب المنظمة، إلى استنتاجات تكشف عن وجود ثغرات مهمة على مستوى كادر التمريض، وتحدد المجالات الاستثمارية ذات الأولية على صعيد التعليم والوظائف والمهارات القيادية من أجل تعزيز مهنة التمريض حول العالم والنهوض بهدف الصحة للجميع.

وبحسب المنظمة، تشكّل كوادر التمريض أكثر من نصف العاملين في مجال الصحة حول العالم، إذ تقدم خدمات حيوية تشمل النظام الصحي برمته، وما زال الممرضون والممرضات، على مر التاريخ وحتى اليوم، في الخطوط الأمامية لمكافحة الأوبئة والجائحات التي تهدد صحة الناس في أنحاء المعمورة، وتمارس هذه الكوادر دورها في شتى أنحاء العالم على نحو مفعم بالعطف والإقدام والشجاعة في التصدي لجائحة “كوفيد-19″، لتبرز مكانتهم القيّمة بوضوح لم يسبق له مثيل.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس: إن الممرضات والممرضين هم ركيزة أي نظام صحي في العالم، واليوم يقف العديد منهم في الخطوط الأمامية لمواجهة “كوفيد-19″، وهذا التقرير هو بمثابة تذكير صارخ بالدور الفريد الذي يقوم به كادر التمريض ونداء صريح بأهمية تكريس الدعم الذي يحتاجه أفراد هذا الكادر للحفاظ على صحة العالم.

أعداد الممرضين

ويكشف التقرير، الذي أعدّته منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع المجلس الدولي للممرضات وحملة “التمريض الآن”، أن هناك اليوم أقل من 28 مليون ممرض وممرضة حول العالم، وفي الفترة بين عامي 2013 و2018، ازداد عدد العاملين في مجال التمريض بواقع 4 ملايين و700 ألف شخص، ولكن لا تزال هناك فجوة عالمية يتعين سدّها بواقع 5 ملايين و900 ألف ممرض وممرضة، حيث تتركز الفجوات الأكبر في بلدان أفريقيا وجنوب شرق آسيا وإقليم المنظمة لشرق المتوسط، بالإضافة إلى بعض مناطق أمريكا اللاتينية.

وتتابع المنظمة: من اللافت أن أكثر من 80% من الممرضين والممرضات في العالم يعملون في بلدان تؤوي نصف سكان العالم فقط، وأن واحداً من كل ثمانية ممرضين أو ممرضات يعملون خارج البلد الذي وُلدوا فيه أو تلقوا فيه تدريبهم، وتعدّ شيخوخة القوى العاملة في مجال التمريض عامل تهديد آخر، حيث يتوقع أن يتقاعد واحد من كل ستة ممرضين أو ممرضات حول العالم في غضون السنوات العشر القادمة. 

ولتفادي هذا العجز العالمي في كادر التمريض، تشير تقديرات التقرير إلى أن البلدان التي تواجه نقصاً في كوادر التمريض عليها أن تزيد من مجموع عدد خريجي التمريض لديها بمعدل 8% سنوياً، بالإضافة إلى تعزيز قدراتها في مجال توظيف الممرضين والممرضات واستبقائهم في النظام الصحي، بتكلفة تُقدّر بمبلغ 10 دولارات للفرد (السكان) سنوياً.

وتشكل النساء قرابة 90% من مجموع كادر التمريض، غير أن قلة منهن يتقلدن مناصب قيادية عليا في مجالهن، حيث يحتل الرجال معظم هذه المناصب، غير أن تمكين الممرضات من تقلد أدوار قيادية، مثلاً عن طريق استحداث منصب كبيرة الممرضات (أو ما يعادله) على المستوى الحكومي ووضع برامج لتنمية المهارات القيادية في مجال التمريض، من شأنه تحسين ظروف عمل كادر التمريض.

توصيات

وتوصي المنظمة وشركاؤها جميع البلدان باتخاذ الإجراءات التالية لإمداد العالم بما يحتاجه من كوادر التمريض:

– زيادة التمويل المخصص لتأهيل وتوظيف المزيد من الممرضات والممرضين

– تعزيز القدرات في مجال جمع البيانات عن القوى العاملة في مجال الصحة وتحليلها واتخاذ الإجراءات اللازمة على أساسها

– تعليم وتدريب كادر التمريض على المهارات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية التي يحتاجونها لدفع عجلة التقدم في مجال الرعاية الصحية الأولية

– استحداث مناصب قيادية في مهنة التمريض، من بينها منصب كبير الممرضين/الممرضات على المستوى الحكومي ودعم تنمية المهارات القيادية في صفوف الشباب من الممرضين والممرضات

– ضمان استفادة أفرقة الرعاية الصحية الأولية من كامل طاقاتهم، مثلاً في الوقاية من الأمراض غير السارية وتدبيرها العلاجي

– تحسين ظروف عمل كادر التمريض، بما يشمل توظيف العدد الكافي لضمان مأمونية العمل، والأجور المنصفة، واحترام حقهم في الصحة والسلامة المهنيتين

– تنفيذ سياسات عمل تقوم على المساواة بين الجنسين في مهنة التمريض

– تحديث اللوائح التنظيمية لمهنة التمريض عن طريق مواءمة معايير التعليم والممارسة وتطبيق نُظم من شأنها تبادل الاعتراف بمؤهلات كادر التمريض والتحقق منها على الصعيد العالمي

– تعزيز دور كادر التمريض في أفرقة الرعاية الصحية، من خلال عقد حوار جامع بين مختلف القطاعات (الصحة والتعليم والهجرة والمالية والعمل) لدراسة السياسات العامة وتخطيط القوى العاملة.

 

Exit mobile version