“الحريديم” يبيدون “إسرائيل” بأيديهم.. رفضوا تعليمات كورونا فنشروا الوباء

حين انتشر فيروس كورونا في الدولة الصهيونية، رفض المتدينون الصهاينة (الحريديم) الذين يعيشون في الأحياء اليهودية المتطرفة الاستجابة لمطالب الصحة “الإسرائيلية” بالعزل او وقف الاحتفالات، ونزلوا يتحدون الشرطة ويبصقون عليها ويتزاحمون في الشوارع والاحتفالات، ويقول حاخاماتهم أن الفيروس لن يطال شعب الله المختار، وأنه عقب لـ “الغيار” أي غير اليهود فقط!

وتجاهل سكان مدينة “بني براك” المتطرفة التعليمات الواجب اتباعها، وسمح العمدة أفراهام روبنشتاين بإقامة حفل زفاف كبير لأحد أقاربه خارج منزله، وطمأن السكان وقدم صورة مشوهة لهم تقول إن الوضع تحت السيطرة.

وكانت النتيجة أن انتشر الفيروس بشكل أسرع في الأحياء اليهودية المتطرفة أكثر من أي مكان آخر في “إسرائيل”، خاصة في مدينة “بني براك” أكبر تجمع للحريديم، والتي وصلت نسبة الإصابة فيها 35% بسبب اعتقاداتهم الدينية وعدم التزامهم بالتعليمات منذ بداية تفشي الوباء، الأمر الذي حول المدن التي يسكنونها إلى بؤر للفيروس.

وتشير تقديرات بأن 70 ألف من المستوطنين في مدينة بني براك التي يقطنها اليهود المتدينون الحريديم مصابون بكورونا، مع العلم ان عدد المستوطنين في المدينة 200 ألف بعدما دعتهم مرجعياتهم الدينية لتحدي الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس بوصفها تتناقض مع التعاليم اليهودية!

وقد كشف تقرير لمركز المعلومات الوطني أن 29% من المصابين بفيروس كورونا في “إسرائيل”، انتقلت لهم العدوى داخل المعابد والمدارس الدينية، التي رفض المتطرفون إغلاقها في بداية الأزمة، بحسب معلومات سرية من وزارة الصحة “الإسرائيلية” نشرتها صحيفة هآرتس.

وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية: إن 8018 إسرائيلياً أصيبوا حتى الآن بالفيروس، فيما توفي 46 مريضاً، وارتفعت حالات الإصابة بالفيروس في مدينة “بني براك” المتطرفة بنسبة 40%.

وفي تنفيذها لتعليمات وزارة الصحة القاضية بمنع التجمهر، تقوم شرطة الاحتلال بإغلاق الكُنس (دور العبادة) والمدارس الدينية وتمنع الصلوات الجماعية ومشاركة أعداد كبيرة في حفلات الأفراح والجنازات، ولكن المتدينين يعتبرون هذا “تعديا على معتقداتهم”.

الحاخامات يدعون لعصيان تدابير مكافحة كورونا

ومن أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الفيروس في المناطق التي يقطنها اليهود المتدينون ما يعرفون بالحريديم ويمثلون 12% من إجمالي سكان دولة الاحتلال، البالغ 9.1 مليون نسمة، عدم انصياعهم في بداية تفشي الوباء إلى تعليمات وزارة الصحة بالحجر المنزلي وتقليل الزحام، وهو أمر عززته فتوى الحاخام حاييم كانيفسكي، أحد كبار زعماء التيار الحريدي، التي دعت لمخالفة تدابير مكافحة كورونا.

حتى أن 35% من الإصابات في “إسرائيل” خرجت من مدينة “بني براك” المتطرفة بحسب صحيفة هآرتس، وقالت صحيفة “جروزاليم بوست”: إن واحدا من بين كل 7 مصابين بفيروس كورونا في “إسرائيل” هو من المتدينين.

لكن ومع تحول مدن المتدينين إلى بؤرة وباء، لدرجة أن نصف المصابين في المستشفيات المركزية منهم، حسب ما ذكرته القناة “الإسرائيلية الثانية”، تراجع الحاخام كانيفسكي وأصدر فتوى جديدة حظر فيها الصلاة العامة، كما فرض وزير الصحة الصهيوني إغلاق كامل على المدن التي يسكنها المتدينون والتي ينتشر فيها الفيروس، مثل “بني براك”، ومنع السكان بتاتاً من الخروج سوى لشراء الطعام.

وزاد المأساة أن وزير الصحة الحاخام يعقوب ليتسمان، ينتمي للتيار الحريدي، ويقود حزب “يهدوت هتوراه” المتشدد، وسبق أن دعا “ليتسمان” اليهود إلى الصلاة، على أمل أن يأتي المسيح المنتظر (حسب المعتقدات اليهودية) قبيل عيد الفصح الشهر المقبل لينقذهم من عدوى كورونا، وفق قوله!!

وأثار تصريح “ليتسمان” موجة من التندر على مواقع التواصل، دفعت وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان، لوصفه في حديث للقناة (13) الخاصة بـ “وزير صحة غَيبي شكلا ومضمونا، ويبدو أنه يعيش في القرن الـ 19”.

ويزيد من ازمة انتشار الفيروس في احياء المتطرفين انهم يحرمون كافة وسائل الاعلام وحتى الموبيل، ما يحد من قدرتهم على معرفة التعليمات التي تبثه وسائل الإعلام

فغالبية الحريديم لا يحملون هواتف ذكية تتصل بالإنترنت، بل أجهزة يطلق عليها اسم “كوشير” (تعني حلال في اليهودية)، وهي هواتف مخصصة للاتصال والإرسال فقط وهذا التيار يحرم على اتباعه استخدام الإنترنت والتقنيات المتقدمة ومشاهدة التلفاز مما يقلص من قدرة التواصل معهم واطلاعهم على إرشادات مواجهة الفيروس.

وقد أشار مسؤول صهيوني إلى أنهم لا يملكون هواتف ذكية، وبالتالي ليسوا متصلين بالإنترنت والتلفزيون، ما يضطر الشرطة للإعلان عن تعليماتهم وتحذيراتهم من خلال الملصقات في الشارع، ومكبرات الصوت، ورسائل من الحاخامات.

لذلك يقول الكاتب الصهيوني إنشيل ببر: “كورونا بات التحدي الأكبر للنسق العقدي لليهودية الحريدية، فعدد الحريديم الذين توفوا كان كبيرا بسبب نمط العبادة الجماعي ورفضهم لوسائل الاتصالات الحديثة مما حال دون إحاطتهم بالخطر إلى جانب الاكتظاظ في البيوت لكبر عدد إفراد الأسرة”.

Exit mobile version