الاحتلال يعتقل المحرر المسن عمر البرغوثي.. ومحررون يصفونه بـ”عمر المختار”

اعتقال الشيخ المسن المحرر عمر البرغوثي (أبو عاصف 68 عاماً) مع نجله المحرر محمد، كانت رسالة قاسية من الاحتلال لعائلة البرغوثي الذي يعتقل الاحتلال أكثر من 17 أسيراً منهم، وباعتقال أبو عاصف ارتفع العدد إلى قرابة 20 أسيراً.

بعد اعتقال عمر البرغوثي كان للمحررين الذين عايشوه في السجن وخارجه حديث موجع، فالمعتقل البرغوثي دفع فاتورة باهظة من عمره وأولاده وزوجته ومنزله وأشقائه وأقاربه.

ويقول المحرر سفيان جمجوم من مدينة الخليل وأمضى في السجون أكثر من 20 عاماً: عندما يحتضنك أبو عاصف تشعر حينها أن فلسطين تحتضنك، فهو صاحب همة وعطاء ولا يعرف اليأس بالرغم من سنوات اعتقاله الطويلة.

ويقول المحرر محمد أبو عادي من رام الله: لكم المجد يا صناع المجد والحرية لكم، فأنتم من قدم قبل الناس ولم تحصدوا من حطام الدنيا شيئاً، فأنتم تؤثرون على أنفسكم ولو كان بكم خصاصة.

المحرر رامي البرغوثي الذي له علاقة مميزة مع المعتقل عمر البرغوثي يقول هو أيضاً: رغم الاعتقال والظلم ستبقى بإذن الله جبلاً شامخاً، ما يهمك شيء، عرفناك منذ أن كنا أطفالاً لا تعرف إلا السجون والأسر، ومع تقدم عمرك ما زالت السجون دربك أيها الجبل الشامخ.

ويقول المحرر الكاتب عماد أبو عواد من رام الله: من بين ما يعتز به الإنسان في هذه الدنيا أنه يعرف العم أبو عاصف، هذا الرجل الذي بجواره تشعر أن الوطن بجانبك، وإني لكنت أتقرب الله بتقبيل يديه ورأسه، فرج قريب للحبيب.

ويقول المحرر شاكر عمارة: من لم يعرف أبو عاصف لا يعرف عن قضية فلسطين شيئاً، فهو صاحب التضحية الأولى، لم يكل ولا يمل وعندما أخبره ضابط المخابرات في مركز تحقيق المسكوبية أنه قتل ابنه الشهيد صالحاً، فكان رد أبو عاصف لضابط المخابرات: “أنجبته لهذا اليوم”، وقال له ضابط المخابرات: إن لصالح طفلاً صغيراً اسمه قيس، فمن سيربي قيس، فرد أبو عاصف: “أنا من يتكفل بتربيته كما ربيت والده الشهيد”، فكانت الإجابة كالصاعقة على ضابط المخابرات، وفي وقت من الأوقات كان أبو عاصف وزوجته ونجله محمد الذي اعتقل معه جميعهم في الأسر ولم يبق في البيت أي فرد من أفراد العائلة.

ويقول المحامي المحرر مصطفى شتات من بلدة بديا قضاء سلفيت وقد أمضى في الأسر أكثر من 6 سنوات: عمر البوغوثي (أبو عاصف) يخشاه الاحتلال خارج الأسر، فهو صاحب هالة قيادية نادرة، وأينما حل في مكان تكون له البصمة في التأثير، لذا فالاحتلال وضباط مخابراته اختاروا هذا الوقت من الاعتقال كرسالة قاسية لعائلة البرغوثي، التي وصلت سنوات سجن أبو عاصف، وشقيقه نائل البرغوثي، وابنه عاصم، أكثر من عمر دولة الاحتلال، فهم عاشوا لقضية فلسطين وما زالت التضحيات مستمرة.

ويصف المحرر جهاد كراجة، البرغوثي، بالمجاهد عمر المختار، قائلاً: من عايش عمر البرغوثي يعلم التشابه الكبير بينه وبين عمر المختار، بل وأنت تقرأ عن القائد المختار كأنك تقرأ عن المجاهد البرغوثي.

عمر المختار، الذي حارب الاستعمار الإيطالي وجيوشه المجهزة بأحدث أسلحة عصره، بالقلة المؤمنة العزلاء، أو شبه العزلاء من جنده: وقف يحارب الطائرة بالحصان، والمدفع بالسيف، واستطاع أن ينزل بأعدائه ضربات موجعة، ولم يرضَ بالتسليم ساعة ما، رغم نفاد قوته المادية كلها، ولكنه ظل يقول للإيطاليين: “لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي”، مبدأ واحد.. قناعة واحدة.. إيمان واحد، وهكذا أبو عاصف لن يكسر الاحتلال حقه في وطنه.

Exit mobile version