القوات العراقية تشن حملة ضد فلول “داعش” شمالي البلاد

رغم مرور ما يقرب من 3 سنوات على إعلان العراق عن هزيمة “تنظيم الدولة” (داعش)، واستعادة الأراضي التي سيطر عليها صيف عام 2014، التي تشكل نحو ثلث مساحة العراق في شمالي وغربي البلاد، فإن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة موزعة في أرجاء العراق، وبدأ يعود تدريجياً إلى أسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة تستهدف القطعات العراقية على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014، وهو ما دفع السلطات لشن حملة جديدة ضده.

حملة عسكرية متواصلة

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، أمس الثلاثاء، عن تدمير أهداف تابعة للتنظيم في محافظة صلاح الدين شمال العراق، بقصف نفذته مقاتلات عراقية من طراز “إف–16”.

وقالت، في بيان: إن طائرات “إف–16” تمكنت من تدمير أهداف لتنظيم “داعش” في محافظة صلاح الدين، وأسفرت أيضاً عن قتل الإرهابيين الذين يتواجدون في تلك الأهداف.

وتابع البيان أن قوات الجيش قتلت 3 من مقاتلي التنظيم في وادي الثرثار الواقع بين محافظة الأنبار ومدينة سامراء.

وبالتزامن أعلنت الفرقة الخامسة بالجيش العراقي عن عثورها على 5 مخابئ لتنظيم “داعش” في شمال شرقي محافظة ديالى ونجحت في تدميرها.

تأتي هذه التحركات في سياق حملة متواصلة منذ ثلاثة أسابيع لمطاردة فلول التنظيم، تشنها القوات العراقية مدعومة بمقاتلات ومروحيات، نفذت خلالها عمليات مباغتة ضد جيوب وخلايا التنظيم في محافظات صلاح الدين، وكركوك ونينوى، حيث يستغل التنظيم التضاريس المعقدة في هذه المناطق ويتخذ منها ملاذات آمنة لمقاتليه.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن القوات العراقية نجحت في ضرب عدة مكامن للتنظيم، في مناطق جبل “قره جوخ” في مدينة مخمور التابعة لمحافظة نينوى، وفي مناطق تلال زمار، وقرب البعاج، وفي سلسلة جبال حمرين جنوب غرب محافظة كركوك، وذات الأمر تحقق في محافظة صلاح الدين وغرب محافظة الأنبار.

تأثير الانسحاب الأمريكي

تأتي التحركات العراقية ضد “داعش” بعد انسحاب القوات الأمريكية، أول أمس الإثنين، من رابع قاعدة عسكرية عراقية في مدينة الموصل شمال العراق، حيث سلمت مقراتها في القصور الرئاسية للقوات العراقية، بعد أن سلمت قبل ذلك قاعدة “كي وان” في كركوك، بعد انسحاب مماثل من قاعدتي القائم والقيارة، غرب وشمال العراق، وانتقلت القوات المنسحبة إلى قاعدتي حرير في أربيل، وعين الأسد في الأنبار المحصنتين.

ويرى مراقبون أن الانسحاب الأمريكي من القواعد التي كان يتموضع فيها ترك ثغرات أمنية، إذ لا تملك القوات العراقية القدرة على سد تلك الثغرات، وهو ما قد يشكل فرصة لعودة “تنظيم الدولة” إلى نشاطه السابق.

وبحسب وكالة “روداو” الكردية، فإن مسلحو “داعش” استفادوا من الفراغ الأمني في المنطقة الفاصلة بين مواقع قوات البيشمركة الكردية والجيش العراقي بمحافظة كركوك، وهو ما أدى إلى تحرك نحو ألفي مسلح من التنظيم في المنطقة الممتدة من “قرة جوخ” وصولاً إلى “كرميان”.

ونقلت الوكالة عن الناطق باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، مايلز كاكينز قوله: إن التحالف الدولي ورغم انسحابه من بعض قواعد، فإنه مستعد للعودة لمساعدة القوات التي تقاتل “داعش”، في حال أصبح التنظيم يشكل خطراً من جديد.

وأضاف أن التحالف جاء إلى العراق عام 2014 من أجل هدف وحيد، وهو هزيمة “داعش”، وسنبقى هنا كشريك للقضاء على الفارين من مسلحي التنظيم، وليس هناك سبب آخر لبقائنا هنا.

من جهته، قال مسؤول محور غرب كركوك لقوات البيشمركة نوري حمة: إن انسحاب قوات التحالف الدولي من القواعد التي كانت تتمركز فيها، سيكون له تأثير سيئ جداً على محاربة “داعش”، داعياً الجيش العراقي للتنسيق مع قوات البيشمركة وحكومة إقليم كردستان، لسد الفراغ ومنع عودة التنظيم إلى نشاطه.

وتقول واشنطن: إن سحب قواتها من بعض القواعد العراقية جاء ضمن إستراتيجية تلافي وباء كورونا أولاً، وتنفيذاً للاتفاقات مع بغداد ثانياً.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، العقيد شون روبرتسون: إن قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” ستستأنف عملياتها ودعمها للقوات العراقية التي علقتها لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا المستجد، حالما تسمح الظروف بذلك.

وأضاف في تصريح صحفي: بعد تعليق القوات العراقية عمليات التدريب لمنع انتشار الوباء، تقوم قوات التحالف في الأيام والأسابيع المقبلة بإعادة بعض قواتها بشكل مؤقت إلى بلدانها، مؤكداً أن التحالف الدولي ملتزم بإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم “داعش”، من خلال شراكته مع القوات العراقية، وسيستأنف عمليات التدريب حالما تسمح الظروف بذلك.

Exit mobile version