الأسرى الفلسطينيون و”يوم الأرض” كلاهما في عزلة جائحة كورونا

حلت أمس ذكرى “يوم الأرض” الخالد الـ44 والأسرى في سجون الاحتلال وكلاهما في عزلة، فمدافن الأحياء التي حولتها إدارة السجون العنصرية إلى معازل لآلاف الأسرى في منشآت اعتقالية قاسية وتحاصرهم الأمراض وفيروس كورونا المعدي، تحل الذكرى بصمت وعزلة لأول مرة منذ عام 1976 عندما ارتقى ستة شهداء برصاص جنود الاحتلال دفاعاً عن الأرض.

محررون تحدثوا لـ”المجتمع” عن عزلة الأسرى و”يوم الأرض” من زوايا متعددة لنصرة الأرض والأسرى معاً.

المحرر الكاتب وليد الهودلي الذي أمضى من عمره في السجون ما يزيد على 15 عاماً، وأنتح أعمالاً فنية مسرحية تخص الأسرى، ومؤلفات تتحدث عن ظواهر الأسرى، يقول: هناك ارتباط وثيق بين الأسرى وذكرى “يوم الأرض” الخالد، فقضية الأسرى في السجون على مدار سنوات الاحتلال هي الأرض وتحريرها من نير الاحتلال، ودخل السجون ما يقارب المليون فلسطيني؛ بهدف تحرير الأرض من آخر احتلال في العالم الذي يحاول تهويد الأرض وطرد أهلها، فكان الأسرى له بالمرصاد، وفاتورة الأسرى باهظة الثمن؛ فهناك أكثر من 222 شهيداً أسيراً وآلاف الجرحى، ومليون ذاقوا تجربة الأسر القاسية، وما زالت الاعتقالات مستمرة، والأحكام تصدر من المحاكم العسكرية.

ويتابع قائلاً: الأسرى في معازل ومدافن قبل جائحة كورونا، وهذا الفيروس المعدي أضاف عزلاً من نوع آخر يتسم بالخوف والرعب والقلق، وكذلك “يوم الأرض” جاء في وضع الناس في منازلهم أسرى جائحة كورونا، فكان “يوم الأرض” والأسرى في عزل، وهذا يوجع القلب ويجرح النفس.

المحرر القيادي شاكر عمارة الذي أمضى ما يزيد على 10 سنوات في الأسر من مخيم عقبة جبر في أريحا يقول هو أيضاً: نحن أمام مشهد يمكن وصفه بالمرعب، فأسرانا في “يوم الأرض” يواجهون خطراً لم يكن يتوقعه أحد، و”يوم الأرض” يمر والناس في عزلة في منازلهم من هذا الفيروس، إلا أن الأسرى وجعهم أكبر من وجعنا الذين حرمنا من إحياء “يوم الأرض”، فالأسرى يعانون أكثر من عزلة، عزلة منع الزيارة وعزلة فيروس كورونا وعزلة إجراءات الاحتلال بحقهم، فهذا العام من أكثر الأعوام التي تمر على الأسرى صعوبة وقسوة وألماً ووجعاً.

وائل داود، شقيق الأسير محمد داود، من قلقيلية، الذي دخل عامه الـ33 يقول: مناسبة “يوم الأرض” مرت علينا هذا العام ونحن في وجعين؛ وجع تقدم السن لدى شقيقي الأسير ووصوله على أعتاب الستين، ووجود فيروس كورونا الخطير، ومرور “يوم الأرض” بصمت وخوف من التجمهر، فكانت هذه المناسبة تذكر بالأسرى في سجون الاحتلال، إلا أنها تمر علينا بدون فعاليات، فالأيام السابقة كان للأسرى حضور في فعاليات “يوم الأرض”، وكانت محطة تذكير بمعاناتهم.

Exit mobile version