فـي رثـاء رائـد العمل الخيـري العم “يوسف الحجي” رحمه الله

جَسَدٌ نَحِيلٌ.. هِمَّةٌ شَمَّاءُ

لَوْنُ الْأَصِيلِ وَرَايَةٌ بَيْضَاءٌ

العَيْنُ عَنْ سُوءٍ تَغُضُّ تَغَافُلاً

وَالذِّهْنُ مُتَّقِدٌ وَفِيهِ صَفَاءٌ

وَالْحُزْنُ فِي تِلْكَ المَلامِحِ قَابِعٌ

وَالْفَرْحُ مِنْ تِلْكَ اليَدَيْنِ سَخَاءٌ

يَسْرِي بِهِ كَالشَّمْسِ تَنْشُرُ نُورَهَا

وَهَوَاطِلٍ جَادَتْ بِهِنَّ سَمَاءٌ

آهٍ “أَبَا يَعْقُوبَ” جَلَّ مُصَابُنَا

لِلْقَلْبِ صَبْرٌ وَالْعُيُونِ بُكَاءٌ

قَدْ كُنْتَ تَحْمِلُ فِي فُؤَادِكَ أُمَّةً 

صُبْحٌ يَرُوحُ وَقَدْ تَلَاهُ مَسَاءٌ

وَالْيَوْمَ تَمْضِي فِي طَرِيقِكَ رَاحِلاً

حَيْثُ اسْتَوَى الْإِصْبَاحُ والْإِمْسَاءُ

تَارِيخُكُمْ فِي كُلِّ وَادٍ عَزْمَةٌ

طَوَتِ السَّحَابَ فَدُونَهَا الْجَوْزَاءُ

قَرْنًا مَضَيْتَ عَلَى الطَّرِيقِ مُجَاهِدًا

وإِمَامُ عَيْنِكَ رَايَةٌ عَصْمَاءٌ

فِي هَيْئَةٍ خَيْرِيَّةٍ خُتِمَتْ بِهَا

بِالْمِسْكِ طَابَ مَسِيرَةٌ غَرَّاءٌ

فَلِكُلِّ أَرْمَلَةٍ سَعَيْتَ مُوَاسِيًا

وَلِكُلِّ دَاءٍ رَحْمَةٌ وَدَوَاءٌ

وَلِكُلِّ مُحْتَاجٍ نَطَقْتَ بِصَوْتِهِ

فَكَفَيْتَهُ حَتَّى يَكُونَ كِفَاءٌ

وَلِكُلِّ مَلْهُوفٍ وَصَاحِبِ كُرْبَةٍ

حَتَّى تَزُولَ وَتَهْدَأَ الْأَنْوَاءُ

وَلِكُلِّ سَارٍ بِالظَّلامِ ضَلَالَةً

وِمِنَ الْعَطَاءِ هِدَايَةٌ وَضِيَاءٌ

يَا أَيُّهَا الشَّعْبُ السَّخِيُّ بِمَالِهِ

مِنْ كُلِّ صَافِيَةٍ لَدَيْكَ إنَاءٌ

يَا صَاحِبَ الْفَزْعَاتِ دُونَ تَرَدُّدٍ

يَدْعُو لَكَ الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ

هَذِي نَصِيحَةُ صَادِقٍ فِي حُبِّهِ

لَا غَرْوَ وَالنُّصْحُ اَلرَّفِيقُ شِفَاءٌ

رُوحِي تَعَشَّقَتِ الْكُوَيْتَ وَأَهْلَهَا

مَلَكَتْ فُؤَادِي فَزْعَةٌ وَعَطَاءٌ

الْعَمُّ “يُوسُفُ” قَدْ قَضَـى فِي دَرْبِهِ

وَالْوَجْهُ أَبْيَضُ لَا يَفِيهِ ثَنَاءٌ

فَاسْلُكْ عَلَى الدَّرْبِ السَّوِيِّ وَلا تَهُنْ

لَا يَخْدَعَنَّكَ بِالْهَوَى السُّفَهَاءُ

بَعْضُ الْأُنُوفِ تَعَافُ دَاءً طِيبَكُمْ 

بِالنُّورِ تَكْفُرُ مُقْلَةٌ عَمْيَاءٌ

سِيرُوا عَلَى دَرْبِ الْعَطَاءِ وَأَزْهِرُوا

قَدْ أَزْهَرَ الْأَجْدَادُ وَالْآبَاءُ

فَعَطَاؤكُمْ مِنْ فَضْلِ رَبٍّ مُنْعِمٍ

دَونَ الْلَهِيبِ وِقَايَةٌ وَوِجَاءٌ

إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ أَجْوَدَ مَانِحٍ

فِي كَفِّهِ الْأَمْوَاتُ وَالْأَحْيَاءُ

أَنْ يُخْلِفَ الْخَيْرَ الْعَمِيمَ عَلَيْكُمُ

فَيَدُومَ ذَاكَ الْخَيْرُ وَالسَّرَّاءُ

وَفَقِيدُنَا يَا رَبُّ فَارْحَمْ وَاسْتَجِبْ

لِدُعَائِنَا ضَجَّتْ بِهِ الْأَرْجَاءُ

فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ صَارَتْ دَارُهُ

مِنْ حَوْلِهِ الْأَطْيَارُ وَالشُّهَدَاءُ

Exit mobile version