أسير محرر من معتقل المحتل في النقب إلى الحجر الصحي في غزة

كنت أنتظر احتضان الأهل والأحباب ولكن فيروس كورونا حال دون ذلك

الأسرى معرضون للموت ويجب التدخل العاجل لإنقاذهم

 

بلهفة كنت انتظر لقاء الأهل والأحبة والأصدقاء، حين تنفست نسيم الحرية بعد 12 عاماً قضيتها داخل معتقلات الاحتلال ذقت فيها مرارة التعذيب والسجن، ولكن شاءت الأقدار بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا أن لا يستقبلني أحد لحظة الإفراج عني مساء يوم الثلاثاء 24 من مارس، نقلت للحجر الصحي بواسطة فريق طبي كان في استقبالي عند معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.. بهذه العبارات وصف الأسير المحرر راتب فوزي أبو عقل ما حدث معه لحظة الافراج عنه .

ويقول أبو عقل لـ”المجتمع”: “تلقيت الإجراءات الاحترازية والوقائية من قبل الأطقم الطبي في غزة بصدر رحب لحماية أهلي وأحبيتي من أي مكروه، خاصة ونحن خرجنا من عند كيان الاحتلال الذي تفشى فيه فيروس كورونا حيث تجاوزت عدد الإصابات أكثر من 2400 شخص،  وقد خالطت السجانين وركبت في سيارة البوسطة التي تنقل الأسرى، ومن المحتمل أن يكون من يقودها أو من كان يضع القيود في يدي يحمل فيروس كورونا،  لذلك تلك الإجراءات مهمة  لصحتي أولاً وصحة من كنت سأقابلهم”.

وأضاف: “لم أقابل أحد من أهلي لا أب ولا أم ولا أخ وأنا حالياً أخضع للحجر الصحي في فندق في غزة موفر فيه كافة الاحتياجات لمدة 14 يوماً،  للتأكد أني لا أحمل فيروس كورونا، وقد أجريت الفحوصات الطبية ساعة الإفراج عني، وإن شاء الله تكون النتيجة سلبية”.

وحول شعوره لحظة الإفراج عنه من داخل معتقلات الاحتلال يقول أبو عقل: “ساعات سعادة لا توصف حين تنفست عبير الحرية.. بعد 12 عاماً اعتقلت وكان عمري 23 عاماً والآن 35 عاماً، أنا مكثت تلك الفترة في معتقلات الاحتلال.. تلقيت نبأ وضعي في الحجر الصحي بدون رفض وتفهمت أنا وأهلي ذلك، وسأمكث فيه حتى تنقضي المدة،   وأقابل بعدها كل الأحبة والأهل والأصدقاء بعد سنوات الفراق الأليمة”.

وعن أوضاع الأسرى داخل معتقلات الاحتلال يؤكد الأسير المحرر أبو عقل لـ”المجتمع”: إنها صعبة والأسرى متخوفون من انتشار فيروس كورونا في صفوفهم، وذلك نظراً لحالة الاكتظاظ الشديدة داخل المعتقلات، وانعدام الرعاية الصحية وعدم توفر مواد التعقيم ولا الفحوصات اللازمة لفيروس كورونا”.

وأشار أبو عقل إلى أنه ترك في سجن النقب الذي يقبع فيه أسرى كبار في السن، ومرضى لا يستطيعون مقاومة الأمراض وحياتهم معرضه للخطر، إذا لم يفرج عنهم داخل من معتقلات الاحتلال، داعياً لأكبر حراك وطني ودولي من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء وكبار السن لإنقاذ حياتهم في ظل انتشار فيروس كورونا .

وعن أحلامه يقول أبو عقل،  لا حلم  مثل حلم تنسم الحرية التي حصلت عليها من معتقلات الاحتلال، وآمل أن يتحرر كافة الأسرى من معتقلات الاحتلال، لافتاً إلى أن يتشوق أن يرى الأماكن التي ترعرع فيها في قطاع غزة خاصة مدينته بيت حانون الواقعة شمال القطاع،  وأن يبدأ حياته بتكوين أسرة بالزواج وأن يعيش حياته بأمن وطمأنينة بعد تلك السنوات الطويلة الي قضى فيها زهرة شبابه داخل معتقلات الاحتلال.

Exit mobile version