كورونا.. والجمعيات الخيرية

عندما تحل الأزمات في الأمم لا تجد إلا الرجال والنساء الذين لو وُزنوا بميزان الذهب والألماس لكانوا أثقل منهم بالبذل والعطاء، ويختفي كل إمعة وتافه، وهذا ما لمسناه خلال الأيام القليلة الماضية من تفانٍ من أبناء وبنات الكويت؛ الكويتيين والبدون والمقيمين الذين واصلوا الليل بالنهار ووسط خطر الوباء الداهم، لم يفكروا بالمناصب ولا بالرواتب لإخواننا البدون التي لم يستلموها منذ عدة أشهر لتعسف الجهاز المركزي، ولا بالرسوم الصحية على المقيمين، وإذا سألت أحدهم عن تفانيه بالعمل يرد عليك بكلمة واحدة: “إنها الكويت”.

كما أن العمل الذي قامت به الجمعيات الخيرية في الكويت لهو عمل جبار ومبهر الذي تتوج بشكر من سمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، لهم في الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء.

إن للجمعيات الخيرية جهود عدة لمواجهة فيروس كورونا، منها:

الدعم اللوجستي لفحص أكثر من 50 ألف مقيم في أرض المعارض، والقيام بزيارة محجر الخيران وتقديم كل ما يحتاجه المحجرون في الحجر المؤسسي من وسائل الراحة، وتوزيع السلال الغذائية والمياه لمن انقطع بهم العمل من العمالة الوافدة، وكذلك فقد قامت الجمعيات الخيرية بتأسيس المكتبات الإلكترونية؛ لإشغال وقت الفراغ بالجلوس في المنزل، وقدمت الجمعيات الخيرية الاستشارات النفسية للتخفيف من آثار الحظر الجزئي، وكذلك إعداد حملات خيرية لمساعدة كل محتاج أثناء هذا الوباء.

من ينكر دور العمل الخيري بكل أطيافه فهو لا يرى إلا بعين واحدة؛ وهي عين الحقد العمياء.

وأقول لمن ينكر دور العمل الخيري في مواجهة فيروس كورونا:

اتق الله وخَف ممن خلقك، فالافتراء أثناء الأزمات ليس من خلق الأخيار.

والعمل الخيري يكفيه الوسام الذي قلدهم به قائد العمل الانساني سمو أمير البلاد أثناء مدحه لهم.

نكشة:

قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) (الرعد: 17).

Exit mobile version