تعامل الفلسطينيين مع الحجر المنزلي.. بين الوعي والتذمر

تعامل الفلسطينيون مع نظام الحجر المنزلي أو منع التجوال في المناطق الفلسطينية بين الوعي والالتزام والتذمر من الجلوس في البيت.

الكثيرون التزموا ببيوتهم من قبيل تفسير الحجر المنزلي بالتباعد الاجتماعي المفيد.

يقول الناشط ماهر أبو عصب، وهو مندوب مبيعات لشركات مواد التجميل: إن لم يدرك المواطن حقيقة الوباء وسرعة وطريقة انتشاره فستبقى قرارات الحكومة بالتزام البيوت باهتة، ولن تؤتي الثمار المرجوة منها، للأسف لم يصل جزء كبير من الناس لثقافة إلزام نفسها ببيوتها، وطبعاً هذا لمصلحتها ودرءاً لانتشار وتمدد الوباء، في الطرقات حركة وتجمع الأفراد غير مبررة، بل مستفزة؛ لأن الحياة تعطلت من أجل منع هذه التجمعات.

وأضاف: برأيي إن لم تكن هناك قوة سلطوية وثقافة مجتمعية كافية تجبر الناس بالتزام بيوتها فستتمدد فترة التباعد الاجتماعي لأسبوعين تاليين.

وأشار إلى أن الحل تعزيز فكرة التباعد الاجتماعي في “فيسبوك” لدى الجميع، وخلق وعي عام بأهميته، وتسيير دوريات من الأجهزة الأمنية في الحارات بشكل مستمر، والضرب بيد من حديد على المتسيبين.

وطالب أبو عصب بضرورة تفعيل دور وجهاء العائلات والبيوت كل بموقعه يعمل على منع التجمعات وحركة السيارات والأفراد غير المبررة، وأنا عندما ناديت بحظر التجوال (التباعد الاجتماعي)، فإنني أول المتضررين لكنني غلبت مصلحة وصحة البلد كون التجربة الصينية خير دليل لإنقاذ البلاد.

وختم قائلاً: لا أعتقد أن أي واحد من هؤلاء الأشخاص غير الملتزمين بقرار حظر التجوال ولا نعلم إن كان قد احتك بمصابين أم لا أهم على مجتمعه من المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) التي فرضت على نفسها الحظر والعزل بمجرد الاحتكاك بطبيب مصاب، الأمر يحتاج على تطبيق الآية الكريمة: “يا يحيى خذ الكتاب بقوة”.

أما المواطن عزام عادل فقال: الأصل عدم فرض نظام منع التجوال على الجميع، فالمناطق المصابة يتم حظر التجوال عليها، بينما المناطق التي لم تظهر فيها أي إصابة فالأصل التعامل معها بإغلاق المداخل كافة والسماح للمواطنين بالتحرك دون الخروج منها، فلا فائدة من منع تجوال على مدينة ومناطق غير مصابة، بل منع الدخول والخروج يكفي وتبقى الحياة في أدنى مقوماتها تسير.

جيل الشباب أظهر تذمراً من الحجر المنزلي ومنع التجوال وخرجوا للشوارع بالرغم من النداءات المتكررة لهم من قبل الجهات المنية بالالتزام بالحجر الصحي، وأعلنت الشرطة الفلسطينية اعتقال أكثر من 30 شخصاً تحدوا نظام الحجر المنزلي.

على منصات التواصل الاجتماعي، تم وصف الحواجز العسكرية بحواجز المحبة والمودة والعطاء، كونها تسهم في منع انتشار وباء فيروس كورونا المعدي.

في بلدة الرام قضاء القدس، قام شاب بالتخفي داخل كرتونة كبيرة من أفراد الشرطة الفلسطينية، وكان يمشي والكرتونة الكبيرة تغطي جسده، ومرت سيارة الشرطة دون أن تنتبه له وهو على جزيرة الشارع.

د. حاسم الشاعر المختص بالإرشاد النفسي قال: أي إجراءات تقيد حركة المواطنين تحتاج إلى وقت للالتزام به، فالإنسان بطبيعته يرفض التقيد، لذا فتكرار التوعية بضرورة الالتزام بالبيت حماية للأسرة سيكون له نتائج إيجابية، وظاهرة التمرد على إجراءات تقييد الحركة ستضاءل في قادم الأيام، بعد شعور الجميع بخطورة ما يجري.

Exit mobile version