ذكرى الإسراء والمعراج في فلسطين تمر بصمت في زمن “كورونا”

في زمن “كورونا” تمر ذكرى الإسراء والمعراج في فلسطين بصمت دون احتفالات ولا طقوس دينية لم تتوقف منذ زمن بعيد إلا في هذا العام.

رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد المبارك د. عكرمة صبري يقول لـ”المجتمع”: لا شك أن فيروس كورونا قد غيّر من نواميس الحياة، فالمسجد الأقصى لم تنقطع فيه احتفالات الإسراء والمعراج بالرغم من احتلاله عام 1967م، وفي هذا العام عمَّ وباء فيروس كورونا؛ فأُغلقت المساجد احترازياً خوفاً من انتشار الفيروس المعدي، إلا أن مناسبة الإسراء والمعراج ستبقى المناسبة التي تذكّرنا بالمعجزة الخالدة التي منحت لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وارتبط فيها المسجد الحرام بالمسجد الأقصى، ومن ثم عرج إلى السماء، وحائط البراق شاهد على ذلك وقبة الصخرة المشرفة، فالقدس بوابة السماء.

وأضاف أنه إن غابت الاحتفالات بمعجزة الإسراء والمعراج بسبب فيروس كورونا، فلن تغيب معاني الإسراء المعراج وقدسية المسجد الأقصى، وسيبقى المسجد الأقصى شامخاً صامداً أمام كل محاولات التهويد، واقتحامات المستوطنين، فالاحتلال يمنع المقدسيين من المسجد الأقصى ويحرر مخالفة للشيخ عبدالعظيم سلهب بزعم السماح للمصلين بأداء صلاة الجمعة، ويسمح للمستوطنين اقتحام المسجد الأقصى يومياً، فمناسبة الإسراء المعراج تؤكد علينا جميعاً التمسك بالدفاع عن المسجد الأقصى في كل الظروف.

وتابع قائلاً: نحن كمقدسيين أحرص من الاحتلال على الحفاظ على صحة المصلين، والأوقاف بطواقمها اتخذت كل الإجراءات اللازمة قبل أن يزعم الاحتلال أي إجراءات وقائية.

ويقول الشيخ الضرير صاحب الصوت الندي عزالدين عمارنة من جنين: في كل عام نحيي مناسبة الإسراء والمعراج، فهي مرتبطة بمعجزة ربانية، لذا هذا العام تمر بدون طقوس؛ ما يحزننا جميعاً، فالمساجد مغلقة، والتجمعات محظورة، والتواصل بين المناطق مقطوع، لذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً لإحياء هذه المناسبة، وقد شاركت في موشحات دينية إحياء لهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، فمناسبة الإسراء والمعراج مرتبطة بمقدسات دينية مكة والقدس مع السماء.

أما الشيخ بلال سويلم، المؤذن في شبكة مساجد محافظة قلقيلية، قال: تعودنا على إحياء هذه المناسبة بموشحات دينية تغذي الروح، ولكن فيروس كورونا حل علينا كوباء عالمي، ومعذرة إلى الله على عدم إحياء المناسبة جماعياً، ولكن على كل رب أسرة أن يأخذ زمام المبادرة بإحياء المناسبة بطريقته مع عائلته، فهذا واجب ديني ووطني وإنساني.

المنشد هشام القدسي قال: تعودت على إحياء مناسبة الإسراء والمعراج في المسجد الأقصى، وهذا العام أنا حزين، وقد اقترحت على أصدقاء لي عمل شريط مصور ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

حظر تجول

أعلنت الحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله عن إجراءات مشددة لمواجهة فيروس كورونا، وأعلن رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية عن جملة إجراءات تمنع من انتشار كورونا المعدي، منها فرض الحجر المنزلي، ومنع التنقل بين المحافظات، ومنع العمال العاملين بالمستوطنات من الذهاب على أماكن عملهم، وعمل البنوك ضمن نظام الطوارئ، وإغلاق جميع الوزارات ما عدا الصحة والاقتصاد والشؤون المدنية، إغلاق المعابر وإخضاع كل قادم للحجة الصحي لمدة 14 يوماً، ونشر قوات الأمن الفلسطيني.

المواطنون الفلسطينيون أظهروا التزامهم التام بهذه الإجراءات حماية لأنفسهم وضماناً لعدم انتشار فيروس كورونا إليهم، حيث كانت جميع الحالات المصابة قادمة من المعابر ومن القادمين من الخارج ومن الداخل الفلسطيني.

نظام منع التجوال اعتاد عليه أهل فلسطين منذ بداية الاحتلال عام 1967، وتم استخدامه بشكل واسع في الانتفاضة الأولى عام 1987 التي أطلق عليها “انتفاضة الحجارة”، حيث كانت تفرض قوات الاحتلال منع التجوال لأسابيع على المدن الفلسطينية، وفي الانتفاضة الثانية عام 2000 تم محاصرة المدن الفلسطينية بعد تنفيذ جيش الاحتلال خطة “السور الواقي”، وكانت الدبابات تجوب الشوارع مع فرض نظام منع التجوال القاسي.

المواطن زياد عيسى قال لـ”المجتمع”: اليوم نعيش الحجز المنزلي وحظر التجوال بسبب فيروس كورونا، وهو يعيدنا إلى مربع نظام منع التجوال الذي كان يفرض علينا ظلماً وبشكل عنصري، وكان الجنود يطلقون النار علينا إذا خرجنا من منازلنا.

Exit mobile version