وصفت منظمة الصحة العالمية WHO مرض الكورونا بالجائحة (Pandemic)، فماذا يعني هذا المصطلح؟
وقد وضعت منظمة الصحة العالمية ٣ تصنيفات للأمراض المُعدية حسب انتشارها؛ وهي:
١) الجائحة (Pandemic).
٢) الوباء (Epidemic).
٣) المتوطنة (Endimic).
وجميل أن نعرف الفرق بينهم، لأن الأمر متعلق بجوانب كثيرة، منها ما هو علاجي ووقائي واقتصادي وسياسي وأمني:
* أولاً: الجائحة ( Pandemic ):
وهو أعلى درجات الخطورة في انتشار وقوة المرض، لأنه يعني أن المرض منتشر فى أكثر من دولة، و أكثر من إقليم ومنطقة جغرافية، ولا يقتصر على منطقة جغرافية واحدة، (مثل قاره أو منطقة كالشرق الأوسط مثلاً)، وإنما انتشر فى أكثر من قارة أو منطقة، وهذا يفرض تعاون و تنسيق فى الإجراءات الوقائية بين كل الدول.
و توجد قرارات دولية ملزمة للجميع من حيث الوقاية ومحاربة المرض، و لا يقتصر الأمر على جهود كل دوله منفردة، و هذا أعلى و أخطر درجات المرض، و لذلك منظمه الصحة العالميه لها اليد العليا على كل الاجراءات الوقائيه.
* ثانيا: الوباء ( Epidemic ):
و هو انتشار مرض بصورة قوية فى منطقة محددة فى العالم، سواء كانت دولة واحدة، أو عدة دول ولكن فى إقليم أو منطقة جغرافية واحدة، مثل قارة آسيا، أو منطقة جغرافية واحدة مثل الشرق الأوسط.
وهى مشكلة خاصة بهذه الدول المتجاورة ضمن المنطقة الجغرافية، ويحتاج إلى تعاون بين تلك الدول، ويكون دور منظمة الصحة العالمية المراقبة و التوجيه و المساعدة حتى لا يتحول إلى جائحة.
* ثالثًا: المتوطنة ( Endimic ):
وهى مشكلة صحية خاصة بدولة معينة، و مهمة محاربة هذا المرض هى الدولة المعنية بهذا المرض، مثل انتشار الكوليرا فى اليمن مؤخراً، أو مشكلة البلهارسيا فى مصر فى الماضي.
و دور منظمة الصحة العالمية هو المساعدة و المشورة فقط.
ويتم وضع هذه المصطلحات لكل حالة بعد دراسة ميدانية وتقييم علمي.
ووصف منظمه الصحة العالمية مرض الكورونا بالجائحة (Pandemic ) ليس بالوصف الهين والبسيط، لأنه يترتب على استحقاقات وواجبات لكل دول العالم، و لا تستطيع الدول أن تقوم بأي إجراءات منفردة، و لابد أن تكون منظمة الصحة العالمية هى المهيمن والمسيطر فى كل الإجراءات الوقائية والعلاجية فى كل دول العالم.
وأخيراً لابد أن نركز أن هذه المصطلحات خاصة بالأمراض المعدية فقط، وليس الأمراض المزمنة، فمثلاً الضغط والسكر منتشر فى كل دول العالم، و لكن لا تنطبق عليه هذه المصطلحات.