كيف تحقق نجاح الحجر الأسري؟!

تفرض ظروف الحجر الصحي التي تعيشها كثير من دول العالم هذه الأيام حجراً منزلياً يفرض على الأفراد والعائلات البقاء في المنازل بصورة إجبارية في بعض الدول، وبصورة اختيارية في دول أخرى.

وهذه الظروف تفرض تحديات على بعض الأسر في كيفية قضاء أوقات سعيدة مع بعض، وإدارة الخلافات التي قد تنشأ بين الزوجين أو بين الأبناء في ظل ظروف الهلع غير الطبيعي، وغياب الاستقرار والطمأنينة النفسية.

لذا.. فإنه من الأهمية بمكان حسن التخطيط لهذه الفترة، التي ممكن أن تطول، أو تضيق معها الحركة شيئاً فشيئاً، لضبط النفس واستقرار الأسرة والأفراد (العزاب لهم نفس المشاعر)، والابتعاد عن القلق والتوتر.

وبالمقابل، قد يتسبب الفشل الأسري في التخطيط الصحيح لقضاء هذه الأوقات بتفاقم الخلافات، وتؤدي إلى انهيار الأسرة.

وقد رصدت بعض المواقع الإخبارية ارتفاع ظاهرة الطلاق في الصين من بداية فترة الحجر الصحي هناك، وذكرت صحيفة “ديلي ميل” أن سجل الزواج في مقاطعة داتشو بمقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين سجل أكثر من 300 طلب من تاريخ 24 فبراير، وقد عللت المكاتب ذلك الارتفاع المفاجئ بأن الأزواج أصبحوا يقضون الكثير من الوقت معاً في المنزل.

والحقيقية أن هذا التعليل ينطوي على الكثير من التضليل، فمن المعلوم أن قضاء الأزواج لفترة أطول مع بعضهم يساهم في تعزيز العلاقات الزوجية والأسرية، ولا يتناقض ذلك مع وجود حالات خاصة يمكن أن يؤدي فيها الحجر الصحي إلى تصاعد حالات الطلاق، منها:

1- توفر أجواء تسمح بتجدد الخلافات المؤجلة في بعض الأسر، التي يتم ترحيلها بسبب ظروف العمل.

2- وجود سابق لحالة الطلاق الصامت؛ الذي تستطيع بعض الأسر التعايش معه في ظروف العمل، ولكن ظروف الحجر الصحي تضع الزوجين مع بعضهما وجهاً لوجه، وتبدأ الاختلافات بالتفجر.

3- الشعور بالملل من قضاء كامل الوقت في المنزل، وسوء التعبير عن هذا الشعور قد يعبر عن عدم تقدير أحد الزوجين للآخر، ومع عدم التفهم يتصاعد الخلاف.

4- الخلافات المادية، نظراً لما قد يترتب على الحجر من تدهور للوضع الصحي بالنسبة للأسر التي تعتمد على قوت يومها من العمل اليومي.

5- انعكاس تأثير الضغط النفسي وحالة الهلع على طبيعة الحوار بين الزوجين، وتقبل بعضهما بعضاً.

وبالتالي؛ فإن البقاء في المنزل يساعد في الواقع على ترسيخ الروابط الأسرية، ولا تتفجر الخلافات في حالة الفشل الأسري غير المعلن، أو الفشل في إدارة الشجارات الصغيرة التي تتفاقم نتيجة ضعف الإيمان وغياب الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، وضعف الإعداد التربوي والتأهيل النفسي، وغياب التخطيط السليم لقضاء الوقت وإدارة الخلافات.

“من أجل صحتكم؛ الزموا بيوتكم”.

Exit mobile version