استمرار الهدوء بإدلب مع تواصل التفاوض الروسي التركي في أنقرة

يتواصل الهدوء على جبهات محافظة إدلب شمال سورية، اليوم الخميس، لليوم السابع على التوالي، في ظل سريان وقف إطلاق النار الذي وقعه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي 5 مارس، في العاصمة الروسية موسكو، فيما يستمر الوفدان التركي والروسي باجتماعاتهما في العاصمة التركية أنقرة، للوصول إلى اتفاق يوضح تفاصيل تموضع القوى المختلفة على الأرض.

وتوصل الطرفان إلى اتفاق جديد ملحق باتفاق سوتشي، حول إدلب وما حولها والمعروفة بـ”منطقة خفض التصعيد الرابعة”، يقضي بوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى إنشاء ممر آمن على طول الطريق الدولي حلب – اللاذقية “M4″، بعمق 6 كيلومترات من الجنوب ومثلها من الشمال، على أن يتم الاتفاق على معايير محددة لإنشاء الممر بين وزارتي الدفاع التركية والروسية.

أما البند الثالث، الذي يتمحور كذلك حول الطريق “M4″، فيشير إلى بدء تسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا على الطريق الدولي من بلدة الترنبة غربي سراقب، وصولاً إلى بلدة عين الحور آخر نقطة في إدلب من الغرب على تخوم ريف اللاذقية، مع حلول يوم 15 مارس الجاري.

أردوغان يهدد برد قوي

وعلى الرغم من الهدوء الذي عم الجبهات، فإن قوات النظام السوري خرقت وقف إطلاق النار، يومي الثلاثاء والأربعاء، بقصف مدفعي لمناطق في قرية السرمانية بريف حماة الشمالي الغربي، ومناطق في قرية إشتبرق، جنوب غرب إدلب.

وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن قوات النظام قامت بتعزيز قواتها على محاور سراقب، شرق مدينة إدلب، وكذلك على محاور جبل الزاوية، جنوب الطريق الدولي حلب – اللاذقية، ويرى مراقبون أن هذا الإجراء يكشف وجود نية لدة النظام لاستئناف المعارك والعمل على انهيار وقف إطلاق النار.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد النظام السوري برد قوي على أي هجوم قد تشنه قواته، وقال: نراقب عن كثب تحشد النظام السوري وداعميه من المليشيات قرب خط وقف إطلاق النار، وسنوجّه لهم ضربات قاسية في حال مخالفتهم لوعودهم.

وأضاف في كلمة ألقاها أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمقر البرلمان التركي في العاصمة أنقرة، أمس الأربعاء: لن نكتفي بالرد المماثل على أصغر هجوم قد تتعرض له نقاط المراقبة التركية بسورية، بل سنرد بقوة أكبر.

وأشار أردوغان إلى أن موافقة بلاده على وقف إطلاق النار المؤقت ليست بسبب عجزها عن مواجهة النظام السوري والتنظيمات الإرهابية، بل لرغبتها في إيجاد حل لأزمة إدلب، يمكن قبوله من قِبل الأطراف كافة.

وأوضح أن العمليات التي نفذتها تركيا في إدلب بشكل فعلي طيلة شهر كامل، وعملية “درع الربيع” التي أطلقتها هناك، كلها تعكس عزم أنقرة على منع التهديدات القائمة على الحدود التركية.

من جهتها، تستعد فصائل المعارضة السورية لأي اختراق أو انهيار لوقف إطلاق النار، من خلال رفع جاهزيتها على الأرض.

وقالت الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الوطني السوري، في بيان: تم تحصين خطوطنا الدفاعية بشكل جيد، تحسباً لتجدد المواجهات وإقدام قوات النظام والمليشيات الداعمة له على شن هجوم مباغت.

وأضاف البيان أن قوات النظام لا تزال تحشد المزيد من الأرتال ولا سيما على جبهة مدينة سراقب، ويقومون بشكل يومي بخرق الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا لوقف إطلاق النار، وهذا ما اعتدنا عليه في كافة الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار، ولن يكفي التصدي في حال قرر النظام استئناف العمليات، بل سيكون هدفنا تحرير كافة المناطق التي سيطر عليها أخيراً.

تواصل التفاوض في أنقرة

الوفد الروسي العسكري الذي وصل إلى أنقرة الثلاثاء الماضي يواصل محادثاته لليوم الثالث على التوالي، مع الوفد العسكري التركي في أنقرة، وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان، أمس الأربعاء: إن الوفدين التركي والروسي التقيا في أنقرة لليوم الثاني في مقر وزارة الدفاع.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: إن المحادثات التي بدأها الوفدان التركي والروسي بشأن الوضع في إدلب إيجابية وبناءة.

وأشار إلى أن اللقاءات المتبادلة مع الوفد العسكري الروسي تتواصل، ونخطط من أجل البدء بتسيير الدوريات المشتركة مع الروس على الطريق الدولي “M4” بسورية في 15 مارس.

ولم ترشح معلومات عن نتائج اجتماعات الوفدين حتى الآن، لكن تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الثلاثاء، أعادت إلى الواجهة الحديث عن مصير أهم ثلاث مدن على الطريق الدولي “M4” الذي يصل مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، بالساحل الغربي للبلاد، إذ حملت إشارات إلى أن هذه المدن أو على الأقل مدينتين منها، وهي أريحا وجسر الشغور، في طريقهما للخضوع لسيطرة النظام.

وقال جاووش أوغلو: إن جنوب الطريق الدولي (اللاذقية – حلب M4) سيخضع للرقابة الروسية، وشماله سيكون تحت رقابة الأتراك.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن قوات النظام أزالت السواتر الترابية عند مفرق قرية كفرية، شمال شرق اللاذقية، تجهيزاً لتسيير الدوريات الروسية التركية وفتح الطريق الدولي باتجاه حلب، فيما تجري عمليات إزالة السواتر منها باتجاه عين الحور في ريف اللاذقية قرب الحدود الإدارية مع محافظة إدلب.

وأضاف المرصد، في بيان، أن قوات النظام قامت بإزالة السواتر الترابية والحواجز الإسمنتية عن الطريق الدولي حلب – دمشق، ابتداءً من مدينة سراقب وحتى مدينة حلب.

يشار إلى أن مواقع عناصر المعارضة السورية لم تتغير إلى حد الآن، كما أن الجيش التركي لم ينسحب من أي نقطة أقامها جنوب الطريق الدولي حلب اللاذقية.

وتسعى أنقرة إلى تحويل اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب من مؤقت إلى دائم، لتجنيب الشمال الغربي من سورية عمليات عسكرية، بينما يحاول الروس الحصول على مدينتي أريحا وجسر الشغور بعد السيطرة على معرة النعمان وسراقب، على نحو لا تبقى تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية من المدن الكبرى في الشمال الغربي من سورية سوى مدينة إدلب مركز المحافظة.

Exit mobile version