دراسة استطلاعية لمجلة «المجتمع» الكويتية

2020-03-11_12h02_41.jpg السياسات التحريرية (المبادئ الفكرية):

ينطلق كل عمل صحفي من مبادئ، قد تكون معلنة، على صفحات الجريدة نفسها، وقد تلاحظ أو تستنبط من طريقة عملها، والذي يمكن أن نلاحظه هنا في مجلة «المجتمع» التي صدر العدد الأول منها في 17 مارس 1970م، أنها صدَّرت في هذا العدد جملة من المبادئ نحسب أنها تمثل المبادئ الفكرية الكبرى التي تنطلق منها، كما أنها تحمل في ذات الوقت المسوغات المشروعة للتأسيس، وقد ذكرت المجلة في ذلك خمسة خطوط عريضة تمثل تلك المبادئ الفكرية الكبرى التي تحدد لها إطار العمل، وهذه الخطوط هي(1):

أولاً: التوجه الثقافي والإطار الفكري، فتذكر: «هذه الصحيفة تصدرها هيئة إسلامية، وهي صحيفة تستمد فكرها الأصيل من الإسلام وعلى ضوئه وبمقاييسه».

ثانياً: مبدئية «الإصلاح»: تشي المجلة أن وظيفتها «إصلاحية» اجتماعية في المقام الأول، وتذكر في ذلك: «إن هذه الصحيفة سوف تكتب في كل القضايا التي تهم أمتنا، وتعالج مشكلات المجتمع بكل جرأة وأمانة».

ثالثاً: مبدئية «الشمول»: تنظر المجلة إلى الإسلام نظرة شاملة، وترى أن ذلك يمثل الاتجاه الفكري الذي تتبناه المجلة، وتشير إلى ذلك بقولها: «إن الإسلام دين شامل يعالج مشكلات الحياة فيصلحها، وأننا نرفض بشدة تجزئة النظرة إلى الإسلام، فالمسلم إنسان يعيش في مجتمعه ولن يتخلى عن قضاياه».

رابعاً: مبدئية «العالمية»: تحدد الصحيفة نطاق عملها الجغرافي بأنه يشمل كل المسلمين في كل العالم، وأنها بذلك صحيفة تنطلق من عمقها الإسلامي وتؤمن بمبدأ الأمة الواحدة، وتقول في ذلك: «.. هذه الصحيفة سوف تقف على أرض الإسلام في كل مكان، وتدافع بكل قوة عن المسلمين في كل قضاياهم، فهي عالمية لأن الإسلام دين عالمي».

خامساً: مقصدية «الأمة»: حددت الصحيفة مقصدها الفكري والاجتماعي لها، وهو ميدان الأمة بمفهومها الإستراتيجي (الفكري والعقدي والسياسي والجغرافي)، وتذكر في ذلك قولها: «.. هذه الصحيفة سوف تدق أجراس الخطر في كل مكان حتى يجتمع المسلمون في صعيد واحد، ويجابهوا أعداءهم في صراحة ووضوح حتى يتحقق لهم النصر».

أولويات «المجتمع»

يمكننا أن نلاحظ أولويات الاهتمام لدى مجلة «المجتمع» من خلال الوقوف على قالبين تحريريين؛ الأول: موضوعات الغلاف، والثاني: الافتتاحية، ومن خلال الدراسة الاستطلاعية للأعداد التي قمنا بتحليلها، خلصنا إلى النتائج التالية المتضمنة في الجدول التالي: 

من موضوعات فئة «القضايا التربوية» التي اهتمت بها المجلة على صدر غلافها: «الشائعات وأثرها على المجتمعات»(2)، «عام دراسي جديد»(3)، «القيم والمجتمع.. حماية متبادلة»(4)، «الصحة النفسية.. بين الاستقرار والأزمات»(5)، «ماذا أحدث فينا رمضان»(6)، «الشباب العربي.. الواقع والتحديات»(7)، «تربية النشء.. في ظل الواقع الجديد وتطوراته»(8)، «رمضان إعداد وتربية»(9)، «الواقع الصحي بالعالم الإسلامي»(10)، «الدراما بالعالم الإسلامي.. ثنائية القيم والهوية»(11).

أما موضوعات فئة «القضايا الإستراتيجية»، فتناولت العناوين التالية: «صعود اليمين المتطرف وأثره على المسلمين»(12)، «المبعدون الفلسطينيون»(13)، «صفقة القرن: الوطن البديل»(14)، «رهان الأمريكان اليهود على العرب»(15)، «الأمن القومي العربي: الواقع والطموح»(16).

كما اهتمت المجلة بالقضايا الداخلية الخليجية كما جاء في عنوان «الأمن والاقتصاد على قمة الأولويات الخليجية»(17)، وعن القضايا الاقتصادية جاء عنوان «واقع الاقتصاد العربي.. مشكلات وحلول»(18)، وفيما يتعلق بفئة القضايا الفكرية تناولت المجلة موضوع «التراث الإسلامي.. كنز لا ينضب»(19)، وعن فئة القضايا الاجتماعية تناولت المجلة موضوع «واقع المرأة المسلمة»(20)، ومن القضايا الدولية التي تناولتها المجلة قضية «الهجرة»، وهي من القضايا التي أقلقت المجتمعات المهاجَر إليها في العقود الأخيرة، وجاءت تحت عنوان «الهجرة.. رحلة البحث عن حياة أفضل»(21).

من خلال نتائج الدراسة الاستطلاعية (ذات العينة المحدودة) للافتتاحية، جاء الاهتمام في الرتبة الأولى لقضايا الأمة الإستراتيجية، ومن العناوين التي جاءت فيها: «كشمير.. وابتلاعها من الهند»(22)، «ذكرى إحراق المسجد الأقصى»(23)، «هرولة التطبيع والجري وراء السراب»(24)، «ذكرى يوم الأرض ومسيرة العودة»(25)، «الكويت بمجلس الأمن قدوة للعالم الإسلامي»(26)، «الشعوب العربية والإسلامية ستفشل صفقة القرن»(27)، «الأمن والاقتصاد في قمة الأولويات الخليجية»(28)، «الأمريكان يلعبون بورقة الحرب في الخليج»(29)، «هل يتدخل العالم لإنقاذ الأقصى من خطر الحفريات الصهيونية؟»(30)، وعن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» جاء موضوع «حادث نيوزيلندا الإرهابي.. ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا»(31)، كما اهتمت الافتتاحيات بالقمم الإسلامية وجاءت تحت عناوين: «توصيات القمة وواقع الأمة»(32)، «هل تحقق القمة الإسلامية المصغرة ما دعت إليه؟»(33)، كما طرحت الافتتاحية أيضاً أفكاراً حول وحدة الأمة من خلال أركان العبادات مثل «رمضان وتوحيد صفوف الأمة»(34).

أما فئة قضايا «الإصلاح والتجديد» فتناولت الافتتاحية الموضوعات التالية: «التغيير المنشود يكون بالعودة إلى الإسلام الصحيح»(35)، «الالتزام بالإسلام مطلب الشعوب»(36)، وعن القضايا الداخلية، تناولت الافتتاحية موضوعات، منها: «مجلس الأمة وأولويات المرحلة»(37)، «مواجهة الفقر وإغناء الإنسان.. إستراتيجية كويتية»(38)، «ذكرى الاستقلال والتحرير.. والحاجة إلى المصالحة الوطنية»(39).

ومن القضايا الدولية التي جاءت ضمن الافتتاحية قضية الإرهاب، وجاءت تحت عنوان «لنحاصر الإرهاب قبل أن يتوسع»(40)، ومن القضايا التربوية تناولت الافتتاحية موضوع «البحث عن السعادة»(41).

شعار المجلة:

من المواضع التي يمكن من خلالها الوقوف على أولويات المجلة، ما يتعلق بشعارها، وقد كتبت المجلة في صدر عددها الأول أنها «إسلامية».

ثم عُدل هذا الشعار إلى «مجلة المسلمين في أنحاء العالم»، والفرق يتضح وكأن الشعار الأول يبدأ من داخل الإسلام ثم ينطلق إلى المسلمين، أما الثاني فهو يبدأ من عالم الأمة إلى عالم الفكرة الإسلامية، وهي جدلية لا تخلو من فقه الواقع ودراسته التي يجب أن تتصدر العمل الإعلامي الإسلامي في الوقت المعاصر.

كذلك أيضاً، فإن المجلة جعلت في فتراتها الزمنية الحديثة آية قرآنية ثابتة تشغل مساحة في الغلاف الداخلي لها، وهي لا تخلو من معنى تربوي وعقدي في آن واحد ترتبط ببناء شخصية المسلم المتوجه دائماً من الغيب إلى الشهود، ومن الشهود إلى الغيب، وهي حالة تشير إلى الاتصال الدائم بالله تعالى والمراقبة المستمرة، والعمل الدؤوب في الحياة الدنيا من أجل الآخرة.

نختتم بما بدأنا به وهو أن الصحافة الإسلامية في ظل المتغيرات المعاصرة الداخلية والخارجية التي تحيط بالأمة، تحتاج إلى متابعة علمية ومنهجية، من أجل تطوير أدواتها ووسائل التناول وأشكاله، وكذلك من حيث المضمون والقضايا بما يتلاءم مع الاستجابة لهذه المتغيرات من ناحية، والتأكيد على الوظيفة الحضارية للأمة –من ناحية أخرى- التي يجب أن تكون في بؤرة الاهتمام الفكري لكل العاملين في المجال الإعلامي.

 

_________________________________________________

(1) انظر: العدد الأول، مجلة «المجتمع».

(2) انظر: عدد (2137).

(3) انظر: عدد (2135).

(4) انظر: عدد (2131).

(5) انظر: عدد (2130).

(6) انظر: عدد (2120).

(7) انظر: عدد (2118).

(8) انظر: عدد (2117).

(9) انظر: عدد (2119).

(10) انظر: عدد (2126).

(11) انظر: عدد (2127).

(12) انظر: عدد (2139).

(13) انظر: عدد (1031).

(14) انظر: عدد (2133).

(15) انظر: عدد (798).

(16) انظر: عدد (2089).

(17) انظر: عدد (790).

(18) انظر: عدد (2121).

(19) انظر: عدد (2129).

(20) انظر: عدد (2123).

(21) انظر: عدد (2134).

(22) انظر: عدد (2135).

(23) انظر: عدد (2123).

(24) انظر: عدد (2129).

(25) انظر: عدد (2118).

(26) انظر: عدد (2120)

(27) انظر: عدد (2121)

(28) انظر: عدد (790).

(29) انظر: عدد (798).

(30) انظر: عدد (2127).

(31) انظر: عدد (2130).

(32) انظر: عدد (1031).

(33) انظر: عدد (2139).

(34) انظر: عدد (2119).

(35) انظر: عدد (1528).

(36) انظر: عدد (790).

(37) انظر: عدد (2137).

(38) انظر: عدد (2126).

(39) انظر: عدد (2117).

(40) انظر: عدد (2131).

(41) انظر: عدد (2133).

Exit mobile version