الغنوشي للأمريكيين: الإسلام والديمقراطية حصانة ضد الاستبداد والإرهاب

أكد رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، مساء أول أمس الثلاثاء، بقصر باردو، لمساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية، كلارك كوبر أن الإسلام حصانة ضد الاستبداد وضد الإرهاب، وأنه أرسى قواعد السلم والتفاهم الدوليين على أساس العدالة والمساواة، وأن معايير التفاضل في نظامه لا تخضع لنوعية الدم أو العرق، وإنما السلوك الحضاري والروحي.

وجاء في بيان، اطلعت عليه “المجتمع”، أنه تمّ خلال اللقاء استعراض الروابط التاريخية بين تونس والولايات المتحدة الأمريكيّة التي وصفت بالقويّة والمتينة.

وعبّر الطرفان عن العزم المشترك لبحث وتفعيل ما يتطلبه الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى أرقى في مختلف الميادين التشريعيّة والقانونيّة والتبادل الاقتصادي والثقافي والسياحي.

الحل السلمي في ليبيا

كما تميّز اللقاء بتطابق الرؤى ووجهات النظر بين الدولتين حيال القضية الليبية بما يعزّز السلام والاستقرار والتنمية بها، وتمّ التأكيد على أهميّة الحل السياسي السلمي في ليبيا وضرورة مواصلة الجهود في مكافحة الإرهاب والتطرّف وتجذير قيم الحريّة الديمقراطيّة.

الإسلام والديمقراطية

وقال الغنوشي متحدثاً عن الانتقال الديمقراطي في تونس: ميزة التجربة التونسيّة تتمثل في تكريس قيم التوافق والعيش المشترك وتحقيق التناغم بين الثقافة الإسلاميّة وقيم الديمقراطية.

وأضاف أنّ هذه التجربة الفريدة في المنطقة تحتاج إلى المساندة والدعم المتواصل باعتبار أنّ الديمقراطية والإسلام حصانة ضدّ الإرهاب والاستبداد.

وأكّد أنّه برغم تغيّر الأوضاع في تونس، فإنّ العلاقات مع أمريكا بقيت متميّزة، ونحن نتطلع إلى علاقات أكثر تشابكاً في جميع الميادين.

تعزيز العلاقات

وأشار الغنوشي إلى وجود عديد الفرص والمجالات المتوافرة لتعزيز الاستثمارات الخارجية ومنها الاستثمارات الأمريكية في تونس.

وأعرب الغنوشي عن استعداد المجلس الذي يترأسه للمساعدة على تسريع ما يتطلبه ذلك التوجّه من تشريعات أو مراجعة للاتفاقيات بما يعزّز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين.

لماذا مجلس نواب الشعب؟

من جهته، أعرب مساعد وزير الخارجيّة الأمريكي عن سعادته بوجوده في مجلس نواب الشعب “لأنّ ذلك دليل على أنّ تونس تتقدّم في مسارها الديمقراطي”.

وتابع: نحن ندعم تونس في تجربتها الديمقراطيّة، وأنا خصصتُ مجلس نواب الشعب بهذه الزيارة لأنّ في أعرافنا هذه الزيارات تجري فقط مع الوزراء.

وأكّد مساعد وزير الخارجية الأمريكي وجود ثقة كبيرة في المستقبل الأفضل للعلاقات الثنائيّة في ظل توجّه إستراتيجي للإدارة الأمريكيّة لمساعدة تونس في انتقالها الديمقراطي وحماية حدودها وتحقيق استقرارها السياسي والأمني.

كما تحدث عن استعداد بلاده لدراسة مختلف الفرص الاستثماريّة المتوفرة في تونس، وخاصة في النقل البحري والبنية الأساسيّة بما يمثّله الموقع الإستراتيجي لتونس من فرص للتوجّه لسائر دول المنطقة وفي اتجاه أفريقيا.

وأشار إلى برامج وخطط لدعم استقدام الوفود السياحيّة الأمريكية إلى تونس، وتعزيز التعاون في مجال التعليم العالي بما في ذلك دعم الوفود الطلابيّة وبعث الجامعات ذات القيمة العلميّة المضافة.

الزيارة والحراك البرلماني

وجاءت زيارة المسؤول الأمريكي الكبير إلى تونس في أعقاب اجتماع البرلمانيين العرب في الأردن، يوم 8 فبراير الماضي، والدور الذي أداه الغنوشي في هذا الخصوص، كما جاءت الزيارة متزامنة مع زيارة يؤديها رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة إلى تونس (نفس اليوم) ولقائه برئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي وعقدهما ندوة صحفية مشتركة أكد خلالها الطرفان ضرورة وأهميّة تنسيق المواقف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينيّة.

واعتبر الغنوشي أن الأردن وتونس يتشابهان على أكثر من مستوى، وأن التجربة الأردنية في التنمية تجربة ثرية ومهمة.

وأشار إلى أن لدولة الأردن أهمية كبيرة نظراً لكونها “الخط الأول في الدفاع عن فلسطين”.

وشدّد على أن الحضور في البرلمانات الدولية يتطلّب توحيد المواقف إزاء القضية الفلسطينية المركزية، وأضاف أن تنسيق المواقف بين البرلمانات العربيّة وتوحيدها وعلى رأسها البرلمانين التونسي والأردني يمكّن من ممارسة الدبلوماسية البرلمانية بنجاح.

تنسيق المواقف

من جهته، قال رئيس البرلمان الأردني عاطف الطراونة: نحن بأمسّ الحاجة لتوحيد الجهد العربي، كما أن اتحاد البرلمان العربي يكاد يكون المعقل الأخير الذي يجمع الشعوب العربية.

ودعا إلى توحيد كلمة الأشقاء في المحافل الدولية حتى نستطيع نحن أصحاب القضية والهم الوطني الدفاع عن القضيّة الفلسطينية.

وبيّن في ردّه عن سؤال بخصوص عدم إدانة الأردن لما سمّي بـ”صفقة القرن”، أن البرلمان الأردني عبّر عن إدانته لهذه الصفقة، وكان قد دعا إلى اجتماع طارئ لاتحاد البرلمان العربي بالعاصمة الأردنية عمان يوم 8 فبراير الماضي لمناقشة هذا الموضوع وتنسيق المواقف العربيّة.

وتابع قائلاً: إن الأردن دولة مستهدفة من “صفقة القرن”؛ وبالتالي وجب أن يكون موقف العرب كاملاً ومدعّماً بتوصية المملكة الهاشمية بعدم احتلال أراض فلسطينية أخرى محاذية للضفة الغربية التي هي أراض زراعية خصبة وتشكّل 30% من مساحة فلسطين المحتلة.

وحضر اللقاء الذي تم بين الغنوشي والمسؤول الأمريكي كل من سفير الولايات المتحدة الأمريكيّة بتونس دونالد بلوم، ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان التونسي غازي القروي، وضياء الدين بن عمر مقرّر اللجنة.

Exit mobile version