سياسيون يؤكدون تمسك الشعب المصري برفض التطبيع.. ودعم فلسطين

سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة

دراسة تؤكد: 83 % من المصريين يرفضون التطبيع

 

أكد عدد من السياسيين على تمسك الشعب المصري برفض التطبيع في الذكرى الأربعين لرفع علم الكيان الصهيوني بالقاهرة رغم كل الأجواء التي تعيشها مصر الآن سواء بمحاولات التطبيع الرسمي من ناحية أو من خلال قمع أي محاولة للتضامن مع القضية الفلسطينية ورفض التطبيع من ناحية أخرى.

وطالبوا في تصريحات لـ ” المجتمع “علي ضرورة دعم القضية الفلسطينية للحفاظ علي هوية فلسطين في مواجهة صفقة القرن وتهويد القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني والانتباه لأى محاولة من شأنها تمرير التطبيع سواء في إطار سياسي أو اقتصادي أو أي نشاط آخر رفضاً لهذا الكيان المحتل والغاصب للأراضي العربية.

صراخ وعويل رفضاً لرفع العلم

وتحل هذا الشهر  الذكرى الـ 40 لافتتاح سفارة الكيان الصهيوني ورفع علمه على مبناها بقلب القاهرة وتحديداً في 18فبراير عام1980م، وشهد رفع العلم “الإسرائيلى” على مبنى فى حى الدقى، صراخ وعويل سيدات فى المبنى المجاور حزناً وتنديداً ؛ وشاركت النقابات وأحزاب المعارضة المصرية فى إصدار بيان ترفض فيه هذه الخطوة، ودعت نقابة المحامين المصرية وحزب العمل بزعامة المهندس إبراهيم شكرى إلى رفع مليون علم فلسطينى فى مصر، ورفعت النقابة العلم الفلسطينى إلى جانب العلم المصرى فوق مبناها، وتم حرق العلم “الإسرائيلى” وسط حصار أمنى كبير لمبنى النقابة.

 وجاءت خطوة رفع العلم بعد توقيع الرئيس الراحل أنور السادات لمعاهدة كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978م، للسلام بين مصر والكيان.

وكانت أبرز بنود المعاهدة التي وقعها السادات مع الاحتلال هي؛ الاعتراف المتبادل، ووقف حالة الحرب التي كانت قائمة منذ حرب فلسطين عام 1948م، وتطبيع العلاقات، وسحب الاحتلال الكامل لقواته المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء التي احتلها خلال حرب يونيو 1967م.

وظل العلم “الإسرائيلي” يرفرف فوق مبنى سفارة الاحتلال حتى قيام ثورة 25 يناير عام 2011م، واقتحام مقر السفارة في التاسع من سبتمبر من العام ذاته، أثناء تظاهرات جمعة “تصحيح المسار”.

وبعد اشتباكات حادة مع قوات الأمن، قتل على إثرها 3 أشخاص وأصيب مئات آخرون، اقتحم عشرات الشباب مقر السفارة وأنزلوا العلم الصهيوني، ورفع الشاب «أحمد الشحات»، العلم المصري بدلًا منه.

وتصدرت صورة الشحات الصفحات الأولى من الصحف العبرية في اقتحامه لسفارة الاحتلال وإزاحته العلم الصهيوني وسط تكبيرات واحتفالات المواطنين الذين هتفوا ببطلان اتفاقية السلام مع الاحتلال “الإسرائيلي” وطرد سفيره من القاهرة.

ولم يرفع العلم “الإسرائيلي” مجدداً إلا عام 2015م، حيث تحدت السلطات الغضب الشعبي وأعادت فتح سفارة الاحتلال يوم التاسع من سبتمبر من هذا العام.

تمسك برفض التطبيع

وفي سياق تعليقه علي ما سبق قال الكاتب الصحفي قطب العربي تحل ذكرى رفع علم الكيان الصهيوني بالقاهرة والشعب المصري رافضاً  للتطبيع ودليل ذلك أن “الاسرائيليين” لا يتحركون في شوارع القاهرة والمدن المصرية بطريقة عادية، وإن حدث هذا فإنهم  يتحركوا من خلال هويات  مختلفة غير “الإسرائيلية”، تحسباً من رد الشعب المصري عليهم من إعلان هويتهم الحقيقية وخوفاً من الاعتداء عليهم .

 وأضاف العربي في حديثه لـ ” المجتمع”: حتي الآن النقابات ملتزمة بمنع التطبيع فهناك نقابات مثل الصحفيين والمحامين وكذلك النقابات العمالية وغيرها اتخذت قرارات برفض التطبيع، ولا توجد وفود تذهب إلى “إسرائيل”، وترفض استقبال وفود أيضاً، وحتي رحلات حج المسيحيين كانت ممنوعة من جانب البابا الراحل شنودة وإن كان تم السماح لها مؤخراً من خلال البابا الحالي تاوضروس ولكن تظل في إطارها الديني.

وأكد أن الشعب  يرفض التطبيع ولكنه غير قادر على التعبير عن ذلك وربما كنا نتوقع رد فعل ضد صفقة القرن ولكن الناس تخشي القمع وكذلك النخب والنقابات التي لا تزال تحتفظ بموقفها ضد التطبيع ولكن تخشي أي عقوبات حال قيامها بتنظيم فاعليات أو أي تحركات ضد التطبيع.

83 % من المصريين يرفضون التطبيع

أما مدير مركز” تكامل مصر ” للدراسات مصطفى خضري فقال: إن المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام ” تكامل مصر”  قام بإجراء دراسة حول مدى قبول المجتمع المصري للتطبيع مع “اسرائيل” وقد أظهرت الدراسة   أنّ ٨٣٪ من المصريين يرفضون التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل ١٧٪ فقط يقبلون هذا التطبيع.

 وقد توزع هؤلاء تبعاً للانتماء السياسي التالي 79% من الكتلة المسيحية تؤيد التطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل 57% من التيارات اليسارية، و43% من التيارات الليبرالية و42% من مؤيدي نظام السيسي، في حين يرفض 99% من التيار الإسلامي ومؤيدوه و88% من غير المنتمين لأي تيار سياسي التطبيع مع الكيان الصهيوني.

 وأضاف خضري لـ ” المجتمع ” أنه على مدى الأربعين عاماً السابقة؛ لم يدخر الكيان الصهيوني جهداً في محاولة اختراق المجتمع المصري لفرض التطبيع، وإن كان قد نجح بعض الشيء على المستوى الاقتصادي والسياسي؛ إلا أنه لم ينجح في صناعة تطبيع مجتمعي حقيقي في مصر، فالمزاج الشعبي يغلب عليه الطابع الأصولي الوطني والذي يرى في الكيان الصهيوني عدواً أزليا.ً

وأكد أن النخب لم يعد لها دور حقيقي بعد أحداث ٣ يوليو، فالنخب المسموح لها بالحركة خاضعة للنظام الحليف الأكبر للكيان الصهيوني في المنطقة وان كان هناك البعض من النخب له دور ولكن في نطاق ضيق وعلى استحياء.

الحفاظ علي هوية فلسطين ضرورة

ومن جانبه طالب القيادي السابق بحزب العمل محسن هاشم بضرورة التصدي لأي محاولة للتطبيع مع هذا علي أي مستوي ورفض أي محاولات اختراق سواء سياسي أو اقتصادي عبر تصدير الغاز وخلافه لأن هذا من شأنه أن يفتح الباب أمام تطبيع شعبي وهذا ما يتمناه الكيان الصهيوني مطالباً باليقظة واستمرار الزخم الشعبي في هذا السياق، مذكراً بما جري في مواقف وطنية سابقة سواء يوم رفع العلم الصهيوني وما جرى يومها من رفع مليون علم لفلسطين وتنظيم فاعليات قادها حزب العمل ونقابة المحامين رفضاً لهذا الإجراء أو غيرها من الفاعليات الأخرى.

وطالب هاشم من خلال صفحته علي” الفيس بوك “برفع مليون علم لفلسطين في سماء القاهرة رفضا لصفقةالقرن والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والتأكيد علي هوية فلسطين العربية وإعلان التضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كفاحه ضد المحتل ودعمه لانتزاع حقوقه .

Exit mobile version