“كورونا” يجتاح العراق ويشل الحركة في 8 محافظات

وصل فيروس كورونا إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد خروجه من معقله في الصين، وأخذ بالانتشار بوتيرة أسرع في العراق بعد انتشاره في إيران البلد المجاور.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية تسجيل 4 إصابات بالفيروس؛ ما يرفع عدد حالات الإصابة في البلاد إلى 5، كما أعلن وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن الاتحادي الفريق الركن محمد نعمة الحسن، اليوم الأربعاء، أن نحو 8 آلاف عراقي وافد من إيران يخضعون للفحوص للتأكد من خلوهم من الفيروس.

إجراءات حكومية احترازية

ونقلت “وكالة الأنباء العراقية” عن الحسن قوله: إن بلاده تسعى لإنشاء مراكز للحجر الصحي على الحدود بإقامة مخيمات مجهزة بجميع المستلزمات.

واتخذت السلطات العراقية قراراً بتعطيل الدوام الرسمي في المدارس والجامعات في محافظة النجف لمدة عشرة أيام، كما حظرت السفر إليها، ومنعت التجمعات في كافة أرجائها، التي يُيمم إليها عشرات آلاف العراقيين الشيعة شهرياً وجوههم، لزيارة مرقد الخليفة الرابعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

يأتي هذا بعد أن أعلنت وزارة الصحة العراقية إصابة أربعة أشخاص من عائلة واحدة عائدة من إيران بفيروس كورونا في محافظة كركوك الواقعة في شمال البلاد.

وفي إقليم كردستان شمالي العراق، أعلن وزير الصحة سامان برزنجي، أمس الثلاثاء، عن إخضاع ألفي شخص عادوا من إيران، لإجراءات الحجر الصحي، مؤكداً عدم تسجيل أي إصابة في الإقليم.

وقال برزنجي، في مؤتمر صحفي: كانت هناك 7 حالات مشتبه بها حتى الآن، وجرى التأكد من خلو 6 منها من الفيروس فيما لا تزال حالة واحدة تحت المراقبة والفحص.

وأضاف: تم نشر كافة المعلومات المتعلقة بالفيروس على السكان، مشيراً إلى إصدار مجلس رئاسة وزراء الإقليم قراراً بـ”تعطيل الدوام الرسمي في المدارس ورياض الأطفال الحكومية والخاصة والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة”.

من جهتها، قالت الخطوط الجوية العراقية، في بيان: إن رحلاتها الجوية المباشرة إلى إيران خصصتها لإجلاء العراقيين والبعثات الدبلوماسية فقط، على خلفية التوصيات الصادرة من وزارة الصحة العراقية والتي تضمنت تحذيرات من الإصابة بالفيروس.

وأضافت: كما ننوه بأن جميع رحلات العودة تخضع إلى إجراءات صحية صارمة ضمن اللوائح الطبية والسلامة الصحية المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية، بالتنسيق مع فرق وزارة الصحة وإدارة المطارات العاملة في البلاد، التي تشمل فحص جميع المسافرين عند وصول الطائرة واتخاذ الإجراءات الصحيحة للتعامل مع الحالات التي يشتبه إصابتها بعدوى فيروس كورونا الجديد.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، وجه السفارات العراقية في 7 دول بإيقاف منح تأشيرات الدخول إلى البلاد.

وأوضح الصحاف أن هذه الدول هي: الصين، وإيران، وتايلاند، وكوريا الجنوبيّة، واليابان، وإيطاليا، وسنغافورة.

وأشار إلى أنه تم استثناء العراقيين الوافدين من هذه الدول، وكذلك الدبلوماسيين العاملين في البعثات الدبلوماسية، والوفود الرسمية، بشرط أن يخضعوا لإجراءات وزارة الصحة.

كورونا يهدد المظاهرات

أخبار انتشار فيروس كورونا أثارت المخاوف في كافة أنحاء العراق، وهو ما اضطر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لتعليق التظاهرات التي دعا أنصاره إلى الخروج فيها للمطالبة بتسريع تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الصدر، في بيان: كنت دعوت لمظاهرات مليونية واعتصامات ضد المحاصصة، واليوم أنهاكم عنها من أجل صحتكم وحياتكم فهي أهم عندي من أي شيء.

موقف الصدر الذي بات تياره يقف على النقيض من الحراك الشبابي العراقي، بعد أن واجهت القوات التابعة له المعروفة بـ”القبعات الزرق” المتظاهرين الرافضين لترشيح محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء، لم يؤثر في الحراك الشعبي حيث تواصلت التظاهرات في مختلف أنحاء العراق.

ساحة التحرير في العاصمة بغداد شهدت تظاهرات حاشدة، أمس الثلاثاء، رفعت شعارات وهتافات ضد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة، وطالب المتظاهرون بتنفيذ وعود الإصلاح، ووقف المحاصصة الطائفية والحزبية في إدارة الدولة، ووقف القمع وعمليات الخطف والاعتقال التي تطال الناشطين.

كما شهدت ساحات مدن جنوب العراق تظاهرات مماثلة، وأهمها كانت في ساحة الحبوبي في “ذي قار”، وساحة التربية في “كربلاء”، وساحة البحرية في “البصرة”، وساحة الساعة في “الديوانية”، وساحة الصدرين في “النجف”، وذات الأمر شهدته ساحات المثنى بابل وميسان والعمارة.

ولم تكن الشعارات التي رددها المتظاهرون بعيدة عن الأخبار المتعلقة بالفيروس، حيث ردد المتظاهرون هتافات من قبيل: “فسادكم أخطر من كورونا”، و”طائفيتكم أخطر من الفيروسات”، و”نموت عشرة نموت مية آني قافل على القضية”، وأظهرت الصور عدداً كبيراً من المتظاهرين وهم يرتدون الكمامات الواقية تحسباً لانتشار الفيروس.

تطورات المشهد السياسي

وعلى وقع التحذيرات من مخاطر انتشار فيروس كورونا، والمظاهرات الشعبية الحاشدة المطالبة بإجراءات إصلاحية في بنية نظام الحكم، والرافضة لترشح محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء، الذي بقي أمامه أقل من 24 ساعة لتقديم حكومته للبرلمان غداً الخميس، يشير مراقبون إلى أن احتمالات تمرير الحكومة وحصولها على الثقة النيابية ضعيفة، بسبب تراجع نسبة التأييد لعلاوي من الكتل السياسية؛ حتى من الأطراف التي أبدت دعمها له في السابق، مثل تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، بعدما وضعت شروطاً على هذا الدعم.

وكان علاوي قال في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”: إن هناك مخططاً لإفشال تمرير الحكومة بسبب عدم القدرة على الاستمرار في السرقات، لأن الوزارات ستدار من قبل وزراء مستقلين ونزيهين، وهذا المخطط يتمثل بدفع مبالغ باهظة للنواب وجعل التصويت سرياً.

وأعرب علاوي في تغرديته عن أمله: أن تكون هذه المعلومة غير صحيحة.

يذكر أن الرئيس العراقي برهم صالح، كلف محمد توفيق علاوي، بداية الشهر الجاري، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة حكومة عادل عبدالمهدي، نهاية نوفمبر الماضي، على وقع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في البلاد، وتنتهي المهلة الدستورية المحددة لعلاوي لإكمال تشكيلته وعرضها على البرلمان، يوم الإثنين المقبل.

Exit mobile version