جبين الجزيرة

الكويت.. جبين الجزيرة العربية الأغر، وثغرها الباسم على الخليج العربي الذي يحتضنها بدفء عميق.

كانت وما زالت حاملاً ناشطًا لشعلة الثقافة والفكر.. ورائدًا أمينًا للمعرفة، وحضارة الكون والإنسان. 

ومنذ بزغ فجرها المبارك، وهي تقوم بواجبها الأكبر في بسط الثقافة العربية والإسلامية لغة وفكرًا ولسانًا، وإمدادها بخير الرفد المرفود، من المال والرجال.. في أداء رفيع لرسالة الكلمة، بكل رصيدها القيمي، ووعيها الحضاري، إثراء وإنماء للعقلية العربية والإسلامية المعاصرة، وتجسيرًا متينًا لما بين التراث والمستقبل، والداخل العربي والخارج الكوني، الذي يدور فيه إنسان اليوم، وينتمي إليه رغبًا ورهبًا، ويحتمي إليه بالدور والدائرة.

وما زالت الكويت (إمارة وأميرًا) تبذل المستطاع في إدارة سواقي الخير والبر، لإنسان العصر في كل مكان..

دامت (درة الخليج) جوهرة بالغة البهاء والتجلي.. ولسانًا صادقًا يدعو أمتنا إلى كلمة طيبة سواء..

وفي يوم الحرية والاستقلال، وفي يوم عيدها الوطني الأغر الموافق للخامس والعشرين من فبراير والذي انطلق يومه الأول عام 1961م، يشرفني الإسهام بهذه الكلمات.

 

( جبين الجزيرة )

ظــلال من الخلد أنّى أويتْ

 

وبيت العروبة في كل بيتْ

وجوهرة من كنوز الخيال

 

ولؤلؤة بنت ماءٍ وزيتْ

وبسملة في شفاة الخليج

 

وتسبيحة للرجا إن نويت

وترنيمة بين صبح وليلٍ

 

وأنشودة الزهو إمّا انتشيت

لها من “معاوية” شعرة

 

وسيف لها من “عليّ” كُمَيْت

وبحّارها للبعيد البعيد

 

يلوّح للنجــم أنّى أهتديت

فيا قلعة العربي الأصيل

 

وما بين عُجْمِ وعُرْبٍ ثويت

لخلدٍ تليد من المكرمات

 

علوت على رأسه وارتقيت

عقالاً لكل المروءات تمضي

 

رعى الله من فضله ما رعيت

وسفرًا من المجد والماجدين

 

إذا قلتُ علّي، وإنْ قلتُ لَيْت

وسعت بأحضانك العالمين

 

ومرعى الغنى.. والمنى …ما سقيت

ومهوى المريدين والعاشقين

 

وريّ الظمأ في اللظى ما ارتويت

ونبع استواء الثقافات إمّا

 

بَصُــرْتَ بأمواهه وانتشيت

لك الحل والعقد في النازلات

 

وبوركت في كل خطوٍ مشيت

سفير المعارف والعارفين

 

ودفتر أحوالها إن رَوَيْت

إلى خيمة المجد تأوي الجموع

 

وصهوة أمجادها ما اعتليت

وفي ساحهِ للسماء ابتسام

 

وفي سهمه الفوز أنى رميت

وكم جارَ جارٌ  .. فما هُنْتَ يومًا

 

ولا غبت في ركنها وانزويت

ولا رحت في خطوةٍ للوراء

 

ولا قلتُ: يكفي بها ما اكتويت

ولكن طلعت على الكاشحين

 

كغيث الندى بالهدى واستويت

لك الكف مبسوطة كالصباح

 

وما كنت في مِنّةٍ وادعيت

تميزُ بدينـارك المرمليـن

 

فتزهر أثمارها .. ما انتحيت

وأيّان رُحْتَ .. وأيّان جئت

 

تدور…. وتبدأ حيث انتهيت

لديوان عز الجدود التليد

 

ومرعى الولا والعلا إن رعيت

ودار لها ألف باب وباب

 

وفصل الخطاب بها ما قضيت

شموخًا على الدهر في الحادثات

 

يدمدم فيه الردى …ما انحنيت

رعتك العنايــة للباقيــات

 

تمُدّ الحياة إلى كل ميْت

إمارة مُلْكٍ ودارةَ فُلْك

 

وغنية أمتتنا …ما ارتضيت

جبين الجزيرة والشاطئين

 

وحضن الأمان اذا ما اتقيت

وشال المحبين والقاصدين

 

وشامتنا في الورى يا “كويت

ودمت إلى أبد الآبدين

 

إلى سدرة المنتهى ما بنيت

ويا قامة الخير والخيّرين

 

تباركت في كل خيرٍ جنيت

بآل الصباح ونور الصباح

 

ورثتَ العُرا والذرا ما وهيت

لك الحب والقلب .. والصالحات

 

فداءً… كما للحياة افتديت

أمارَتُها عند عز السجود

 

وعزة جَبْهَتِها إن مضيت

علوت بنودًا ودمت خلوداً

 

يتمم رب الورى ما بديــت

 

 

 

Exit mobile version