تحرير الكويت.. مدرسة وطنية ودبلوماسية وخيرية

عندما تعود بي الذاكرة إلى 26 فبراير 1991م أتذكر هذا اليوم بتفاصيله ففي ذلك اليوم دخلنا مع القوات البحرية الكويتية قادمين من جزيرة قاروة والتي حررت قبلها يوم 25 يناير 1991م والذي لفت نظري وأنا وإخواني العائدين كم الدمار الذي تركه المحتل العراقي والذي لم يترك شيئاً إلا ودمره، والذي تعدى الإنسان ودمر البيئة بحرقه للآبار، وكأن صدام حسين وقادة جيشه الغزاة نقلوا الحقد الأسود في قلوبهم والمتأصل منذ انشاء إذاعة الزهور في ثلاثنيات القرن الماضي إلى الأرض ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بعظمته أن يرد حقدهم الأسود وتم حرقهم في معركة المطلاع ومن بعدهم أذل الله حاكمهم – ليس مهما بيد من – وشهد مقتل أبنائه وخروجه من حفرة تحت الأرض.

وكذلك شدني تلك اللحمة الوطنية التي انصهرت فيها كل الفوراق ما بين الكويتين وكل مقيم شريف على أرض الكويت الحرة.

إن ذكرى تحرير الكويت تعطينا الكثير من الدروس والعبر منها أن الله تعالى أنعم علينا بأسرة حكم لا تعاملنا كحكام وشعب ولكن تعاملنا كأبناء  وشركاء يصيبهم ما يصيبنا ويسعدهم ما يسعدنا ونحن نستذكر مؤتمر جدة الشعبي والتزام الأسرة الحاكمة بالدستور هذا العقد وضعه الآباء وصادق عليه أبو الدستور الشيخ عبدالله السالم الصباح يرحمه الله.

وتطبع ذكرى تحرير الكويت حب سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده وأسرة الحكم في قلوبنا فشاهدنا صور الأمير الراحل الشيخ جابر وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد يرحمهما الله في الشوراع مع إن الإعدام من قبل الغزاة كان ينتظر كل من تكون لديه صورة الشرعية.

وعلمنا يوم التحرير أن العمل الخيري الكويتي هو الحافظ للبلد بعد الله سبحانه وتعالى، وهمة أبنائه وأصّل يوم التحرير العمق الخليجي للكويت وما الهبة الخليجية الرسمية بقيادة ملك المملكة العربية السعودية الراحل فهد بن عبدالعريز يرحمه الله، وإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ذلك الوقت يرحمهم الله جميعاً إلا دين في عنق كل كويتي إلى قيام الساعة فما أعظمها من كلمه عندما قال الملك فهد ( يا تعود الكويت أو تروح السعودية والكويت )

وشعوب الخليج الكرام أقول لهم جزاكم ربي الخير (والله لا يبين غلاكم ) إن العمل المؤسسي للخارجية الكويتية بقيادة وزير الخارجية في ذلك الوقت سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله الذي استطاع أن يحشد العالم لهي مدرسة ومنهج تعامل دولي يجب أن يدرس في معهد سعود الناصر الدبلوماسي.

إن الاعتماد على العنصر الكويتي الذي كان عصب المقاومة وطلائع المتطوعين الكويتيين هم أساس بناء الكويت فيجب على الدوله الاهتمام بهم والاهتمام بكل شاب كويتي وشابه كويتية فهم القناديل التي تضيء مستقبل هذا البلد.

ودمتم

Exit mobile version