غضب نيجيري شعبي من ترمب بعد تعليق إصدار التأشيرات

ترددت أصداء الإدانة والغضب في معظم أنحاء نيجيريا بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إعلانًا بتعليق إصدار تأشيرة الهجرة للنيجيريين ومواطني عدة بلدان أخرى.

وفي بيان صدر في 31 يناير الماضي، قال البيت الأبيض: إن الرئيس الأمريكي أصدر إعلاناً “يقضي بإبقاء قيود الدخول على بعض مواطني إيران، وليبيا، وكوريا الشمالية، وسورية، وفنزويلا، واليمن، والصومال.”

كما أوقف الإعلان إصدار تأشيرات الهجرة، لمواطني ميانمار، وإريتريا، وقرغيزستان، ونيجيريا.

وقال كولينز، وهو خريج جامعي في العاصمة النيجرية أبوجا: إن ما قام به ترمب “أمر غير عادل، وغير مبرر”.

وأشار أغادا (30 عاماً) إلى أن خطته للانضمام إلى شقيقه في الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام دُمرَت بسبب أمر الحظر الجديد.

وأضاف: أنا غاضب، محبط! وقد تبدد أملي، كنت أستعد لتأشيرتي، ماذا يجب أن أفعل الآن؟

ولفت أغادا إلى أنه باع كافة أجهزته الإلكترونية، من أجهزة كمبيوتر، وكمبيوتر محمول، لجمع الأموال لعملية التأشيرة الأمريكية.

من جهتها، أوضحت الحكومة الأمريكية أنها مدت حظر تأشيرات الهجرة إلى نيجيريا، وذلك لفشل الأخيرة في “تقديم المعلومات الضرورية للامتثال لمتطلبات الأمن القومي الأساسية، بما في ذلك مشاركة المعلومات الإرهابية أو الجنائية أو غيرها من المعلومات المتعلقة بالهوية”.

وبينما ألقى بعض الشباب اللوم على الحكومة النيجيرية بسبب الثغرات الأمنية في البلاد، انتقد آخرون توجهات ترمب وقراراته بخصوص الدول الأفريقية.

وقال صالحو محمد (27 عاماً): إنه أمر معادٍ للمسلمين.

بينما قال مامان موسى (28 عاماً): يجب إلقاء اللوم على حكومتنا.

النسبة الأكبر من المهاجرين الأفارقة

ويمثل النيجيريون النسبة الأكبر من المهاجرين الأفارقة في الولايات المتحدة، إذ يبلغ عددهم حوالي 400 ألف، وفقًا لمسح المجتمع الأمريكي لعام 2016.

ويُشاهد مئات الشباب النيجيريين بانتظام في أقسام التأشيرات الأمريكية في لاغوس، المركز التجاري لنيجيريا، أو العاصمة أبوجا، سعياً للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.

وعزا سامسون نواغوو، من حملة “قل لا” (حملة لمكافحة الفساد) الرغبة المتزايدة للشباب النيجيري في الهجرة إلى الولايات المتحدة إلى محدودية الفرص، وضعف الاقتصاد، والبطالة، وسوء الحكم الذي يغذيه الفساد.

وقال نواغوو: المزيد من الناس يئسوا الآن من السعي للحصول على إقامة في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بسبب البطالة، والفشل النظامي، والصراعات المستمرة، وسوء الحكم بسبب الفساد في النظام.

من جانبه، أوضح أولابوسون أوونييي، وهو رجل أعمال شاب مقيم في لاغوس، أن الحظر “سيقطع الروابط الأسرية”.

واستشهد أوونييي بحالات بعض النيجيريين الذين يسعون للانضمام إلى أفراد آخرين من أسرهم الذين يقيمون بالفعل في الولايات المتحدة.

وأردف: الحظر يمكن أن يؤثر على العلاقات بين الأمريكيين والنيجيريين.

أما داميان أوكيكي -أوجين، رئيس أوهانزي نديغبو (مجموعة ثقافية اجتماعية في الولايات الجنوبية الشرقية من نيجيريا)، يريد من الرئيس النيجيري إيجاد “حلول عاجلة لبعض المخاوف الأمريكية”.

وقال أوكيكي -أوجين، لـ”الأناضول”: إن تقييد التأشيرة لم يؤكد إلا على بعض التحديات في البلاد.

وأضاف: يجب ألا نلوم الحكومة الأمريكية، يجب أن نعالج مشكلاتنا.

العلاقات المثمرة

ومع ذلك، قال الرئيس محمد بخاري: إن نيجيريا ملتزمة بإصلاح الجوانب الأمنية.

وأوضح فيمي أديسينا، المتحدث باسم بخاري، في بيان له، أن نيجيريا ستظل ملتزمة بالحفاظ على علاقات مثمرة مع الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين وخاصة فيما يتعلق بالأمن العالمي.

وأشار إلى أن بخاري شكل لجنة برئاسة وزير الداخلية أوغبِني رؤوف أرغبيسولا لدراسة ومعالجة المتطلبات الأمريكية المحدثة.

وأشار أديسينا إلى أن اللجنة ستعمل مع الحكومة الأمريكية والإنتربول (الشرطة الدولية) وأصحاب المصلحة الآخرين لضمان تنفيذ المتطلبات الجديدة.

وأوضح أن تقييد التأشيرة لن يشمل السياح، والطلاب، ورجال الأعمال.

والأسبوع الماضي، أعلنت نيجيريا تخفيض رسوم طلب التأشيرة للأمريكيين الزائرين من 180 إلى 160 دولاراً لزيادة تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة.

كما أجرى وفد نيجيري برئاسة وزير الخارجية جيفري أونيما، مناقشات الأسبوع الماضي، مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن حول أمر الحظر.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن النقاش “ركز على العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين”.

وأضاف مشيداً بمكافحة بخاري للفساد: لقد ناقشنا كيف يمكننا ترتيب تعاوننا.

ووصف بومبيو نيجيريا بأنها “أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في أفريقيا”.

Exit mobile version