“مؤتمر إستوكهولم”.. هل يضع حداً لأزمة السودان الاقتصادية؟

– حكومة حمدوك تعول على هذا المؤتمر رغم عدم دعوة بعض الدول المهمة في الخارطة الاقتصادية العالمية

– الحكومة عملت على تنفيذ مطالب واشنطن الخاصة لرفع العقوبات عن الخرطوم

– تجاوز الأزمة لن يتم خلال مؤتمر وإنما من خلال مشاريع اقتصادية إنتاجية ذات عائد كبير على الخزينة العامة للدولة

 

تواجه حكومة الفترة الانتقالية في السودان تحديات كثيرة وأزمات متراكمة نتيجة للتدهور في الاقتصاد الذي تعاني منه البلاد قبل تفجر ثورة ديسمبر 2018.

وعجزت الحكومة السابقة والحالية في إيجاد الحلول الجذرية لهذه المعضلة التي أدت إلى معاناة المواطن وتزداد معاناته المعيشية، وسعت الحكومة الانتقالية لإيجاد معالجات لهذه الأزمة لتحقيق شعار الثورة، وطرقت أبواباً عدة خارجية بغرض إيجاد الدعم والتمويل من أجل الخروج من هذه الأزمة، ولكن تلك التحركات اصطدمت بعقبة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على السودان، ووضع اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب؛ مما تبعثرت تلك الجهود وتناثرت رغم الوعود التي تلقاها السودان من واشنطن وحلفاؤها في المنطقة.

ومن بين تلك المساعي والجهود الدعوة لمؤتمر أصدقاء السودان الذي سيعقد بإستوكهولم، في مارس المقبل، الذي يهدف في المقام الأول لدعم حكومة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك مالياً من خلال تمويل بعض الأنشطة والمشروعات الاقتصادية والتنموية في سبيل إيجاد مخرج آمن لهذه الأزمة التي لم تنفع معها المسكنات والمهدات التي وضعتها الحكومة السودانية.

مطالب واشنطن

وتعول حكومة رئيس الوزراء كثيراً على هذا المؤتمر رغم عدم دعوة بعض الدول المهمة في الخارطة الاقتصادية العالمية مثل روسيا وتركيا والصين ودولة قطر، حيث تتميز تلك الدول بقدرتها على تمويل مشاريع ضخمة في العالم، ولكن يبدو أن صراع المصالح أبعد تلك الدول رغم أهميتها، وتمهيداً لإنجاح مؤتمر إستوكهولم، عملت الحكومة على تنفيذ بعض المطالب التي طلبتها واشنطن خاصة لرفع العقوبات عن الخرطوم.

ولتطبيع العلاقة مع واشنطن وإنجاح مؤتمر أصدقاء السودان التي من بين ما قامت به التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث شرعت الحكومة في ذلك من خلال اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كمبالا الذي تم بعلم رئيس الوزراء وفقاً لما أكده البرهان نفسه، وبموجب ذلك اللقاء، سمحت السلطات السودانية ولأول مرة في تاريخ السودان السماح لطائرة صهيونية من عبور الأجواء السودانية التي تحركت من كمبالا مروراً بالأجواء الغربية السودانية والجنوبية لمصر إلى تل أبيب، حيث احتفل نتنياهو بهذا الإنجاز واعتبره خطوة كبيرة ليضاف إلى سجل إنجازاته لدعم حملته الانتخابية.

بجانب ذلك، عملت حكومة حمدوك العديد من الأنشطة والبرامج التمهيدية لهذا المؤتمر التي من بينها مواصلة تفكيك رموز النظام السابق وإبعادهم من المناصب، وإجراء العديد من الأنشطة الأخرى، من بينها الاتفاق على تسليم الرئيس المعزول عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية التي ظلت تطالب به لاتهامه في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

إضافة إلى مساعيها للوصول لاتفاق مع الحركات المسلحة عبر المفاوضات الجارية حالياً في جوبا، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن المراقبين يرون أن تجاوز هذه الأزمة الاقتصادية لن يتم خلال مؤتمر إستوكهولم فقط، وإنما من خلال مشاريع اقتصادية إنتاجية ذات عائد كبير على الخزينة العامة للدولة لتنعكس إيجاباً على المواطن في معيشته وتحقيق تنمية مستدامة ترسخ لدولة تتميز بالشفافية والحكم الرشيد.

Exit mobile version