تبدد آمال السلطة الفلسطينية من موقف أوروبي رافض لـ”صفقة القرن” الأمريكية

– العسيلي: طالبنا الدول الأوروبية بسحب شركاتها العاملة في المستوطنات

– البرغوثي: تأجيل الاتحاد الأوروبي موقفه من “صفقة القرن” مخيب للآمال

 

أصيب الفلسطينيون بالإحباط من موقف الاتحاد الأوروبي من “صفقة القرن” الأمريكية، التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من خلال تأجيله اتخاذ موقف حيال الصفقة إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 2 مارس القادم، على الرغم من المطالبات الفلسطينية لدول الاتحاد الأوروبي بحسم موقفهم من فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.

الاستياء الفلسطيني من قرار التأجيل الأوروبي ينبع من أن الاتحاد الأوروبي لطالما تحدث عن دعمه لحل الدولتين، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وعلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود عام 1967، إضافة إلى أن 9 دول من الاتحاد الأوروبي تعكف حالياً على بلورة مبادرة مشتركة تنص على اعتراف دول الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 ومعرفة الاتحاد الأوروبي، أن ما يسمى “صفقة القرن” هي انقلاب فاضح على قرارات الشرعية الدولية.

تأجيل لمصلحة الاحتلال

من جانبه، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن تأجيل الاتحاد الأوروبي النظر في الخطة الأمريكية المسماة “صفقة القرن” هو مخيب للآمال، ولكن لن نفقد الأمل وسنواصل الضغط الشعبي والدولي للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وأشار البرغوثي إلى أن مبادرة وزير خارجية لوكسمبورغ مهمة وخطوة قد تحرج الولايات المتحدة الأمريكية، وتعزل الموقف الأمريكي والصهيوني في العالم وهذه نقطة مهمة في عملية إسقاط “صفقة القرن”، لافتاً إلى أن حركة المقاطعة الدولية للاحتلال من الممكن أن يكون لها دور فعال في الضغط على الاحتلال.

أما وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي فقال لـ”المجتمع”: إن الموقف الأوروبي مهم للغاية، والحكومة الفلسطينية تعول على هذا الموقف خاصة ما يتعلق بتنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي أدرج 112 شركة صهيونية وأمريكية عاملة في المستوطنات على القائمة السوداء، وهناك خطابات عاجلة أرسلت للدول الأوروبية لتنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان الأممي.

ضغوط أمريكية وصهيونية

ويرى سياسيون فلسطينيون أن قرار الاتحاد الأوروبي بتأجيل موقفه من “صفقة القرن” جاء استجابة لضغوط أمريكية وصهيونية، لأن الحقوق الفلسطينية واضحة ومقرة في المؤسسات الدولية، ومن المعيب على الاتحاد الأوروبي تأجيل النظر في بنود تلك الصفقة المشؤومة التي تعد انقلاباً على الشرعية الدولية، لكن الغضب الرسمي الفلسطيني من قرار الاتحاد الأوروبي لم يظهر للعلن لحاجة السلطة الفلسطينية الماسة للاتحاد الأوربي، خاصة وأنه يعد من أكبر الداعمين لها بعد توقف الدعم الأمريكي بالكامل عن الفلسطينيين الذي كان يقدر بنحو 800 مليون دولار سنوياً سواء كان لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أو إلى موازنة السلطة الفلسطينية.

وسائل إعلام صهيونية ذكرت أن الخارجية في كيان الاحتلال أرسلت رسائل تحذيرية للاتحاد الأوروبي تطالبهم بعدم رفض “صفقة القرن” الأمريكية وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

Exit mobile version