إعلاميون عرب يتساءلون عن موقف الجامعة العربية من لقاء البرهان ونتنياهو

عبر عدد من الإعلاميين العرب عن استيائهم الشديد للقاء جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان برئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، الإثنين الماضي، في مدينة عنتيبي الأوغندية، واعتبروه طعنة في ظهر العالم العربي، بعد اجتماع الجامعة العربية لرفض “صفقة القرن”.

وكان نتنياهو أكد سابقاً في تغريدة على «تويتر» أن لقاءه مع البرهان ناقش «تطبيع» العلاقات، ذكر مكتب رئيس وزراء الكيان أن الجانبين اتفقا على «بدء التعاون تمهيداً لتطبيع العلاقات»، وأن اللقاء يمثل «حدثاً تاريخياً»، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى اتفاق على السماح للطائرات الإسرائيلية المدنية بعبور أجواء السودان في طريقها إلى البرازيل.

ويقول الإعلامي القطري جابر الحرمي: لم يمض على الاجتماع الوزاري العربي بالجامعة العربية لمناقشة “صفقة القرن” 48 ساعة حتى يلتقي عسكر السودان بالصهيوني نتنياهو ويتفقان على التعاون من أجل تطبيع العلاقات، متسائلاً: لماذا يجتمع العرب طالما هذه مواقفهم؟ وماذا سيكون موقف الجامعة العربية من طعنة غدر عسكر السودان؟!

ويعبر الإعلامي الفلسطيني حسام شاكر بقوله: يا لها من إهانة للسودان العزيز وشعبه الأبيّ أن تطلب قيادته الانتقالية غير المنتخبة شهادة حسن سلوك للتسويق الدولي من المتغطرس بنيامين نتنياهو الذي أعلن مكتبه بعد لقاء أوغندا أنّ “السودان يمضي في اتجاه جديد وإيجابي”.

ويضيف: استجداء محتلِّي فلسطين والهرولة نحوهم يعبِّران عن واقع الهيمنة المركزية الإسرائيلية المفروضة على المنطقة بغطاء أمريكي، رقعة الهيمنة والعلوّ أوسع من رقعة الاحتلال والسيطرة، متسائلاً: ما الذي يجعل رئيس مجلس انتقالي في السودان يسعى إلى لقاء نتنياهو المنتهية ولايته؟

ويرى الناشط في الشأن السوداني محمد تراب في تغريدة له عبر “تويتر”: من السهل جداً قيادة شريحة كبيرة جداً من السودانيين باسم الدين والعروبة، بعيداً عن التطبيع مع “إسرائيل”.

ويضيف: مصر مثلاً تحتل أرضنا وتقيم عليها المنشآت ولديها كامل الصلاحيات، وما زال السودان يلهث لإرضائها، مشكلتنا ليس التطبيع مع “إسرائيل”، مشكلتنا انفصام شخصيتنا ولا نعرف ماذا نريد.

وتقول الإعلامية في “التلفزيون العربي” فرح البرقاوي: السودان 40 مليون نسمة على نحو مليوني كيلومتر مربع وموطن بعض من أقدم الحضارات الإنسانية يقول حُكّامه: إنهم يحاولون دخول المنظومة الدولية عبر كيان استعماري عنصري يضم 8 ملايين نسمة على 27 ألف كم مربع وتأسس منذ 70 سنة على أرض فلسطين بعد تشريد شعبها!

ويعلق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة على بيان عبدالفتاح البرهان بعد لقاء نتنياهو، فيقول على لسان البرهان: “التقيت بنتنياهو من موقع مسؤوليتي بأهمية حفظ الأمن الوطني وتحقيق مصالح الشعب السوداني”، التقيتَ به بناءً على أوامر الداعمين.

ويضيف الزعاترة في تغريدة ثانية: لا وجود لرذيلة في عالم السياسة إلا ولها تبريرها، تماماً مثل الرذائل الأخرى، هذه أولى درجات السقوط، وفي السياسة تحديداً؛ ليس للسقوط قاع، أقله غالباً.

وتساءل: هل قصد نتنياهو وأصدقاؤه أن يأتي التطبيع المفضوح بعد إعلان “صفقة القرن”؛ من عاصمة “اللاءات الثلاث الشهيرة بعد حرب 1967، بما لذلك من دلالات عميقة؟ لا يُستبعد.

ويتابع في تغريدة أخرى: واضح أن البرهان وعسكره قد فوجئوا بكشف نتنياهو للقائه معه، بينما أرادوه سرّياً خفة وسطحية تثير السخرية، نتنياهو يريد استثمار اللقاء انتخابياً بعد مفاجأة رفض اجتماع الجامعة العربية لـ”صفقة ترمب” بدورهم؛ يريد داعمو اللقاء من ممولي عسكر السودان كشف اللقاء، لأنهم يريدون نشر النهج!

في ذات السياق، تعلق الصحفية الفلسطينية منى حوا على بيان استقالة قدمه مسؤول سوداني بعد لقاء البرهان بنتنياهو، فتقول: بيان مؤلم عظيم مبكٍ.. بعد لقاء البرهان بنتنياهو، (بيان لله وللتاريخ) من مدير إدارة السياسة الخارجية في المجلس السيادي الانتقالي في السودان، البيان يكتب بالذهب بل بماء العيون، استقالة مشرفة لممثل السياسة الخارجية ردت الأسى في فجيعتنا بالسودان، المجد للوطن الأسمر ولا عزاء للجبناء.

Exit mobile version