دعوات للتضامن مع شيخ الأزهر في موقفه الرافض للهجوم على التراث

– الشريف: موقف رائد ومشرّف دافع عن ثوابت إسلامية

– إبراهيم: ما جاء على لسان شيخ الأزهر ينم عن ضجر وضيق بما يتردد ليل نهار من أكاذيب على الدين الإسلامي

– الصغير: نثمن موقفه رغم الاختلاف معه

 

طالب عدد من الدعاة ضرورة مساندة موقف شيخ الأزهر أحمد الطيب والتضامن معه في مواجهته التغريب والهجوم على التراث، بل وعلى الإسلام نفسه، مشيرين في هذا الأمر إلى ما قام به رئيس جامعة القاهرة محمد الخشت وهجومه على التراث الإسلامي وتصدي شيخ الأزهر له.

وحول ما أثير بشأن موقف شيخ الأزهر من انقلاب 3 يوليو أكدوا، في تصريحات لـ”المجتمع”، أنه رغم هذه المشاركة وهو ما يجب أن يعتذر عنه، حسب قولهم، فإنه أعلن عن رفضه ما جرى بعد ذلك، واستنكر إراقة الدماء سواء في رابعة أو غيرها، وإعلانه اعتزال السياسة فضلاً عن مواقفه اللاحقة سواء بشأن الطلاق الشفهي أو أي مساس بثوابت الإسلام، وهو ما عرّضه لحملة شعواء من جانب الإعلام المصري.

وكان شيخ الأزهر أحمد الطيب قد كسب تعاطفاً كبيراً مؤخراً بسبب موقفه من محاولات الهجوم على التراث، من خلال مداخلة لرئيس جامعة القاهرة محمد الخشت عبر كتاب له أهداه لشيخ الأزهر الذي طالبه بمراجعة هذا الكتاب وتصحيح ما جاء به من أخطاء.

وانتقد الطيب ما صرح به رئيس جامعة القاهرة مؤخراً، بخصوص فكر الأشعرية والتراث، في كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي الذي عقد مؤخراً، مطالباً إياه أن يكون كلامه مدروساً باعتباره رئيس جامعة كبيرة.

وأوضح أن الفتنة التي نعيشها الآن هي فتنة سياسية وليست تراثية، مشيراً إلى أن السياسة تخطف الدين اختطافاً حينما يريد أهلها أن يحققوا هدفاً مخالفاً للدين، كما حصل في الحروب الصليبية وغيرها.

موقف مشرف

وفي سياق تعليقه على هذا الأمر، قال المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية خالد الشريف: إن موقف شيخ الأزهر الأخير موقف رائد ومشرف في مناقشته ورده على رئيس جامعة القاهرة في ختام مؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي، وأعتقد أنه دافع عن ثوابت إسلامية.

وأضاف الشريف، لـ”المجتمع”: مشكلتنا الحقيقية في الانغلاق السياسي وليس تجديد التراث والخطاب الديني، فمصر تحتاج إلى إصلاح سياسي واقتصادي، في ظل مناخ يسوده الانتقام من المعارضين، وتغول الدولة على حقوق المواطنين، ولعل ما حدث من تعديل الدستور من أجل أن يصبح الرئيس على كرسي السلطة مدى الحياة يؤكد هذا بوضوح، فتراث الاستبداد في الوقت الراهن هو الذي يكبل شعوبنا ويمنعها من النهضة والتقدم، حيث لا يعاني المواطن من تسلط التراث، بل من تسلط النظام.

أما الداعية والباحث الشرعي مصطفى إبراهيم، فيرى أن ما جاء على لسان شيخ الأزهر أحمد الطيب ينم عن ضجر وضيق بما يتردد ليل نهار من أكاذيب وافتراءات على الدين الإسلامي، وممن يواصلون الهجوم على كل الثوابت الدينية والتراث الإسلامي، رغم كون المهاجمين يفتقدون أبسط قواعد العلم الشرعي، ويخالفون المنهج العلمي في البحث والتناول والنقد والتحليل، ولذلك نرى منهم العجب العجاب! فهم لا يعرفون قواعد ولا أسس الأشعرية ولا الماتريدية ولا المعتزلة، ثم ينصبون أنفسهم حكاماً على الدين الإسلامي بالكلية، وينتقدون أصوله وفروعه، وينالون من المذاهب الفقهية والمدارس الفكرية بغير علم ولا هدى وبدون أي دراسة أو فهم، وفي مثل هؤلاء قال العلماء: “من تحدث في غير فنه أتى بالأعاجيب”.

ودعا إبراهيم، في حديثه لـ”المجتمع”، شيخ الأزهر أن يكون حائط الصد عن ثوابت الإسلام والتراث العلمي للرسالة الخاتمة، وذلك لأنه الوحيد المحصن من العلماء، وذلك لتحصين منصبه ورمزيته التاريخية الكبيرة، بخلاف العلماء المخلصين العاملين الذين زج بالكثير منهم في سجون النظام الحالي في مصر، وتم التضييق على آخرين، ومنع العديد منهم من الخطابة على المنابر أو الظهور على في وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية.

وأضاف الباحث الشرعي أن ما قام به شيخ الأزهر يعد ولو تكفيراً جزئياً عن أخطائه الكبرى بتأييد انقلاب الثالث من يوليو، وعدم التعاون مع الرئيس الشهيد محمد مرسي، وخاصة إذا أضفنا إلى ذلك رفضه لمذابح الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهض، وكذلك رفضه إبطال الطلاق الشفهي، ودفاعه عن السُّنة النبوية المطهرة.

ومن جانبه، قال الداعية الإسلامي د. محمد الصغير: نحن إزاء هذا الكلام أمام موقف من اثنين؛ إما أن نعضد موقف الشيخ الطيب ونثمن ما فعله، وإن اختلفنا معه في مواطن أخرى، وإما أن نفت في عضده، ونهون من عزيمته، ونبقى أسرى شبهات ليس عليها دليل، وأقوال مرسلة ليت من دأب على تردادها عمد إلى الاستيثاق والتمحيص، قبل التشويه والتبخيس.

وأضاف، على حسابه بـ”فيسبوك”: لقد كتبت في مقال سابق عن الأدلة الموجودة صوتاً وصورة، التي تؤكد أن شيخ الأزهر لم يوافق على الانقلاب العسكري، وإنما قَبِل الاحتكام للشعب عبر انتخابات رئاسية مبكرة، وأصدر بياناً ضد سفك دماء المسلمين أمام الحرس الجمهوري، كما سعى بكل قوة لمنع مزيد من المجازر، وتواصل معي من طرفه من يطلب مني تكاتف الجميع في سبيل تحقيق ذلك، وبعدما وقعت المصيبة وحدثت المجزرة في رابعة العدوية أعلن براءته من ذلك واستنكاره له، أما من يقول: لماذا بقي في منصبه في وجود هذا النظام؟

وأوضح: الجواب أنه كان شيخاً للأزهر قبل الثورة، وقبل النظام وجرائمه، وهذه أمانة في عنقه لو تخلى عنها لحل فيها من يسارع في هواهم، ويفعل كل شيء في سبيل رضاهم، وما الذي نراه في وزارة الأوقاف ودار الإفتاء منا ببعيد!

Exit mobile version