المشاريع الاستيطانية حبل يلتف كل يوم حول رقاب المقدسيين

– عمرو: الناظر لمحيط المسجد الأقصى يصاب بصدمة وذهول

– صبري: قضية تهويد المحيط في البلدة القديمة لم تعد خافية على كل مراقب

 

قبل إعلان “صفقة القرن”، الثلاثاء 28 يناير الماضي، في البيت الأبيض من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، سبق الاحتلال إعلان الصفقة في القدس، بمشاريع استيطانية مهولة ومرعبة غيرت من الواقع، وساعدت على تجسيد الرواية التوراتية في القدس أمام المجموعات السياحية والعالم.

وفي حديث لـ”المجتمع”، قال الخبير العمراني بشؤون القدس جمال عمرو: الناظر لمحيط المسجد الأقصى يصاب بصدمة وذهول، من كثافة المشاريع الاستيطانية التي طالت كل المرافق والرموز، فقرب جسر باب المغاربة يوجد شمعدان من الذهب الخالص بوزن 45 كجم وعلى ارتفاع مساو لهلال قبة الصخرة وعليه زجاج ضد الرصاص، ينتظر أصحاب الشمعدان نصبه فوق قبة الصخر في الوقت المناسب لهم، وهذا الشمعدان إشارة خطيرة من قبل جماعات الهيكل المزعوم، لتطبيق رؤيتهم التلمودية في تهويد المسجد الأقصى.

وتطرق عمرو إلى المعهد التوراتي الذي يقام على أنقاض حارة المغاربة قائلاً: منذ 10 سنوات يتم حفر أساسات هذا المعهد الذي يتسع لعدة مرافق بوظائف متعددة، منها قاعة للعرض ومطاعم ومخفر للشرطة الإسرائيلية ومركز استعلامات، وأماكن للمجموعات السياحية للإطلالة على ساحة البراق والمسجد الأقصى، إضافة إلى أنه سيكون ملتقى الأنفاق القادمة من باب الخليل وسلوان وباب السلسلة، وسيتكون هذا المعهد التوراتي من 10 طوابق تم الانتهاء من طابقين في الوقت الحاضر.

وتابع قائلاً: الاحتلال في القدس نفذ في السنوات السابقة مخططات غيرت من معالم المكان في وتيرة تسابق الزمن، فالبلدة القديمة وهي حاضنة المقدسات تم ضخ أعداد كبيرة من المستوطنين إلى داخلها، ليكونوا مع المقدسيين في بيوتهم، وزوروا صفقات بيع للممتلكات، وتم بناء عشرات الكنس القريبة من جدار المسجد الأقصى الغربي وعلى مسافة الصفر، وجسدوا الرموز اليهودية في أروقة البلدة القديمة وقرب أبواب المسجد الأقصى، فباب القطانين يتم الاستيلاء عليها بشكل كامل مع بداية كل شهر عبري بزعم إقامة الصلوات التلمودية، ومن جهة مقبرة باب الرحمة تم توسيع الحدائق التوراتية ومشروع إقامة تلفريك، لتكون الرواية التلمودية من الأعلى للمجموعات السياحية، وستكون أعمدة التلفريك على عظام موتى المسلمين في مقبرة باب الرحمة.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية وخطيب المسجد الأقصى المبعد بقرار من شرطة الاحتلال عكرمة صبري: قضية تهويد المحيط في البلدة القديمة لم تعد خافية على كل مراقب، فالاحتلال يسعى إلى قلب الموازين في القدس وخصوصاً البلدة القديمة، حتى يستطيع السيطرة بشكل كامل على كل المفاصل المهمة في القدس، وقد حذرنا سابقاً أن الاحتلال ينفذ مخططات معدة مسبقاً من قبل جماعات الهيكل وبدعم من المستويين الأمني والرسمي، والتغول الحاصل على الأرض وظيفته إلغاء وشطب الوجود الإسلامي، ومحاصرة كل الرموز الإسلامية حتى يكون المجال مفتوحاً للجماعات المتطرفة التي تطلق على نفسها جماعة الهيكل زوراً وبهتاناً.

وأكد صبري أن “صفقة القرن” جاءت لتضع اللمسات الأخيرة على مشروع تهويد القدس ومقدساتها، فكل الأذرع الاحتلالية عملت من أول يوم لاحتلال المدينة عام 1967 لخطف المدينة من المسلمين ومحاولة تهويدها.

يشار إلى أن البلدة القديمة في القدس تبلغ مساحتها كيلومتراً، ويقطنها قرابة 33 ألف مقدسي، وتم إسكان أكثر من 7 آلاف مستوطن فيها، لتغيير التركيبة السكانية فيها.

Exit mobile version