تونس.. برلمان وأحزاب ومنظمات شعبية تدين “صفقة القرن”

 

“النهضة”: مع الحق الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس

نقيب الصحفيين: تونس الديمقراطية الناشئة هي البلد الأقدر في العالم العربي على قيادة موقف الرفض لهذا المشروع التصفوي 

“التيار الديمقراطي”: أمام صمت عربي مطبق تواصل الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الابتزاز للفلسطينيين

“ائتلاف الكرامة”: مؤامرة خبيثة ومحاولة لتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإضفاء شرعية وهمية على الاحتلال

“حركة الشعب”: تسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة

 

أدان مجلس نوّاب الشعب، بشدة، إعلان ما يُسمّى “صفقة القرن” التي وصفها بـ”العنصرية” والتي قال إنها “تضرب القوانين والثوابت الدولية عرض الحائط”.

كما عبّر عن رفضه المطلق “للاعتداء السافر على الحق الفلسطيني وعلى جزء مقدس من الأمة العربية والإسلامية”، مُعلنا تضامنه مع الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، القدس عاصمتها الأبدية.

 كما ثمّن البرلمان التونسي، في بيان أصدره مساء الأربعاء “الهبّة الشعبيّة المندّدة بهذه الصفقة المُخزيّة وتداعي جميع الأطراف والفصائل الفلسطينيّة لتوحيد الجهود والتحرّكات لتفعيل مواقف الرفض التي تمّ التعبير عنها”.

وكانت وزارة الشؤون الخارجية قالت في بيان أصدرته مساء الأربعاء: إن تونس تُتابع بقلق بالغ ما تمّ الإعلان عنه بخصوص مبادرة الإدارة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية.

 وأضافت الوزارة أن تونس تُجدّد التأكيد على ضرورة عدم المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأعربت تونس مجددا، وفق ذات البيان، عن وقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الأبيّ من أجل استعادة حقوقه المشروعة ودعمها لكل المبادرات الرامية إلى استئناف مسار السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حقّ الشعب الفلسطيني في أرضه، وهو حقّ غير قابل للسقوط بمرور الزمن.

وعبر الاتحاد العام التونسي للطلبة عن رفضه القاطع لصفقة القرن والتدخل السافر لمزيد عزل الشعب الفلسطيني و إدانته لهذه القرارات الباطلة.

وأكد الاتحاد، تمسكه بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع على أرضه و إعلاء راية بلاده على أرضه الفلسطينية و عاصمتها القدس.

وشدد الاتحاد في بيان حصلت “المجتمع” على نسخة منه، على إيمانه التام وغير القابل للتغيير بأن كل الأراضي الفلسطينية هي ملك الشعب الفلسطيني وهي أراض موحدة ومستقلة عاصمتها القدس الشريف. وكما عبّر عن تمسكه بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه و إعلاء راية بلاده في وطنه فلسطين وعاصمتها القدس .

كما دعا الاتحاد العام التونسي للطلبة عموم المواطنين التونسيين ومكونات المجتمع المدني والقوى الوطنية في تونس إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها اليوم الجمعة في شارع الثورة بتونس العاصمة؛ تنديداً بما يحدث من خيانة عظمى للقضية الفلسطينية العادلة بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

إدانة للسلوك العدائي

وفي هذا الصدد دعا مجلس النواب، البرلمانات العربيّة والإسلاميّة وبرلمانات الدول الصديقة الداعمة للحق الفلسطيني والبرلمانات الإقليميّة والدوليّة، إلى “إدانة هذا السلوك العدائي تجاه قضيّة إنسانيّة وحضاريّة عادلة”.

ودعا كذلك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى “اتخاذ قرار موحّد ينتصر للحق الفلسطيني والشروع في خطوات عملية للحيلولة دون تنفيذ هذا المخطط المشؤوم”.

كما دعا المجلس، وزارة الشؤون الخارجية التونسية وكل الفاعلين في تونس والعالم، إلى “تعبئة جهودهم وتوحيدها من أجل التصدّي لهذا المخطط الذي يستهدف شرعنة الاحتلال والظلم وسرقة الأراضي والحقوق الفلسطينيّة”.

بيان حركة النهضة

وقال الحقوقي والقيادي البارز عضو مجلس نواب الشعب التونسي سمير ديلو لـ”المجتمع”: إن البيان الصادر عن مجلس نواب الشعب، هو بيان حركة النهضة تبناه المجلس. وأكد على أن حركة النهضة ستصدر بيانا مستقلا في الغرض في الساعات القليلة القادمة. وتابع: الشعب التونسي معروف بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولا أريد القول، القضية الفلسطينية، لأنها قضيتنا جميعا، ولكننا مع الحق الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس، ونعتبر أن ما قدم في صفقة القرن مؤامرة جديدة، لسلب الحق الفلسطيني وعناوين المؤامرة واضحة وهي تهويد القدس والأراضي الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حق العودة، وترسيخ مقاربة الأرض مقابل السلام، والأرض مقابل الأموال، وهذا أمر طبيعي.

تونس.. وقيادة موقف الرفض

وكان نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري قد دعا صباح يوم الأربعاء مجلس نواب الشعب إلى الدعوة العاجلة “لعقد جلسة عامة استثنائية للمجلس بوصفه السلطة الأصلية في تونس للخوض في مستجدات الخطيرة لمشروع صفقة القرن”.

وأكد البغوري على أن تونس الديمقراطية الناشئة هي البلد الأقدر في العالم العربي على قيادة موقف الرفض لهذا المشروع التصفوي وحمّل المجلس ونوابه المسؤولية الكاملة عن أي تهاون في لعب مثل هذا الدور.

وأشار النقيب إلى أن الانخراط الطوعي لكافة فئات الشعب التونسي وقطاعاته في رفض الصفقة وإسناد نضالات الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل إقامة دولته الحرة المستقلة على كامل الأراضي التاريخية لفلسطين، يجب أن يسند بنجاعة من قبل كل مؤسسات الدولة التونسية وعلى رأسها مجلس نواب الشعب.

ابتزاز الفلسطينيين

كما أصدرت أحزاب ومنظمات أخرى مثل، حركة الشعب، وائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي بيانات تدين الصفقة.

وجاء في بيان “التيار الديمقراطي”: “أمام صمت عربي مطبق تواصل الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الابتزاز للفلسطينيين وإعلان انحيازها الصريح للكيان الصهيوني المغتصب، فقد أقدمت إدارة الرئيس الأمريكي ترمب في خطوة غير محسوبة العواقب وإعلان ما أسمته بصفقة القرن واتخذت مجموعة من الإجراءات التعسفية والجائرة ضدّ الشعب الفلسطيني وشكلت غطاء متواصلا للعدو الصهيوني ليواصل سياسة الاستيطان والتهويد والقتل والتعذيب.

وتابع البيان: وانطلاقا من مواقفه المبدئية لنصرة القضية الفلسطينية، فإنّ التيار الديمقراطي المنحاز مطلقا للشعب الفلسطيني والمساند لنضالاته العادلة من أجل حقوقه المشروعة.

كما أكد “ائتلاف الكرامة” رفضه لمضمون الصفقة باعتبارها مؤامرة خبيثة ومحاولة لتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإضفاء شرعية وهمية على الاحتلال الصهيوني، مدينا وبشدّة مشاركة عدد من الدول العربية في هذه المؤامرة ودعمها لها.

واعتبر ذلك، تهميشا للقضية الفلسطينية وتطبيعا مع الكيان الصهيوني وتغليبا له على الحق العربي الذي ضحى لأجله آلاف الشهداء جيلا بعد جيل.

ودعت “حركة الشعب”، إلى تسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقا للشرعية الدولية ومقرراتها. كما دعا كل القوى الوطنية إلى إعلان دعمها للشعب الفلسطيني وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما يدعو الدولة التونسية إلى إعلان رفضها لمؤامرة “صفقة القرن” وإدانتها، ويؤكّد على ضرورة التنسيق مع السلطة الفلسطينية ومع بقية المنظمات الإقليمية العربية والإسلامية في اتجاه دفع المنتظم الأممي لنصرة القضية الفلسطينية وحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرّة المستقلة.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، قد أعلن الثلاثاء 28 يناير، عن تفاصيل “صفقة القرن”، كمخطط يفرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على كامل القدس واعتبار المدينة عاصمة للكيان المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية على شكل “أرخبيل” وإلزام الفلسطينيين بالاعتراف بالكيان “دولة يهودية”.

Exit mobile version