سياسيون أمريكيون: بدون فلسطينيين.. لا أعترف بـ «صفقة القرن»

في رسالة إلى البيت الأبيض، عبّر 12 سيناتورا ديمقراطيا من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عن رفضهم خطة الرئيس دونالد ترامب لسلام الشرق الأوسط المعروفة بـ”صفقة القرن”، بينهم ثلاثة من مرشحي الرئاسة للانتخابات التمهيدية هم بيرنس ساندرز، وإليزابيث وارين، وأيمي كلوبتشار. واعتبروا الخطة “غير محايدة”.

 

وجاء في الخطاب أن خطة ترامب “تعكس مصالح طرف واحد، وهذا سيكون له تداعيات كبيرة، ويعرقل تحقيق السلام القائم على مبدأ الدولتين، بما يعكس الحقوق المشروعية وطموحات الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.

وعبّر المرشحون الثلاثة -الذين تؤكد استطلاعات الرأي تقدمهم في السباق على بطاقة الحزب الديمقراطي لمواجهة ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني القادم- عن رفض خطة ترامب شكلا ومضمونا.

 

وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما “تتطلب خطة السلام أن يشارك الطرفان معا، ولا يمكن اتخاذ قرارات أحادية الجانب بضم أراض محتلة والعودة بنا إلى الوراء. لقد أمضيت حياتي أعمل على توفير الأمن والرخاء للدولة اليهودية كي تحيا كدولة ديمقراطية. وما يقوم به ترامب ليس جيدا لإسرائيل”.

أما السيناتور بيرني ساندرز فقال “ينبغي على واشنطن أن تكون حكما محايدا وعادلا بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأي صفقة للسلام يجب أن تلتزم بالقانون والشرعية الدوليين وقرارات الأمم المتحدة”.

وأضاف ساندرز “يجب على إسرائيل إنهاء احتلالها، والسماح للفلسطينيين بتقرير مصيرهم في دولة مستقلة جنبا إلى جنب إسرائيل”، مضيفا أن طرح ترامب “لم يقترب من تحقيق السلام، وعلى العكس سيعمق الخلافات ويطيل من أمد الصراع، وهذا غير مقبول” .

وانتقدت إليزابيث وارين المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 “خطة السلام” التي أعلن تفاصيلها الرئيس دونالد ترامب بحسب صحيفة ذا هيل.

وقالت وارين اليوم الثلاثاء: إن الخطة التي يطلق عليها “صفقة القرن” لا تمنح أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية حقيقية.

وفي تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على تويتر، وصفت وارين الخطة بأنها بمثابة “ختم مطاطي” أو موافقة روتينية على ضم القوات الإسرائيلية لمناطق فلسطينية.

واستطردت: “سأعارض أي صفقة يتم إبرامها دون وجود مفاوضين فلسطينيين على الطاولة”.

وزادت قائلة: “الإعلان عن خطة دون تفاوض مع الفلسطينيين أمر لا يمت بصلة للدبلوماسية بل تزييف للحقائق”.

ومضت تقول: “سأعارض بأي شكل من الأشكال أي إجراء أحادي بضم إسرائيل مناطق (فلسطينية)، وأرفض أي سياسات تدعم ذلك التوجه”.

وتساند وارين الجهود الرامية لإقامة دولة فلسطينية بل أنها صرحت العام الماضي أنها سوف تدرس قطع المساعدات الأمريكية لإسرائيل إذا لم تتوقف الأخيرة عن بناء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية إذا قدر لها الفوز بالانتخابات الرئاسية.

وبالمقابل، امتدح ترامب خطته داعيًا القيادات الفلسطينية إلى دعم الخطة التي تضع القدس عاصمة لإسرائيل.

من جانبه حذر مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف من مغبة “البدء باحتفالات قرب تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين” بعدما أعلن ترامب صفقة القرن.

وأكد ساتلوف أنه “يُشترط فوز ترامب في الانتخابات القادمة لتحريك خطته لسلام الشرق الأوسط، إذا فاز ترامب فيمكن أن يخلق ذلك واقعا جديدا يدفع بالعرب والفلسطينيين للتعامل الجدي مع الخطة، والتي لا أتصور أن تستعين بها أي إدارة ديمقراطية إذا خسر ترامب، سيكون مصير خطته الموت”.

ويعتقد روبرت مالي مدير برنامج للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، أنه لا يمكن استبعاد عنصر الانتخابات من توقيت إعلان صفقة القرن، وذلك لخدمة ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ثالث انتخابات برلمانية تشهدها إسرائيل خلال أقل من عام.

وأشارت صحيفة الهيل إلى أن جزء من الخطة يتضمن استحواذ إسرائيل على بعض مناطق الضفة الغربية.

وادعى ترامب أن خطته تحمل فرصا لكافة الجانبين الإسرائيلي والفلسطينية.

وتابع: “إنه حل واقعي لإقامة دولتين يعالج المخاطر التي تهدد أمن إسرائيل”.

ويعاني ترامب داخليا إذ يواجه محاكمة تستهدف عزله أمام مجلس الشيوخ بعد تمرير مجلس النواب قرارا في هذا الشأن في اتهامات تتعلق بضغوط مارسها على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد خصمه السياسي جو بايدن.

وأظهرت استطلاعات رأي أن إليزابيث وارين تملك حظوظًا جيدة لمنافسة ترامب في معمعة 2020 الانتخابية التي تشهدها الولايات المتحدة شهر نوفمبر الجاري.

Exit mobile version