ما الخيارات الفلسطينية لمواجهة “صفقة القرن”؟

البرغوثي: “صفقة القرن” إنهاء لكافة حقوق الشعب الفلسطيني وهي صناعية إسرائيلية

أبو يوسف: انطلاق سلسة الفعاليات المناهضة لـ”صفقة القرن”

عوكل: ترمب قدم “صفقة القرن” هدية لنتنياهو للنجاح في الانتخابات

 

مع إعلان الإدارة الأمريكية أنها ستطرح “صفقة القرن” اليوم الثلاثاء، أعلن الفلسطينيون الاستنفار الميداني والسياسي، للتصدي لتلك الصفقة، التي يعتبرونها صناعة إسرائيلية، تهدف لتصفية القضية الفلسطينية واسقاط كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فيما قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إنهم أمام فرصة تاريخية لن تتكرر، وأنه بذل جهوداً مع الإدارة الامريكية من أجل تلك الخطوة، وقد أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية عن سلسة من الفعاليات والخطوات الرافضة لصفقة القرن، وأن تلك الخطوات ستترجم ميدانياً بمسيرات شعبية،  وأعلن الاحتلال عن حالة الاستنفار لمواجهة حالة الغضب الجماهيري الفلسطيني من صفقة القرن.

مضامين تلك الصفقة

وقد كشف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع” عن بعض البنود الخطيرة الواردة في “صفقة القرن”، أهمها شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وضرب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، والسيطرة أمنياً وادارياً على 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، ومنع قيام دولة فلسطينية، وضم 260 مستوطنة، لافتاً إلى أن المطلوب في هذه اللحظات الصعبة التصدي الفلسطيني بشكل موحد للمخطط الاستعماري الصهيوني الأمريكي الجديد، الذي يهدف لتصفية كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

في حين اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أن توقيت طرح “صفقة القرن” حالياً خطير، حيث يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن ينقذ نتنياهو ويقد له أوراق قوة أمام الناخب الإٍسرائيلي، خاصة وأن الانتخابات الإسرائيلية ستجرى في مارس القادم، مستبعداً أن يتم اللجوء إلى خيار حل السلطة الفلسطينية، لافتا إلى أن التوقيت ثمين بالنسبة لترمب ونتنياهو لتطبيق صفقة القرن في ظل الحالة العربية الراهنة.

وأوضح عوكل في تصريحات لـ”المجتمع” أن الكل الفلسطيني لم يتفاجأ من عزم واشنطن طرح “صفقة القرن”، لأن واشنطن والاحتلال قد مهدوا لهذا الموضوع من خلال خطوات شرعت واشنطن بتطبيقها منذ وصول ترمب للحكم، وأهمها الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، ووقف تمويل “أونروا”، والتلميح بالاعتراف الأمريكي بضم الضفة وشرعنة الاستيطان، واغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي شاكر شبات: إن السلطة الفلسطينية أمام موقف لا تحسد عليه أمام القبول بـ”صفقة القرن” أو رفضها، وفي حال رفضت كما هو معلن حالياً فإن الموقف الأمريكي هو الاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية علي الأغوار وكل المستوطنات المقامة علي اراضي الضفة الغربية بحجة أن الفلسطينيين لا يريدوا السلام.

سلسة فعاليات وخطوات فلسطينية

نتنياهو الذي سيجتمع مع ترمب يوم غد الأربعاء قد مهد لتطبيق “صفقة القرن” من خلال إعلانه قبل عدة أسابيع عزمه ضم الأغوار والمستوطنات، وكذلك الموقف الأمريكي من قضايا الاستيطان والقدس واللاجئين حيث تم شطب كل تلك القضايا لصالج نتنياهو.

ويؤكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة جاء لأن هذه الخطة تشطب كافة حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق تقرير المصير، وهذا معناه إعلان حرب على الشعب الفلسطيني الذي لن يقبل بتلك الخطة وستسقط أمام الصمود الفلسطيني.

وأِشار أبو يوسف في تصريحات لـ”المجتمع” إلى أن سلسة من الخطوات والبرامج التصعيدية في الضفة المحتلة والقدس بدأت من يوم الأحد الماضي، داعياً في الوقت ذاته كل أحرار العالم للتصدي لتلك المخططات التي تتعارض والقانون الدولي الذي يطالب بإقامة دولة فلسطينية .

Exit mobile version