حدود ومعابر غزة مصائد موت واعتقال للفلسطينيين

– عبدالعاطي: الاحتلال يرتكب جرائم يومية ضد غزة وآخرها استهداف الفتية الثلاثة

– حماد: الاحتلال حول المناطق الشرقية من قطاع غزة لمصائد موت تقتل البشر والشجر

 

لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي باعتقال الفتية الفلسطينيين الثلاثة الذين اقتربوا من السياج الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة، بل قام بإجبارهم على خلع ملابسهم في ظل البرد القارس، ولم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، بل فتحت دبابة صهيونية رشاشاتها الثقيلة تجاه صدورهم العارية في عملية إعدام يجب أن يلاحق الاحتلال الصهيوني عليها، الذي دائماً ما يروج للأكاذيب والشائعات في مثل تلك الحالات.

الفتية الثلاثة محمد أبومنديل، وسالم النعامي، ومحمود سعيد، الذي أعلن الاحتلال الصهيوني أنه قتلهم، مساء الثلاثاء الماضي، لم يسلّم الاحتلال جثامينهم لذويهم، وظلت الحرقة والألم والحزن تسيطر على عائلاتهم الذين على الرغم من إعلان الاحتلال أنه قتلهم ما زال يحدوهم الأمل أنهم على قيد الحياة من هول الصدمة.

جريمة حرب

الخبير في القانون الدولي صلاح عبدالعاطي أفاد لـ”المجتمع” أن ما حدث للفتية الثلاثة شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة هي جريمة مكتملة الأركان، والاحتلال يجب أن يلاحق على هذه الجريمة كونه استهدف أناساً عزلاً، لا يحملون سلاحاً ولا يشكلون خطراً على جنود الاحتلال الذين ينفذون عمليات اعتقال يومية ضد الفلسطينيين سواء باعتقالهم أثناء مروهم عبر معبر بيت حانون للعلاج أو التجارة، أو أثناء عمليات التوغل الخاطفة على أطراف القطاع.

وفي هذا السياق، قال الباحث الحقوقي حسين حماد: إن الاحتلال اعتقل العام الماضي نحو 70 فلسطينياً عند اقترابهم من السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، يضاف إلى ذلك عمليات التوغل اليومية على أطراف القطاع واستهداف المزارعين والصيادين.

وأشار حماد إلى أن غزة مثقلة بالحصار الظالم ونسب الفقر والبطالة مرتفعة، والاحتلال يواصل التضييق على الفلسطينيين، وهذا ولّد الأزمات الاقتصادية المستعصية في القطاع، حيث هناك نسب عالية من الفلسطينيين تعتمد على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الإغاثية الدولية.

مصائد اعتقال

من جانبه، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، في بيان له، تلقت “المجتمع” نسخة منه: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها وإغلاقها المشددين على قطاع غزة، وتستغل سيطرتها وتحكمها المطلقين في المعابر التي تصل قطاع غزة بالعالم الخارجي لتحولها إلى مصيدة للإيقاع بالفلسطينيين ووسيلة لابتزازهم والضغط عليهم، وقد شهدت الآونة الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في اعتقال التجار على الرغم من حصولهم على الموافقة المطلوبة وتصاريح المرور، وكان آخرها اعتقال تاجر أثناء مروره عن معبر بيت حانون (إيرز) في شمال قطاع غزة.

وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك لضمان احترام سلطات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والعمل على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وضمان حرية الحركة والتنقل لسكان قطاع غزة سواء إلى الضفة الغربية بما فيها القدس أو إلى العالم الخارجي، والتوقف عن الاعتقالات التعسفية للفلسطينيين.

رش المزروعات بالمواد الكيمائية

على صعيد متصل، اتهمت وزارة الزراعة الفلسطينية الاحتلال الإٍسرائيلي باستخدام الطائرات في رش المزروعات الفلسطينية بالمواد الكيمائية والمبيدات السامة شرق وشمال قطاع غزة، مما تسبب في تلف المزروعات الفلسطينية، مؤكدة أن خسائر جسيمة لحقت بالقطاع الزراعي نتيجة استخدام الاحتلال للمواد الكيمائية، وهذا يعد تدميراً للبيئة وتدميراً ممنهجاً للاقتصاد الفلسطيني، لافتة إلى أن الاحتلال بشكل مستمر يقوم بعمليات رش المزروعات الفلسطينية بالمواد الكيمائية، بهدف تدمير البيئة والتربة معاً، وإلحاق الضرر بالمزارعين الذين تكبدوا خسائر فادحة.

وقال حول هذا الموضوع الباحث الحقوقي حسين حماد: إن الاحتلال يحاول خلق منطقة عازلة مكشوفة على طول المناطق الشرقية من قطاع غزة، التي تمتد من بيت رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً بطول يقدر بنحو 45 كيلومتراً، وتشكل تلك المنطقة ثلث مساحة قطاع غزة وسلة الخضار والمزروعات لسكانه.

Exit mobile version