محللون: بسبب حزب الله .. عمر حكومة لبنان الجديدة سيكون قصيرًا

توقع محللون سياسيون أن يكون عمر الحكومة اللبنانية الجديدة قصيرا، لكونها منحازة إلى جماعة حزب الله المدعومة من إيران، الأمر الذي سيجعل من الصعب حصولها على الدعم الدولي والإقليمي المطلوب لتجنب الانهيار الاقتصادي.

وشكل لبنان حكومة جديدة يوم الثلاثاء برئاسة حسان دياب بعد توصل حزب االله الشيعي القوي وحلفائه السياسيين إلى اتفاق حول الحكومة التي يجب أن تعالج بشكل عاجل أزمة اقتصادية.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية بحسب مصر العربية عن بول سالم مدير معهد الشرق الأوسط قوله:” الحكومة تشمل عدد لا بأس به من الوزراء التكنوقراط المؤهلين ولكن ليس لديها أي استقلال سياسي للحديث عنه”.

وأضاف سالم:” هذه الحكومة من المرجح أن تكون حياتها قصيرة، حيث ستقود إلى تراجع حاد في الاقتصاد وإلى انحراف خطير في العلاقات الأمنية للدولة، وتزايد الاضطراب الاجتماعي والسياسي في الدولة”.

ويتكون مجلس الوزراء الجديد من 20 وزيرا متخصصا تدعمهم الأحزاب. وقد تم تعيين الخبير الاقتصادي غازي وزني لتولي مقعد وزارة المالية بدعم من رئيس البرلمان نبيه بري، كما سيتولى ناصيف حتّي مندوب لبنان السابق بجامعة الدول العربية منصب وزير الخارجية بدعم من التيار الوطني الحر الذي أسسه عون.

ومن المهام الأولى التي ستواجه الحكومة قضية استحقاقات الديون السيادية المقبلة بما في ذلك 1.2 مليار دولار من السندات المستحقة السداد في مارس.

النص الأصلي

ويرى محللون أن دور حزب الله في تشكيل الحكومة سوف يشكل عائقا أمام إقناع الدول الخارجية بمنحه الدعم المالي الذي يحتاج إليه بشدة.

وقال نبيل بو منصف نائب رئيس تحرير صحيفة النهار “حتما لن تكون مهمة سهلة أبدا على حكومة من هذا النوع أن تقنع العالم الخارجي أن يساعد لبنان”.

من جانبه قال وزير المالية الجديد غازي وزني إن لبنان يحتاج إلى دعم من الخارج لإنقاذه من أزمة غير مسبوقة جعلت “الناس تقف على أبواب المصارف تشحذ الدولار. الناس على أبواب المصارف خائفة على ودائعها. اليوم صار في أزمات متعددة كبيرة جدا تتجاوز بكثير وبكثير وبكثير الأزمات السابقة”.

يأتي هذا في الوقت الذي دفعت فيه أزمة السيولة البنوك إلى الحد من وصول المودعين إلى ودائعهم بالليرة اللبنانية والعملات الأجنبية لاسيما الدولار الأمريكي. كما فقد العديد من اللبنانيين وظائفهم وتضاعفت نسبة التضخم.

ورشح حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه، ومن بينهم الرئيس ميشال عون، دياب الشهر الماضي بعد فشل كل الجهود لإبرام اتفاق مع الزعيم السني سعد الحريري الحليف التقليدي للغرب ودول الخليج العربية.

وقوبل تشكيل الحكومة باحتجاجات في بعض مناطق بيروت حيث أشعلت النيران في الإطارات. وأطلقت قوى الأمن خراطيم المياه بوجه محتجين يرمون الحجارة ويحاولون تسلق الجدار الحديدي في وسط العاصمة بيروت.

ونقلت الوكالة عن فادي زاكور أحد المحتجين:” نريد حكومة خبراء.. من هؤلاء الذين يمزحون؟. إننا نتظاهر منذ 90 يوما ولسنا سعداء بإغلاق الطرق”.

وقال المتظاهر ربيع الزين الذي كان يحتج قرب البرلمان :”هذه الحكومة لا تمثلني.”

وتفاقمت الأزمة الأسبوع الماضي حيث أصيب مئات الأشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

وبقي الحريري وتيار المستقبل خارج الحكومة إلى جانب حزب القوات اللبنانية القوي المناهض لحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

Exit mobile version