الاحتلال يُشعل حرب هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة

– صيام: الاحتلال سيهدم 30 منزلاً في القدس والحفريات كارثة على المنازل

– خاطر: حرب هدم المنازل تطهير عرقي ومعظم منازل القدس قديمة رفض الاحتلال ترميمها

 

تواصل قوات الاحتلال سياسة حرب هدم المنازل في القدس المحتلة ضمن حرب التهجير والتطهير العرقي التي تمارس على الفلسطينيين في المدينة، وأصدرت أوامر هدم لنحو 30 منزلاً في أحياء باب السلسلة وسلون ووادي الحمص، بذريعة أن 22 منزلاً من تلك المنازل آيلة للسقوط نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة تحت منازل الفلسطينيين في أحياء القدس؛ مما يضع ثلث منازل مدنية القدس على قائمة الهدم بسبب الحفريات الإسرائيلية التي تسبب انهيارات لبعضها وتشققاً في جدار العشرات من المنازل التي باتت غير صالحة للسكن؛ لأن كميات كبيرة من الأمطار بدأت تتسرب إليها بسبب تلك التشققات.

حرب تهجير

يقول مدير مركز وادي حلوة جواد صيام، لـ”المجتمع”: إن الأوضاع كارثية في القدس بسبب سياسة الهدم المكثفة من قبل الاحتلال الذي أخطر 22 منزلاً في باب السلسلة بالهدم، يضاف لذلك إصدار قرار هدم لأربعة منازل في منطقة وادي الحمص الذي تعرض في قت سابق من العام الماضي لهدم عشرات الشقق السكنية ضمن عمليات التهجير الواسعة التي يتعرض لها الفلسطيني في القدس، ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل أصدر حكماً بتسليم عقارات ومنازل فلسطينية في سلون، منها عمارة الرجبي المكونة من عدة طوابق.

ولفت صيام إلى أن عمليات الهدم والإخلاء التي طالت عشرات المنازل في أحياء القدس ستؤدي إلى تهجير أكثر من 200 فلسطيني الذين باتوا بدون مأوى في ظل الأجواء شديدة البرودة.

آلاف المنازل على قائمة الهدم

من جانبه، يقول مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر: إن 16 ألف منزل في القدس المحتلة على قائمة الهدم، حرب هدم المنازل مشتعلة في القدس، الاحتلال يريد تغيير الوقائع والميزان الديمغرافي في المدينة المقدسة لصالح المستوطنين، وإغراق القدس بالمستوطنات، في حين يتم تهجير الفلسطينيين.

وأشار خاطر إلى أن الاحتلال يحاول تطويق الأحياء العربية في القدس بالمستوطنات، والمسجد الأقصى المبارك كثفت قوات الاحتلال الحفريات تحت أساساته، لافتاً إلى أن الاحتلال منذ احتلال مدينة القدس يرفض ترميم المنازل أو حتى البناء، لذلك معظم مباني القدس قديمة، والاحتلال يرفض عمليات الترميم، مما جعل الكثير من المنازل معرضة للانهيار، إما بسبب عدم الترميم، وإما نتيجة شبكة الأنفاق الضخمة التي حفرتها قوات الاحتلال تحت منازل الفلسطينيين مما نتج عنه تفريغ الأتربة من تحت المنازل، ولذلك يحدث الانهيار.

وقد وثقت تقارير فلسطينية وجود أكثر من 104 أنفاق حفرتها قوات الاحتلال تحت القدس، مزودة بمراكز ومؤسسات صهيونية باتت تعمل تحت الأرض، وتنفذ تلك الحفريات تحت أحياء البلدة القديمة والأقصى، في حين يلتزم المجتمع الدولي، خاصة “اليونسكو”، الصمت حيال تلك الجرائم بحق القدس التي أدرجت على لائحة التراث العالمي في يونيو 2018.

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية المحكمة الجنائية الدولية بالنظر للمحاكم الإسرائيلية، كأسلحة احتلال وأدوات إرهابية تستعمل ضد الفلسطينيين، كون قراراتها تستوي مع جرائم الحرب، ومحاسبة القضاة المتورطين في اتخاذ تلك القرارات.

وقالت الخارجية، في بيان صحفي: إن دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة تواصل استفرادها العنيف بالقدس المحتلة وأحيائها وبلداتها ومحيطها، وتسخر إمكاناتها لخدمة عديد الجمعيات والمنظمات الاستيطانية العاملة في القدس لتنفيذ مشاريعها الهادفة إلى تعميق عمليات التهويد و”الأسرلة” لجميع مناحي الواقع الفلسطيني في القدس، بما في ذلك محاولتها لتغيير هوية المدينة المقدسة وطابعها العربي عبر سلسلة طويلة من الإجراءات والتدابير الاستعمارية التي تســـــتهدف ما فوق الأرض وما في باطنها.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن الاحتلال صعّد من حربه على المنازل والمنشآت الفلسطينية في منطقة البلدة القديمة والأحياء الواقعة جنوب أسوار المسجد الأقصى، من خلال قرارات جائرة صادرة عن محاكم الاحتلال، كما هي الحال في إخلاء بناية الرجبي في سلوان وطرد أصحابها وتسليمها لجمعية عطيرت كوهانيم الاستيطانية، وأيضاً قرار هدم 4 منشآت سكنية في منطقة وادي الحمص في صور باهر، امتداداً للمجزرة الكبرى التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بهدم عشرات البنايات السكنية في تموز من العام الماضي.

Exit mobile version