محررون فلسطينيون: التعذيب الجسدي للأسرى إرهاب منظم بدعم قانوني

– قراقع: المحققون تحولوا إلى كماشات لتهشيم العظم واللحم

– يامين: التحقيق العسكري يخرج الروح من بين أضلع المعتقل

– الهودلي: المخابرات الإسرائيلية استخدمت التعذيب القاسي والمميت بشكل واسع بدون أي ضوابط

 

ما رشح من عمليات تعذيب للأسرى من قبل ضباط المخابرات المتهمين بعملية “عين بوبين” التي نفذت قبل عدة أشهر وقتل فيها حاخام ومستوطنة في عملية تفجير عبوة ناسفة عن بعد، يؤكد أن جهاز “الشاباك” يرتكب جريمة حرب وإرهاب منظم بحق المعتقلين في أقبية التحقيق.

زوجة الأسير وليد حناتشة كتبت تقول على صفحتها في “فيسبوك” عقب مشاركتها في جلسة محاكمة زوجها: دخلت أبحث عن زوجي وليد في محكمة سجن عوفر، كان هناك شخص واحد في القاعة، لم أعرفه أبداً، ويبدو أنه تدارك الأمر ونادى علينا أنا وابنتي ميس، جسد لا يقوى على الوقوف، رقبته زرقاء اللون صوته مبحوح، لحيته منتفة.

تعذيب قاس

أما الأسيرة ميس أبو غوش من مخيم قلنديا مكثت في التحقيق ما يقارب الـ30 يوماً، وتعرضت للضرب والتعذيب القاسي، كما أفادت والدتها وشهادة الأسيرة للمحامي الذي زارها.

وقال وزير الأسرى السابق عيسى قراقع: المحققون الإسرائيليون تحولوا إلى كماشات لتهشيم العظم واللحم، وتدفق الدماء وتصرفاتهم الوحشية تجاه المعتقلين تدل على أنهم مرضى يمثلون ظاهرة عامة في “إسرائيل”.

تصريح بالقتل

وقال المحرر بهجت يامين من قلقيلية الذي تعرض إلى التحقيق العسكري عام 2003: التحقيق العسكري يخرج الروح من بين أضلع المعتقل، وتقترب الحياة من الانتهاء بسبب سياسة التعذيب العنيف والضرب على مناطق حساسة وتعاقب المحققين على التعذيب بدون راحة، فهو عملية قتل بطيء، وكل شخص يتعرض للتحقيق العسكري يعني أنه في أي لحظة يفقد حياته أو يصاب بعاهة جسدية ترافقه طوال حياته، وهي مرحلة خطيرة جداً، والاحتلال يمارسها بقرار من المحكمة العليا، أي بتصريح قانوني للقتل.

وأضاف: أدليت بشهادتي الموثقة لعدة مؤسسات، فهي عملية قتل متعمدة وبقرار من محكمة، وعلى العالم أن يعلم كيف يتم التعامل مع المعتقلين في مراكز التحقيق، فالقتل يكون بشكل صامت.

مكاسب ميدانية

وأوضح المحرر الأديب والكاتب وليد الهودلي الذي أمضى 14 عاماً في الأسر: عملية التعذيب لم تغب عن مراكز التحقيق، ولكنها تكون بين مد وجزر وحسب ملف القضية التي يتم التحقيق بها، وفي عملية عين بوبين كان لدى المخابرات تصفية كل من له علاقة بالعملية، وظهر هذا من أشكال التعذيب التي مورست بطريقة وحشية للمعتقلين المتهمين بعلاقتهم بالعملية وكان أبرز المعتقلين سامر العربيد الذي فقد الوعي وتعطلت وظائف أعضاء في جسده، إضافة إلى شهادات المعتقلين وما رشح من عمليات تعذيب قاسية، فهذا يدلل على أن المخابرات الإسرائيلية استخدمت التعذيب القاسي والمميت بشكل واسع بدون أي ضوابط حتى يحققوا مكاسب ميدانية وتبيض وجوههم أمام المسؤولين عنهم والمجتمع الإسرائيلي، فالتعذيب الذي وقع يشكل جريمة حرب يحاسب عليها القانون، وتم إخضاع بنات لهذا التحقيق القاسي.

Exit mobile version