المحميات الطبيعية.. سلاح جديد لضم الضفة للسيادة الصهيونية

– عساف: الاحتلال يمارس التطهير العرقي ويريد تفريغ الأغوار من الوجود الفلسطيني

– الخواجا: عمليات التهجير للفلسطينيين ستبلغ ذروتها قبل الانتخابات الصهيونية

 

“لن نرحل عن أرضنا، وسنصمد عليها على الرغم من الإخطارات والتهديد بالترحيل والهدم من الاحتلال الصهيوني، طلبوا منا إخلاء منازلنا في منطقة حمص التحتا في الأغوار الشمالية بالذريعة المعروفة، ولكن هذه الأرض أرض أجدادنا، وذريعته أن هذه منطقة آثار، ويجب أن نغادرها، لكن لن نغادر وسندافع عن أرضنا”، بهذه الكلمات المعبرة عن الصمود والثبات يصف المواطن محمود بشارات من منطقة الأغوار الشمالية حال الفلسطينيين الذين يتعرضون للترحيل والتهجير والاستيلاء على أراضيهم من قبل الاحتلال.

ويقول بشارات لـ”المجتمع”: الإخطار الذي قدمه الاحتلال لعائلته الأسبوع الماضي، يضم هدم المنزل والمنشآت الزراعية وأرضنا المزروعة بالقمح، التي تزيد على 30 دونماً ضمن حرب التهجير؛ لأنهم يريدوننا أن نرحل عن أرضنا، ولكن لن نرحل وسنواصل الصمود عليها.

وأشار بشارات إلى أن الاحتلال يطاردهم، وقد هدم في السابق منزلهم عدة مرات، كما قطع خطوط المياه عن المنطقة لإرغام المزارعين على ترك أراضيهم، يومياً يقوم الاحتلال بالاستيلاء على أراضي المواطنين ويحولها لمناطق عسكرية مغلقة، كل ذلك بهدف ضم الأرض للمستوطنات وطرد المواطن الفلسطيني من أرضه، في حين يلتزم العالم الصمت على جرائم الاحتلال المتواصلة من عمليات هدم وترحيل وتطهير عرقي.

المحميات الطبيعة والآثار

وفي خطوة تهدف للتمهيد لضم الضفة المحتلة خاصة المناطق المصنفة “ج” وفق اتفاق أوسلو، أعلنت قوات الاحتلال عن 7 مناطق في الضفة المحتلة محميات طبيعية، وهذه المناطق تشكل 130 ألف دونم، يضاف إلى ذلك أن خطة الضم المدعومة من الإدارة الأمريكية تهدف للسيطرة الكاملة على 900 ألف دونم، التي تقدر بنحو 60% من مساحة الضفة المحتلة.

ويقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يريد تهجير الفلسطينيين بالكامل خاصة منطقة الأغوار، وإعلان المحميات الطبيعة، ومناطق تدريب عسكري، بموجب القرار يمنع الفلسطيني دخولها، وحرمان المزارعين من أراضيهم، بهدف تهجير الفلسطينيين من السفوح الشرقية والأغوار وضمها.

وأكد عساف أن الاحتلال يريد ضم الأغوار بشكل كامل وتعزيز الاستيطان، وقطع التواصل بين القرى والبلدات الفلسطينية بهدف السيطرة بالكامل على مناطق الأغوار وإقامة المزيد من المستوطنات، وإطلاق العنان للمستوطنين لاستباحة القرى الفلسطينية.

وشدد عساف على أن سلاح الفلسطينيين هو الصمود على أرضهم ومقاومة كل مخططات التهجير والترحيل، وما يحدث بحق الفلسطينيين هي عمليات تطهير عرقي تستوجب من المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف العدوان على الإنسان والأرض الفلسطينية.

مناطق تدريب عسكري

من جانبه، يقول الخبير في مجال الاستيطان صلاح الخواجا: إن الاحتلال بات يستخدم عدة أساليب لضم الضفة المحتلة لما يسمي بالسيادة الصهيونية، أهمها وضع 18 منطقة فلسطينية على قائمة المحميات الطبيعية، وتحويل مساحات شاسعة من الأغوار لمناطق تدريب عسكري، حيث بات الاحتلال يسيطر على 80% من مساحة الأغوار، وعمليات التطهير العرقي وصلت لمراحل متقدمة، حيث باتت تهدد التجمعات الفلسطينية البدوية التي تتلقى يومياً إخطارات بالترحيل، علاوة على ذلك أن الاحتلال حول مساحات وسعة من الأراضي الفلسطينية التي تقع في محيط المستوطنات لمناطق عسكرية مغلقة يحذر على الفلسطيني دخولها إلا بموافقة مسبقة من قوات الاحتلال.

وحذر الخواجا من عمليات تطهير وتهجير واسعة للفلسطينيين في الضفة المحتلة، لأن رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد إحداث خطوات دراماتيكية قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 2 مارس القادم.

Exit mobile version