تونس تحتفي بالذكرى التاسعة للثورة.. في ظرف محلي وإقليمي متوتر

– “النهضة”: ثورة سطرت ببطولات شباب تونس ونسائها ورجالها الذين صمموا على إزالة نظام الفساد والاستبداد

– “تحيا تونس”: استحقاقات الثورة وما تطلبه مصلحة البلاد لن تتحقق إلا بوحدة صمّاء بين التونسيين والتونسيات

– “التيار الشعبي”: حدث الثورة وصل بعد 9 سنوات إلى مرحلة في منتهى الخطورة

– “الوطن”: التقدم بالمسار الثوري وتحقيق أهدافه التي ضحى من أجلها أبناء الشعب يتطلب التصدي لقوى الثورة المضادة وأحزابها

 

تحتفي تونس بالذكرى التاسعة لثورة 14 يناير تاريخ رحيل الرئيس المخلوع بن علي، 9 سنوات مرت على إسقاط نظام الاستبداد والدكتاتورية التي استمرت 23 عاماً، وعانى منها التونسيون الويلات، أحداث متسارعة بدأت بعد إقدام الشاب محمد البوعزيزي على حرق نفسه وكانت بمثابة شرارة الثورة في تونس التي دفعت بن علي إلى الهرب خارج البلاد وسط احتجاجات عارمة جابت جميع أطراف البلاد.

17 ديسمبر 2010، و14 يناير 2011 حدثان مهمان أثّرا في مجرى التاريخ في تونس، وساهما في إسقاط نظام الفساد والإفساد.

الوفاء للثورة

وبهذه المناسبة، دعت مجموعة من الأحزاب في الذكرى التاسعة للثورة يوم 14 يناير إلى الوحدة وتغليب المصلحة الوطنية من أجل إكمال استحقاقات الثورة، ونبهت أحزاب أخرى في بيانات لها من المخاطر المحدقة بالبلاد في ظل ما تشهده من أحداث، معتبرة أن التقدم بالمسار الثوري وتحقيق أهدافه يتطلب التصدي لقوى الثورة المضادة وأحزابها.

وأكدت حركة النهضة، في بيان، التزامها بكل الشعارات الاجتماعية التي رفعت في الثورة المجيدة، ثورة الحرية والكرامة التي سطرت ببطولات شباب تونس ونسائها ورجالها الذين صمموا على إزالة نظام الفساد والاستبداد، وها هي بلادنا برغم كل العراقيل والتحديات التي واجهت تجربتها تتقدم لتحقيق ديمقراطيتها وتكريس دولة العدل والحرية والمساواة.

وأعربت النهضة، في بيانها، عن أملها في أن تكون هذه المناسبة العظيمة دافعاً لمضاعفة كل القوى السياسية والاجتماعية جهودها من أجل التصدي لمعالجة قضايا البلاد الأساسية والجوهرية من ضعف في نسب النمو وتردي للخدمات العمومية وضعف الاستثمار والتشغيل.

وأكدت الحركة دعمها لقضايا التحرر في العالم، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني الثابت في الحرية وفي بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، كما تدعو إلى حقن الدماء العربية وإيجاد حلول سلمية في ليبيا وسورية واليمن.

وحدة صماء

وأكدت حركة “تحيا تونس”، في بيان لها، أن استحقاقات الثورة وما تطلبه مصلحة البلاد من مكافحة الإرهاب وضرب أيادي الفاسدين ودفع عجلة الإصلاحات الكبرى، لن تتحقق إلا بوحدة صمّاء بين التونسيين والتونسيات بمختلف مشاربهم السياسية والفكرية.

ودعت الحركة الطبقة السياسية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد ونبذ خلافاتها والاجتماع حول برنامج وطني كفيل بمجابهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة واستكمال الإصلاحات الهيكلية اللازمة لتحقيق التنمية الشاملة والعدالة والنهوض بالجهات الداخلية والتقليص من هوة التفاوت بين الفئات الاجتماعية والجهات.

الكفاية والعدل

اعتبر حزب التيار الشعبي، في بيان له، أن حدث الثورة وصل بعد 9 سنوات إلى مرحلة في منتهى الخطورة، نتيجة التفاف القوى العميلة والوكيلة وقوى الهيمنة الخارجية على مشروع الثورة وتحويله إلى مجرد واجهة ديمقراطية شكلية مضللة مفرغة من كل مضمون اجتماعي، وأن أهداف النضال من أجل الديمقراطية هي بالأساس سيادة الوطن والشعب ووضع السلطة بيديه وإقامة مجتمع الكفاية والعدل وتكافؤ الفرص.

وأعرب عن عزمه المشاركة في المشروع الوطني المبني على الديمقراطية الشعبية والتنمية المستقلة والسيادة الوطنية.

التصدي للثورة المضادة

ودعا حزب الوطن الموحد، في بيان له هو الآخر، إلى إصدار الدولة التونسية للقائمة النهائية لشهداء الثورة وجرحاها ونيل حقوقهم وأولها الاعتراف بتضحياتهم من أجل الوطن، ودعا إلى تحييد وزارات السيادة في التشكيلة الحكومية القادمة، وأكد أن التقدم بالمسار الثوري وتحقيق أهدافه التي ضحى من أجلها أبناء الشعب يتطلب التصدي لقوى الثورة المضادة وأحزابها عبر بناء حلف وطني شعبي يضم الفئات والقطاعات الشعبية والقوى السياسية والمدنية المنحازة للثورة. 

هدية الثورة

وقال القيادي في ائتلاف الكرامة عبداللطيف العلوي، لـ”المجتمع”: إن أفضل هدية يقدمها السياسيون للثورة هو حكومة ثورية تواصل المسار الديمقراطي وتحمي الحريات، حكومة سياسية قوية تتكون من أغلب الأحزاب السياسية باستثناء حزبي قلب تونس والدستوري الحرّ، وتابع: إن كانت هناك مشاركة لحزب تحيا تونس فيجب أن تكون صورية وعلى الهامش.

واعتبر العلوي أن المرور إلى “حكومة الرئيس” هي فرصة لاختبار صدق الأطراف التي دفعت منذ البداية نحو هذا الخيار، ولمعرفة إن كان الهدف هو فعلاً البحث عن خيار وطني حقيقي وليس فقط إقصاء طرف سياسي.

Exit mobile version