رواية “الرجل الأناني!”

دنيا العسلي..!

ماذا تريد هذه المرأة؟ ومن الذي وضعها في طريق محمود المصري؟

كيف تكوّن هذا الكائن البشري؟ وإلى أين كان يمضي؟ وماذا حقق بسلوكه وإرادته؟

هذه الأسئلة، وغيرها أسئلة كثيرة، تطرحها رواية “الرجل الأناني”، وتجيب عنها، الرواية التي صاغها المؤلف د. حلمي محمد القاعود بموهبته الفنية الساطعة التي تغوص في أعماق النفس البشرية، والمجتمع المصري، بتفاعلاته التي لا تتوقف، ورؤاه المتشعبة في تجلياتها وتحولاتها المستمرة..

“الرجل الأناني”، قفزة جديدة في أدب القاعود الروائي تضيف إلى رواياته السابقة، وفن الرواية، بُعْداً راقياً، يؤكد أهمية الموهبة والأداة والرؤية في معالجة أحوال الوطن على مستوى الأسرة، وضرورة بنائها على منهج يتجاوز القشرة الخارجية إلى عمق القيم الأصيلة والراسخة التي تبني المجتمع على أسس الوفاء والرحمة والتضحية.

يعيدنا الكاتب إلى روايات الرواد العظام الذين تكاملت لديهم الرؤية مع الصياغة العذبة السلسة الناعمة.

القاعود صاحب “ثلاثية النيل”، و”الحب يأتي مصادفة”، و”شغفها حباً”، و”محضر غش”.. وغيرها، كتب عنه الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض في كتابه الذي صدر حديثاً بعنوان “حلمي القاعود روائياً”: “لاحظتُ منذ البداية أن لدى د. حلمي محمد القاعود القدرة على تحويل كل فكرة أو موقف إلى وقائع وحوارات ووصف وعقدة، بادئاً عادة من شخصيات أو حوادث يعرفها جيداً ويُريد أن يجلي رأيه فيها وفيما تمثله في المجتمع، ولكن على نحو غير مباشر، وإلا لكتب مقالاً أو بحثاً أو كتاباً وانتهى الأمر بكل سهولة، ولكنه اختار الإبداع القصصي بما فيه من تعقيد فني وعناصر متنوعة ومتشابكة وبناء مخصوص وقدرة على الضبط والربط: ضبط النفس فلا تظهر سافرة في العمل القصصي، والربط بين شخصيات عمله ووقائعه وحواراته بحيث يخرج كل ذلك منسبكاً في بنية متماسكة مشوِّقة مقنعة تخيِّل للقارئ أن ما يُطالعه حقيقي لا مُؤلَّف.

وللأسف، فإن هذه المقدرة يفتقر إليها كثير من المنتسبين إلى عالم التأليف القصصي، ولو في بعض أعمالهم، ومنهم مشاهير تدوي أسماؤهم كالطبل البلدي، وعلى نحو خاص في العقود الأخيرة”.

جد. عوض أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة عين شمس وحاصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد.

الرجل الأناني، صدرت عن دار “مبدعون للنشر” (1441هـ/ 2020م) وتقع في 193 صفحة.

Exit mobile version